3 دقائق قراءة

القوات التي تدعمها تركيا تتوغل في المناطق الكردية في ظل تصاعد التوتر

لعدة شهور، ظلت القذائف تتساقط على عفرين، منطقة جبلية معزولة، […]


1 أغسطس 2017

لعدة شهور، ظلت القذائف تتساقط على عفرين، منطقة جبلية معزولة، خاضعة لسيطرة الأكراد، في شمال غرب سوريا.

ويذكر أن الغارات الجوية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، هي الأخيرة في سلسلة الاشتباكات بين الميليشيات الكردية والقوات التركية التي طالت لشهور.

وعفرين هي الجزء الأكثر مواجهة وهشاشة في المناطق التي يحكمها الأكراد بحكم الأمر الواقع والمعروفة باسم روج آفا أو كردستان الغربية. و لطالما كانت هذه المناطق الكردية الممتدة على الحدود الشمالية لسوريا شوكة باتجاه الحكومة التركية. ويقود حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الإدارة الذاتية التي تحكم روج آفا، والمرتبط بحزب العمال الكردستاني(PKK) والذي أشعل تمرداً دموياً مريرا داخل تركيا على مدى عقود.

وتدافع YPG وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الدیمقراطي الکردي عن روج آفا. وظلت وحدات حماية الشعب YPG تشتبك مابين الفترة والأخرى على أطراف عفرين مع الثوار السوريين الذين تدعمهم أنقرة في شمال سوريا. وفي الوقت ذاته، كان القصف التركي يستهدف مواقع وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين وفي ريف حلب الشمالي.

 أهالي عفرين يتظاهرون ضد القصف التركي في 5 تموز. حقوق نشر الصورة لـ عفرين.

وتتهم أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بأنه يحمل نفس التوجه الفكري والقيادة والسياسات التي يمتلكها حزب العمال الكردستاني  PKK وتتهم YPG بشن هجمات على مواقع تركية في سوريا.

وفي تموز، ازدادت وتيرة القصف التركي والغارات الجوية، وأصبحت المدفعية والقذائف تطال عفرين بشكل شبه يومي وفق ما قال علي عبد الرحمن، 31عاماً، من أهالي عفرين وصحفي كردي، يعمل مع شبكة آسو الإخبارية، لـ محمد حاج علي، مراسل في سوريا على طول.

ونظم الأهالي الذين سئموا استمرار القصف، عدة مظاهرات حاشدة في الأسابيع الماضية ينادون فيها بإنهاء القصف في روج آفا. وخرجت المظاهرة الأكبر في عفرين في 5 تموز، وشارك فيها عشرات آلاف من الأهالي، وكان هو الاحتجاج الأكبر في شمال سوريا منذ بداية الثورة.

وظلت المظاهرات تجوب الشوارع طيلة الشهر احتجاجاً على “التدخل التركي” وفق ما قال عبد الرحمن.

ما هو الهدف وراء هذه المظاهرات في شمال سوريا؟

برأيي الهدف حول هذه الفعاليات والتظاهرات بداخل مدينة عفرين هو إرسال رسالة إلى الرأي العام العالمي وإلى الجهات الدولية حول التدخل التركي في الشمال السوري عسكرياً، وكذلك فإن الهدف هو معنوي لسكان المنطقة للوقوف إلى جانب وحدات حماية الشعب والقوات الأخرى التي تقاتل تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.

لماذا شاركت بهذه المظاهرات، ما هو دافعها؟

هذه المرة الثانية خلال أسبوعين يخرج فيها سكان منطقة عفرين بريف حلب الشمالي في تظاهرة احتجاجية تندد بالقصف التركي إلى جانب قوات درع الفرات المتواجدة في أعزاز ومارع ومحيطها، التي تستهدف مناطق الشهباء الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتنديداً أيضا بالتدخل التركي بشكل عام في الشمال السوري.

من هي الفئة التي شاركت بالمظاهرات؟ وهل تشمل قطاعا واسعاً في المجتمع؟

المتظاهرون من مختلف شرائح المجتمع :أطباء، معلمين، عمال، سياسيين ومثقفين والفعاليات والجمعيات الإنسانية والمنظمات المدنية، إلى جانب الأحزاب التي دعت للتظاهر.

كم كان حجم المظاهرات و من هي الجهة التي نظمتها؟

قدر العدد بالألاف ولا يوجد إحصائية دقيقة حول المشاركين، والجهة التي نفذتها هي كانت بدعوة من مجموعة أحزاب كردية إلى جانب الإدارة الذاتية وحركة المتجمع الديمقراطي، الأحزاب هي “حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا يكيتي، الحزب التقدمي، الحزب اليساري الكردي، حزب الاتحاد الديمقراطي”، إلى جانب مشاركة التحالف الوطني الديمقراطي السوري ومجلس سوريا الديمقراطي والمكون العربي في مدينة عفرين وهي العشائر العربية ” العميرات، البوبنة”.

ما هي المناطق التي يستهدفها الجيش التركي و ما حجم الدمار الذي يسببه هذا القصف؟

منذ بداية الشهر الجاري لم يهدأ القصف على “تل رفعت، شيخ عيسى، عين دقنة، حربل، أم حوش، تل المضيق، سد الشهباء، إلى جانب أماكن في ريف عفرين خاصة قرى قسطل جندو وجلبر وباصلحيا”.

سقط خلال القصف جرحى مدنيين من سكان ريف عفرين ومناطق الشهباء بالإضافة إلى تعرض منازل المدنيين للقذائف ولحقها أضرار مادية كبيرة فيها.

هل ما زال هناك أي تقدم للجيش التركي داخل الحدود السورية من جهة عفرين؟

لا يوجد تقدم تركي في ريف حلب الشمالي على حساب أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، الأمور ما تزال على حالها، هناك محاولات عديدة للهجوم على محيط تل رفعت من جهة مارع لكن يقابله اشتباكات وتصدي من جانب “قسد”.

هل يوجد تخوفات بين المدنيين من التدخل العسكري من جانب الجيش التركي في عفرين؟

الأهالي يعيشون حياة طبيعية في المدينة وحتى في ريفها الذي تعرض للقصف عدة مرات، بالطبع أثناء سقوط القذائف الأهالي وخاصة الأطفال والنساء يتعرضون لحالة من الخوف لكن رغم القذائف السكان المحليين يقومون بالأعمال اليومية.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال