5 دقائق قراءة

استمرار معركة المياه بين النظام والمعارضة: وادي بردى “منطقة منكوبة”

قالت مصادر محلية في المعارضة، لسوريا على طول، يوم الأربعاء […]


26 يناير 2017

قالت مصادر محلية في المعارضة، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن القوات الموالية للنظام تستهدف الصحفيين والعاملين في المجال الطبي، وعناصر الدفاع المدني، والبنية التحتية المدنية داخل وادي بردى، وسط حملة عسكرية استمرت شهرا كاملا محولة وادي بردى إلى “منطقة منكوبة”.

وبينما لم يتنازل الثوار عن المزيد من الأراضي طوال هذا الأسبوع، استهدفت قوات النظام ومقاتلو حزب الله “الجميع دون استثناء، بغض النظر عن أعمارهم”، كما ضربت قذائف الهاون وادي بردى بشكل متواصل يوم الأربعاء، حيث سارع الآلاف من المدنيين للبحث عن ملاذ لهم بعيدا عن نيران القصف.

وقال سامر ريحان مدير النقطة الطبية في عين الفيجة، يوم الأربعاء، أنكل 50 إلى 60 شخصا من المدنيين  يتواجدون في قبو واحد (…) نحن نعيش حربا حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.

وتركز حملة النظام على استعادة السيطرة على محطة ضخ المياه في عين الفيجة، والتي كانت تزود دمشق بـ70% من المياه العذبة قبل تدميرها، الشهر الماضي. وسيطرت القوات الموالية للأسد على ثلاث قرى كانت تحت سيطرة المعارضة منذ بدء الحملة المستمرة منذ شهر، وتسيطر حاليا على ستة قرى من أصل 13 قرية في وادي بردى.

ورغم سيطرتها على الأراضي المرتفعة المحيطة بوادي بردى، لم تتمكن القوات الموالية للنظام من تحقيق تقدم ملموس في قرية عين الفيجة، حيث تمكن مئات الثوار من الحد من تقدم النظام وذلك بالاستفادة من طبيعة التضاريس الجبلية لوادي بردى والتصدي للنظام في أربعة حواجز مهمة في المدينة.

وتعكس استجابة النظام تكتيكات حصار مماثلة لما جرى في حلب: استنزاف قوات المعارضة من حيث الرجال والذخيرة، وقصف البنى التحتية وإحكام الحصار لضمان عدم دخول الطعام أو الدواء إلى المنطقة.

ويعمل المركز الطبي الوحيد داخل قرية عين الفيجة على فرز المرضى، في حين يتعرض للقصف المستمر.

إلى ذلك، قال ريحان، لسوريا على طول “أجرينا العديد من عمليات بتور وكسور، حيث قمنا بعمليات بتر 4 مرات، وأن نبتر أعضاء المصاب أفضل من أن يفقد حياته”.

وأضاف “هناك إصابات تحتاج إلى فتح بطن لم نستطع أن نجري لها عمليات لعدم توفر أطباء يعرفون بذلك، وقد توفي أصحاب تلك الحالات حيث أننا لم نستطع أن نفعل لهم سوى توقيف النزف وإعطائهم دما”.

في السياق، تم تغيير موقع مركز طبي متنقل، ذو أربعة أسرة، ثلاث مرات منذ بدء حملة النظام، وذلك بعد القصف المستمر الذي يسبب ضرارا أو دمارا كبيرا في المركز.

ووفقا لريحان “هناك حالات مرضية حرجة تحتاج للإخلاء الفوري (…) طالبنا النظام بفتح طريق أو إسعاف الجرحى، لكنهم لا يهمتون لأمرنا”.

إلى ذلك، أطلقت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في وادي بردى، “نداء استغاثة” عبر الفيسبوك، يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن “ما لا يقل عن 200 شخص”، 60% منهم من النساء والأطفال، قتلوا منذ بدء المواجهات في 22 كانون الأول. وجاء في المنشور أن 400 شخص أصيبوا، إضافة إلى 45 ألف شخص فقدوا منازلهم، وأن الدفاع المدني لم يعد قادرا على القيام بمهامه، كما أن أكثر من 20 شخصا قتلوا بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الدواء اللازم لعلاج الحالات المرضية المزمنة نتيجة للحصار.

