4 دقائق قراءة

دوما: مركز توثيق الانتهاكات يتعهد بمواصلة عمله بعدما طاله قصف طائرات النظام

في دوما، والتي تبعد 10 كم حنوب شرق مركز دمشق، […]


27 يوليو 2016

في دوما، والتي تبعد 10 كم حنوب شرق مركز دمشق، شن الطيران الحربي السوري، الجمعة الماضية، 12غارة جوية على الأقل على مبنى سكني وسوق خضار ومركز توثيق الانتهاكات وهو منظمة غير ربحية توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ بداية الحراك الثوري عام 2011.

وألقت طائرة حربية للنظام صاروخين موجهين إلى مبنى المركز، وجاء الصاروخ الأول في محيط المركز، فتطاير الزجاج والحطام في كل اتجاه وتصاعدت أعمدة الدخان، وبعده بقليل جاء الصاروخ الثاني في الشارع المجاور مقابل البناء.

وقال ثائر حجازي، مدير مكتب توثيق الإنتهاكات لمراسل سوريا على طول مهران المقداد، “يأتي استهداف هذا المركز أو المكاتب المدنية ضمن سلسلة عدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. هذا القصف تعرضنا له عدة مرات”.

وأشار حجازي إلى أنهم لا يُستهدفون من فوقهم فحسب وإنما لا يسلمون من ملاحقات النظام والفصائل الثورية التي يحققون في انتهاكاتها.

مركز توثيق الإنتهاكات في دوما. حقوق نشر الصورة لمركز توثيق الإنتهاكات في سوريا

وأضاف حجازي “يوجد تهديدات ودراسات أمنية حولنا تزيد وتخف حسب نشاطنا. بصراحة نعم لقد تعرضنا لعدة مضايقات والى الآن نتعرض لمضايقات من الفصائل الموجودة”.

 

ما الأضرار التي تعرض لها المركز نتيجة الاستهداف؟

ياتي استهداف هذا المركز أو المكاتب المدنية ضمن سلسلة عدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. هذا القصف تعرضنا له عدة مرات، هناك قصف بقذائف هاون  سقطت بالقرب من المكتب لكن الأضرار اقتصرت على الماديات.

ولهذا توقفنا عن العمل وجميع المكاتب المدنية توقفت عن العمل أيضا، فقد تضررت بشكل كامل ولا يمكن نقل المكتب إلى منطقة أخرى بسبب الصعوبات البالغة، وأيضا لا يوجد منطقة آمنة في الغوطة؛ فجميع المناطق تتعرض يومياً لعشرات الغارات الجوية وعشرات قذائف الهاون والمدفعية، ولا يمكن نقل المكتب حاليا إنما نقوم باصلاح ما تضرر من نوافذ  ومكاتب وأبواب وهناك أضرار في البناء ويحتاج إلى إعادة إعمار.

الان كما أخبرتك نحن في عطلة حاليا حتى إتمام عمليات الصيانة. سوف نعيد العمل في المكاتب والمركز بشكل كامل قريبا لكن هناك هجمة شرسة على كامل الغوطة الشرقية وننتظر أن يخف القصف وبعدها نعاود العمل.

ما أهمية جمعكم لتلك المعلومات والانتهاكات بحق الشعب السوري؟

حفظ هذه المعلومات الدقيقة ومن انتهك وقام بهذه الجرائم والإرهاب والإنتهاكات بحق الشعب السوري له أهمية كبيرة، وهذا ما يدفعنا أن نجتهد ونعمل ونوثق هذه المعلومات الدقيقة عن هذه الانتهاكات، ونقوم بجمع المعلومات وحفظها لاحقاً لاستخدامها في المرحلة انتقالية ومرحلة العدالة الانتقالية لمحاكمة الجناة؛ فهناك محاسبة لمن ارتكب هذه الانتهاكات، والمجازر بحق الشعب السوري. وهذه المعلومات والشهادات نقوم باخذها ممن تعرضوا للانتهاكات كلها نقوم بجمعها وارشفتها لنستخدمها لاحقا لمحاسبة الجناة.

أثار هجمات 22 تموز على المركز. حقوق نشر الصورة لمركز توثيق الإنتهاكات في سوريا

كيف تستطيعون توثيق عملكم في بيئة الحرب؟

بالنسبة للعمل والتوثيق في الحرب في حالات القصف الشديد التي  تتعرض لها مناطق المدن الغوطة الشرقية هناك صعوبة بالغة في العمل، وطبعاً المكتب يستقبل المراجعات لأشخاص تعرضوا للانتهاكات والاعتقالات أو تعرض أقاربهم لانتهاكات من حالات الخطف أو التعذيب أو القصف أو إطلاق النار أو القنص.

هل يقتصر عملكم على رصد انتهاكات النظام أم المعارضة أيضاً؟

عملنا لايقتصر على انتهاكات النظام فقط، وإنما عن جميع الانتهاكات التي تحصل من جميع الأطراف المتنازعة ومن جميع الجهات والفئات، فعندما يحدث اقتتال بين الفصائل نقوم بتوثيق الانتهاكات الحاصلة.

هل تلقيتم تهديدات أو رسائل تنذركم بالتوقف عن عملكم؟

نعم يوجد تهديدات ودراسات أمنية حولنا تزيد وتخف حسب نشاطنا، بصراحة نعم لقد تعرضنا لعدة مضايقات، والى الآن نتعرض لمضايقات من الفصائل الموجودة ومنها حادثة اختطاف اعضاء المركز نهاية 2013 وإلى الان مصيرهم مجهولا. أيضا تعرضنا للملاحقات وقد تم اعتقالنا لفترة بسيطة من قبل الفصائل الأمنية وجرى التحقيق معنا، لا داعي لذكر الجهة.

كيف تحققون بانتهاكات النظام هل تذكر لي حادثة؟

بالنسبة مثلا للتحقيق في مجزرة الكيماوي، خرج فريق المركز الى الأماكن التي تعرضت للقصف إلى جوبر وزملكا وعين ترما، أخذنا عينات وقمنا بسؤال الشهود والناجين، وسألنا من قام بإسعاف المصابين والضحايا، وسألنا الأطباء الذين عاينوا الإصابات، وزرنا مركز الددفاع المدني وأخذنا أسماء الضحايا والمصابين ونقاط الإسعاف والمراكز الطبية التي استقبلت الحالات، وقمنا بعمل تقرير كامل عن الحادث.

ماهو الوضع الحالي في مدينة دوما؟

هناك تصعيد خطير من قبل النظام السوري على مدينة دوما وضواحيها مثل الشوفونية وتل كردي والريحان، فهناك محاولات يومية لاقتحام مدينة دوما من الجهة الغربية وأيضا الشمالية تقوم بها قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية وهناك تمهيد مدفعي يطال المناطق المدنية، مما يؤدي إلى سقوط جرحى وقتلى في صفوف المدنيين طبعاً، وهذا تكرر عدة مرات تقريبا منذ أكثر من عشرين يوما إلى الآن وهذه المحاولات لاقتحام دوما يومية. ولكن الأمور تصاعدت بعد العيد فهناك استهداف للسوق الشعبي منذ ثلاثة أيام مما أدى إلى سقوط تسعة قتلى في صفوف المدنيين أغلبهم من النساء، وهناك استهداف لسوق الخضار بغارة جوية و تعرضت مدينة دوما يوم الجمعة، أيضاً لاكثر من 12 غارة جوية مما أدى الى سقوط اكثر من ستة شهداء واكثر من 80 جريحا.

 

ترجمة : فاطمة عاشور 

شارك هذا المقال