5 دقائق قراءة

أهالي الركبان ينتظرون وصول المساعدات الإغاثية بعد شح في المواد الغذائية والأدوية

عاصفة رملية تضرب مخيم الركبان في تشرين الأول. تصوير: الإدارة […]


31 أكتوبر 2018

عاصفة رملية تضرب مخيم الركبان في تشرين الأول. تصوير: الإدارة المدنية في مخيم الركبان.

يعاني عشرات الآلاف من المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في مخيم الركبان في صحراء سوريا من نقص شديد في الإمدادات، حيث تأجلت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة لليوم الخامس على التوالي. 

وكان من المقرر أن تمضي قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة قدما في ٢٥ تشرين الأول ولكن تم تأجيلها لمدة يومين “لأسباب أمنية” غير محددة. 

ثم تأخرت القافلة مرة أخرى في ٢٧ تشرين الأول، على الرغم من عدم وجود جدول زمني واضح لتقديم المعونات، حسبما قاله مسؤولو الأمم المتحدة في ذلك الوقت. 

وقالت فدوى بارود، الناطقة باسم الأمم المتحدة في دمشق، لسوريا على طول الثلاثاء، إن مسؤولي الأمم المتحدة “ما زالوا يناقشون عملية [إيصال المساعدات] مع جميع الأطراف”. 

وأضافت بارود “لم يتضح بعد ما إذا كانت الظروف الأمنية واللوجستية قد تحسنت بشكل كاف حتى تبدأ القافلة في التحرك”. 

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا على الزعتري، يوم الثلاثاء، إن التأخير حتى ٢٧ تشرين الأول كان “يعتمد على معلومات متاحة حول تهديد أمني حقيقي للقافلة”، مضيفا أن المناقشات حول كيفية إيصال المساعدات “مستمرة”. 

في الوقت ذاته، وصل حجم الإمدادات الحالية من المواد الغذائية والدواء داخل الركبان إلى مستويات منخفضة بشكل كبير، بحسب ما قاله سكان المخيم لسوريا على طول، مع عدم وجود احتمالية كبيرة لجلب شحنات جديدة. 

وقال عمر الشاوي، وهو ناشط إعلامي داخل المخيم، لسوريا على طول يوم الثلاثاء إن الإمدادات الطبية أصبحت الآن “غير موجودة تقريبا” بينما تضاعفت أسعار الأدوية المتبقية في الأيام الأخيرة، مضيفا “هناك معاناة كبيرة نتيجة لنقص الأدوية”. 

ووفقا لعبد الرحمن اسماعيل، أحد سكان المخيم البالغ من العمر ٤٢ عاما، والذي تحدث إلى سوريا على طول يوم الثلاثاء، فإن المواد الأساسية مثل حليب الأطفال والخضروات شارفت على “النفاد”. 

ويعاني النازحون في المخيم النائي في الصحراء على طول الحدود السورية -الأردنية، من نقص في الإمدادات الغذائية والطبية منذ وقت طويل. لكن الأوضاع تدهورت بسرعة منذ إغلاق طريق تهريب صحراوي كان يشكل شريان حياة بالنسبة للركبان، في وقت سابق من هذا الشهر. واعتاد المهربون على نقل البضائع من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بما في ذلك دمشق -وهي رحلة تمتد عبر ٢٦٠ كم كانت تستغرق ما بين ثلاث إلى أربع ساعات قبل الحرب -ثم يبيعون تلك السلع بأسعار مرتفعة بشكل ملحوظ داخل المخيم. 

وأغلق هذا الطريق غير النظامي من قبل القوات الموالية للحكومة في المنطقة المحيطة به. وتسبب قطع الطريق بنقص حاد في المواد الغذائية والأدوية -التي كانت تعاني مسبقا من نقص حاد -مع ارتفاع كبير في الأسعار. ووصف بعض سكان المخيم الشح في الإمدادات وقطع طريق التهريب بأنه “حصار”. 

في السياق، توفي ما لا يقل عن طفلين، أحدهما لم يتجاوز بضعة أشهر، وسط نقص في الإمدادات، حسب ما أفادت به صفحات الركبان الإخبارية في وقت سابق من هذا الشهر.