وقال عمر الشامي، مدير الهيئة الإعلامية في وادي بردى، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، أن حملة النظام البرية والجوية، والتي تعتمد بشكل كبير على الضربات الجوية والبراميل المتفجرة، وقذائف الدبابات، وقذائف الهاون والقناصة، هي حملة “غير مسبوقة” على وادي بردى، الذي شهد فترة تهدئة غير مستقرة منذ سيطر عليه الثوار عام 2012.

وأضاف “هناك أكثر من 80 ألف مدني داخل قرى الوادي مهددون بالموت إما بالبراميل المتفجرة وقصف الصواريخ وقناصة النظام أو الموت جوعا على غرار ما حدث في مضايا والزبداني”.

ونتيجة لفرض الحصار على وادي بردى من قبل قوات النظام، لم تدخل الأدوية والمواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية إلى القرى السبعة التي يسيطر عليها الثوار منذ أكثر من شهر. ومنذ تدمير محطة ضخ المياه في كانون الأول، يعاني السكان داخل المنطقة المحاصرة من عدم توافر مياه الشرب والكهرباء وانقطاع الاتصالات مع العالم الخارجي.

وقال معاذ القلموني إعلامي ومراسل وكالة خطوة في وادي بردى، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن “الأهالي صابرون ينتظرون فرج الله فلا حول لهم ولا قوة، حصار مطبق ووضع مزري، انتشار للأمراض. لم يبق لهم ما يأكلوه. الناس تعبت تريد حلا سياسيا يضمن وقف إطلاق النار وفك الحصار”.

وتحدثت سوريا على طول مع مجموعة من الصحفيين والأطباء داخل وادي بردى الذين يحصلون على الانترنت عبر الأقمار الصناعية. وتعرضت إحدى الجهات التي تواصلت معها سوريا على طول، داخل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، أبو محمد البرداوي مدير الهيئة الإعلامية في وادي بردى، للإصابة برصاص القناصة، يوم الثلاثاء إلا أن حالته مستقرة الآن.

وقالت مصادر داخل وادي بردى، لسوريا على طول، أنه بالرغم من المفاوضات السابقة، تم تعليق كل محادثات وقف إطلاق النار مع النظام حاليا.

وانهار اتفاق وقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي بعد أن قصفت الغارات الجوية وادي بردى في غضون ساعات بعد توقيع ممثلي النظام والمعارضة الاتفاق، بحسب ما ذكرته سوريا على طول. وقبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، قدم الاتفاق تدابير لإصلاح محطة ضخ المياه في عين الفيجة، والتي تضررت في المعركة، كما تضمن خطوات تسوية أوضاع أو إخلاء مقاتلي المعارضة في وادي بردى.

ووفقا لسوريا على طول، سقط اتفاق آخر في وقت سابق من هذا الشهر أيضا، بعد ساعات من التوصل إليه، عقب اغتيال أحمد الغضبان، الوسيط الرئيسي في المفاوضات بين الثوار والنظام.

وجاءت اشتباكات يوم الأربعاء بعد أكثر من أسبوعين من تصريحات للرئيس بشار الأسد جاء فيها أن منطقة وادي بردى لا يشملها اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أنقرة في 30 كانون الأول.

 القتال في عين الفيجة، الأربعاء. تصوير: معاذ القلموني.

وقال الأسد لوسائل إعلامية فرنسية كانت في دمشق إن “الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق (…) ودور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة.”

ونتيجة للقتال المستمر منذ شهر في وادي بردى، يعاني مايقارب 5.5 مليون نسمة في جميع أنحاء العاصمة السورية وضواحيها المجاورة من نقص في المياه العذبة.

وقالت مصادر موالية للنظام إن المياه توقفت عن الضخ للعاصمة في 22 كانون الأول بعد أن لوث الثوار منطقة نبع عين الفيجة بالمازوت. وأنكر الثوار من جهتهم، هذا الادعاء واتهموا القصف الحكومي بتدمير محطة ضخ مياه وادي بردى.

واشتهرت منطقة وادي بردى، بين السوريين بأنها تضم نبع عين الفيجة الذي يوفر مياه الشرب للعديد من أحياء العاصمة، بما فيها المزة والمالكي، وهي أرقى أحياء العاصمة التي تضم كبار مسؤولي النظام ومؤيديه.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال