4 دقائق قراءة

تخوفات من انتقام قوات سوريا الديمقراطية تدفع الآلاف للنزوح إلى مناطق التنظيم

نزح عشرات الآلاف من سكان ريف الحسكة الجنوبي، الواقع تحت […]


نزح عشرات الآلاف من سكان ريف الحسكة الجنوبي، الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، إلى مدينة دير الزور المجاورة، وذلك عقب تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه آخر معقل للتنظيم في المدينة، الواقعة شمال شرق سوريا.

وتفيد التقارير بأن السكان يفضلون الاتجاه جنوباً، إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، بدلاً من الاتجاه شمالاً أو شرقاً أو غرباً حيث المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ذات الاغلبية الكردية، لأنهم يخشون من الاعتقالات والتهجير والانتقام، وذلك بحسب ما قاله عبدالله أحمد، ناشط من مدينة الحسكة لمراسلة سوريا على طول نورا الحوراني.

وأضاف الأحمد ان “الجرائم التي ارتكبتها الميلشيات الكردية بحق المدنيين في القرى المجاورة، من طرد للسكان من بيوتهم والنهب والسلب والاعتقالات والقتل، كل ذلك دفع السكان إلى التوجه نحو مناطق تنظيم الدولة على الرغم من كراهية الناس له”.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية أطلقت، الأسبوع الماضي، حملة عسكرية تحت مسمى”غضب الخابور”تهدف فيها السيطرة على منطقة الشدادي، آخر معقل للتنظيم  في محافظة الحسكة التي تقع على بعد 50 كم جنوب مدينة الحسكة، وهي طريق الامداد الواصل بين الرقة في سوريا والموصل في العراق.

وقال أحمد عواد، ناشط في ريف الحسكة الجنوبي، أنه على الرغم مما ذكرته وسائل الاعلام الغربية، وتلك التابعة للمعارضة، منأن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة على الشدادي، يوم الجمعة الماضي، إلا أن تنظيم الدولة شن هجوماً مضاداً أدى الى تراجع القوات الكردية لأطراف البلدة، واستعاد التنظيم السيطرة على معظم أجزاء المدينة.

وعلى صعيد متصل، أرسلت قوات سوريا الديمقراطية “عدداً هائلا” من التعزيزات إلى جبهة الشدادي، حيث أن كلا الطرفين يعد العدة لخوض معركة “شرسة”، حسب ما أفاد به عمر الشامي، ناشط في مدينة الشدادي.

ولم يتسنى لسوريا على طول التأكد من أماكن السيطرة بين الطرفين بشكل نهائي، وذلك بسبب استمرار القتال إلى الآن.

وبالرغم من الهجوم المضاد الذي شنه تنظيم الدولة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت الحفاظ على معظم حقول الغاز وآبار النفط المحيطة بمنطقة الشدادي من جهة الشرق والغرب، ومن بينها حقل الجبسة الذي يعتبر واحدا من أكبر حقول النفط في سوريا.

وأضاف الشامي أن فقدان  آبار وحقول الغاز سيضع التنظيم في وضع “حرج،الذي بدوره سيحاول الحفاظ عليها بشتى الوسائل”.

الاكتواء بين ناريين

وقال أحمد عوادان “معظم سكان منطقة الشدادي اختاروا الفرار إلى مناطق تنظيم الدولة بدلاً من المجازفة والعيش في ظل حكم قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن هناك قرابة 100 عائلة توجهت شمالاً نحو المناطق التي سيطرت عليها قوات الحماية الكردية مؤخراً، بشكل اضطراري لاسباب عدة”.

ولكن مخاوف النازحين، من سوء معاملة فصائل قوات سوريا الديمقراطية للسكان، ازدادت بعدما ذكر أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بقتل خمسة مدنيين بينهم طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً،عقب اتهامهم بالانتساب إلى تنظيم الدولة، بحسب ما نشره اتحاد شباب الحسكة على صفحته الرسمية على الفيسبوك، الاثنين. ولم يتسنىلسوريا على طول التحقق من صحة الخبر بشكل مستقل.

وكانت حدة التوترات بين وحدات الحماية الكردية (YPG) من جهة، وحلفاؤها من قوات سوريا الديمقراطية التي تشمل فصائل سنية عربية في شمال وشمال شرق سوريا من جهة اخرى، ازدادت بعد تشكيل التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل محاربة تنظيم الدولة، حيث حققت قوات سوريا الديمقراطية منذ ذلك الوقت تقدماً كبيراً في الحسكة.

وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية تتكون بالدرجة الأولى من وحدات الحماية الكردية (YPG)، فهي تشمل أيضاً ميليشيات من العشائر العربية وفصائل من الجيش الحر.

حيث أن التوترات القائمة بين بعض الفصائل السنية العربية والميليشيات العشائرية ووحدات الحماية الكردية، ازدادت بعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطية لحملات عسكرية ضد التجاوزاتالتي ارتكبتها فصائل الـ(YPG) بحق القرى العربية.

ويذكر أن موقع سوريا على طول نشر في شهر آذار الماضي، تقريراً عن حرق وحدات الحماية الكردية (YPG) للمنازل العربية في الحسكة.

ومع أن قوات سوريا الديمقراطية تدعي أنها تتكون من أعراق مختلفة “قوة وطنية من أجل سوريا المستقبل”، فإن العديد من السكان العرب، في الحسكة، يشككون في هذه الادعاءات.

ويذكر أن الآلاف من السكان كانوا قد فروا هرباً من (YPG) إبان حملة عسكرية مشتركة، استمرت أسبوعين على التوالي، شنتها كل من وحدات الحماية الكردية وجيش الثوار على جنوب الحسكة، بحسب ما أفاد به أبو جاد الحسكاوي، ناشط في ريف الحسكة الجنوبي، لسوريا على طول، في وقت سابق.

 وأضاف الحسكاوي أن أحد الأسباب هو أن تنظيم الدولة كانيوفر، في ذلك الوقت،بعض “الحاجات الأساسية للسكان”، بالإضافة إلى مبلغ ماديللنازحين.

وذكر ان”السكان يكتوون بين ناري تنظيم الدولة و(YPG)، وغالبيتهم يفضل الاكتواء بنار التنظيم لأنها بالنسبة لهم أهون”.

 وفي السياق، قال عبد الله الأحمد”يخاف المدنيون من النزوح إلى مناطق سيطرة وحدات الحماية الكردية أو النظام لأنهم سيتعرضون للاعتقال بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة”.

وعلى حد تعبيره، فإن ذلك ما كان يتعرض له السكان “في كل مرة” تتقدم فيها وحدات الحماية الكردية على حساب التنظيم، “فالأهالي أمام خيارين أحلاهما مر”.

 

ترجمة: بتول حجار

شارك هذا المقال