 

مخيم الركبان في تشرين الأول. تصوير: الإدارة المدنية في الركبان

يشكل الركبان موطنا مؤقتا لما يقدر بنحو ٥٠ ألف شخص، فر العديد منهم من مسقط رأسهم في وسط وشرق سوريا خلال سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة. ويعيش النازحون هناك اليوم في خيام بالية وبيوت طينية متناثرة في منطقة مهجورة بين خطي الحدود السورية والأردنية المعروف باسم “الساتر الترابي”. 

ووصلت آخر دفعة معونات من الأمم المتحدة للمخيم، في كانون الثاني من هذا العام، عبر سلسلة من الرافعات التي أسقطت المواد الغذائية والطبية إلى الركبان عبر الجانب الأردني من الحدود. 

وتخضع هذه الزاوية التي يبلغ طولها حوالي ٥٥ كم من الصحراء في شرقي سوريا لسيطرة قوات المعارضة التي يدعمها التحالف المناهض لتنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة، والذي يدير عملياته من قاعدة التنف العسكرية على بعد بضعة كيلومترات شرق الركبان. 

ويحيط بالركبان منطقة تمتد على طول ٥٥ كم، وافقت عليها القوات الروسية والأمريكية العام الماضي، وتضم مساحات شاسعة من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية. وتتواجد قوات موالية للحكومة -بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية وغيرها من الميليشيات -في تلك المناطق. 

وتقع الحدود الأردنية مباشرة جنوب الركبان. 

وصرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في وقت سابق، بأن الركبان قضية سورية وليست مسئولية الحكومة الأردنية. في غضون ذلك، ألقى مسؤولون سوريون وروسيون إلى جانب مسؤولين من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باللوم على بعضهم البعض “لعرقلة” وصول المساعدات الإغاثية إلى المخيم. 

وفي تشرين الأول، قال الدبلوماسي السوري البارز بشار الجعفري أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مدينة نيويورك أن الحكومة السورية وافقت على دخول قافلة الركبان، مدعيا أن التأخير كان دليلا على أن الولايات المتحدة هي “الطرف الرئيسي الذي يعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، والسبب الرئيسي في معاناة سكانه من المدنيين”. 

وقالت قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة إن دمشق هي المسؤولة عن التأخير. وقال مسؤول من جماعة مغاوير الثورة المدعومة من الولايات المتحدة ومقرها التنف لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، إن قواته “مستعدة لاستقبال القافلة وتأمين الطريق”. 

وأضاف أن “الكرة في ملعب النظام”.

 

عاصفة في الركبان، يوم الخميس. تصوير: الإدارة المدنية في مخيم الركبان

وفي حين تلقي الجهات الفاعلة باللوم على بعضها البعض فيما يتعلق بمصير الركبان، فإن أولئك الذين يعيشون داخل المخيم اليوم يصفون ظروفا أشبه بالحصار، حيث يعانون من شح في المواد الغذائية والإمدادات الطبية التي يمكن أن تنقذ الأرواح. 

ويقول مسؤولو المخيم إنهم يملكون كميات ضئيلة من الطعام والأدوية التي تركت لتفادي الجوع والمرض المنتشر في الركبان منذ قطع الطريق، في وقت سابق من هذا الشهر. 

وردا على تأخر القافلة، قال أحمد صغيرة، عضو الإدارة المحلية في مخيم الركبان، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء “نحن نحاول التواصل مع الأمم المتحدة”. 

“بالنسبة لنا، ليس لدينا أي شيء يمكننا توفيره لسكان المخيم سوى مناشدة المنظمات الإغاثية لإنقاذنا”. 

وقال اسماعيل، البالغ من العمر ٤٢ عاما، وهو أحد سكان المخيم، إنه قلق بشأن قدوم فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير وتحول الأمطار الشوارع الوعرة في الركبان إلى مستنقعات من الطين. 

وأضاف اسماعيل، أب لخمسة أطفال، لسوريا على طول عبر الواتساب “الجو بارد جد هنا. خاصة في الليل”. 

“لكنني ما أزال على قيد الحياة والحمد لله”. 

شارك عمر الشاوي في دورة تدريبية عبر الإنترنت مع سوريا على طول من داخل مخيم الركبان، في وقت سابق من هذا العام. ويواصل عمله كناشط إعلامي في المخيم، حيث يساعد في إدارة صفحة أخبار محلية.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال