4 دقائق قراءة

ريف حمص الشمالي ينضم لمناطق وقف إطلاق النار التي تدعمها روسيا

ذكرت مصادر محلية لـ سوريا على طول أن اتفاقاً لوقف […]


4 أغسطس 2017

ذكرت مصادر محلية لـ سوريا على طول أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار تدعمه روسيا بين الثوار ودمشق دخل حيز التنفيذ في ريف حمص شمالي الذي تطوقه قوات النظام، الخميس، بعد سنوات من التفجيرات والحصار.

اجتمع ممثلو وزارة الدفاع الروسية مع المفاوضين “المعتدلين من المعارضة السورية” مؤخراً فى القاهرة لإتمام الصيغة النهائية لاتفاق وقف اطلاق النار، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية الروسية الخميس. ووقع  الثوار المفاوضون على الاتفاق رسمياً مساء يوم الأربعاء.

يذكر أن الاتفاق الذى بدأ بوقف كامل لإطلاق النار فى منتصف يوم الخميس، نصّ على أن شمالي حمص هو المنطقة الثالثة ضمن مناطق وقف التصعيد التى سيتم تنفيذها فى سوريا في إطار خطة روسية تم طرحها خلال المحادثات التى جرت فى استانا بكازاخستان في أيار الماضي.

ويضم ريف حمص الشمالي مجموعة من المدن والبلدات والقرى والمناطق الريفية التي تقع إلى شمال مركز المحافظة مباشرة، الخاضعة لسيطرة النظام. وكانت قوات النظام تطوق شمالي حمص على مراحل ما بين عامي 2012 و 2014.

ولسنوات، اعتمد ما يقدر بنحو 260,000 من الأهالي هناك على ما يأتي من المساعدات، والزراعة المحلية و رشوة الجنود على حواجز التفتيش من أجل أن يصمدوا.

ومن المقرر الآن، بدء دخول الغذاء والدواء ومواد البناء إلى الجيب المحاصر انطلاقاً من 7 آب وفقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الأخير والذي نشره ناشطون على الانترنت وتحدث عنه المفاوض المعارض خالد زيني في رسالة صوتية لسوريا على طول من خلال إعلامي بريف حمص الشمالي.

وينص الاتفاق أيضا على “الإفراج الفوري” عن المحتجزين لدى النظام السوري و حرية حركة السكان إلى داخل الجيب وخارجه. ولن يطلب من الثوار في شمالي حمص تسليم أي أسلحة أو الإجلاء إلى أجزاء أخرى من سوريا.

و دخلت “مناطق وقف تصعيد”مماثلة قيد التنفيذ في الأسابيع الماضية في جنوب غرب سوريا وضواحي الغوطة الشرقية بدمشق، على الرغم من التقارير التي  تشير إلى حدوث انتهاكات.

شارع في بلدة تلبيسة شمالي حمص. حقوق نشر الصورة لـ Mahmoud Taha/AFP

وذكر سامر سليمان، ناشط إعلامي من منطقة الحولة لسوريا على طول، الخميس أن أهالي شمالي حمص “يريدون فك الحصار الذي انهكهم بأي طريقة وهم راضون عن الاتفاق”.

ومن ضمن الاتفاقية، سيعاد افتتاح أتستراد حمص – حماة، وفق ما تواردت الأنباء، والذي يمر جزءاً منه في قلب الجيب الثوري، ليربط بذلك مركزي محافظتين يحكمها النظام ببعضهما.

وقال اللواء ايغور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية فى بيان له يوم الخميس أنه سيتم نشر أمن عسكري ومراقبين روس انطلاقاً من يوم الجمعة في مواقع ونقاط تفتيش على حواف “منطقة وقف التصعيد” الجديدة.

ومن نقاط الخلاف الرئيسية في مسألة إقامة مناطق وقف التصعيد التي تشرف عليها روسيا في سوريا وجود مقاتلين تابعين لهيئة تحرير الشام – وهو تحالف ثوري مرتبط بتنظيم القاعدة يقوده فصيل كان يعرف سابقاً باسم جبهة النصرة.

ويوجد مقاتلو هيئة تحرير الشام في شمالي حمص، رغم أن الجيب كانت تحكمه الفصائل التابعة للجيش السوري الحر سابقاً. وذكر واحد من الأهالي لسوريا على طول أن الهيئة تمتلك نحو  1000 مقاتل في المنطقة ويتمركز معظمهم في المحيط الشرقي للمنطقة المحاصرة.

وكانت روسيا واضحة في أن اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة لا تنطبق على هيئة تحرير الشام، والتي تشير إليها باسم جبهة النصرة. وفى بيان يوم الخميس الذى أصدره كوناشينكوف حول وقف اطلاق النار، أكد الجنرال العام أن منطقة وقف التصعيد لن تنطبق على جماعة النصرة وأن المعارضة تعهدت “بطرد كافة الوحدات التابعة لتنظيم داعش وجبهة النصرة من مناطق حمص الواقعة تحت سيطرتها”.

وتؤكد الصيغة النهائية للاتفاق الذي وقعه المفاوضون في القاهرة مساء الاربعاء أن النظام السوري وحلفائه لن يضربوا “جبهة النصرة” حتى العاشر من أيلول.

وحتى ذلك الحين، يتعين على سلطات المعارضة المدنية والعسكرية “إقصاء” هيئة تحرير الشام من المنطقة التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار، الذي قيل إنه يشمل كامل الجيب. ولم يعلن رسمياً إلى الآن ماهية الحدود المرسومة بالضبط.

وتضمنت النسخة النهائية من الاتفاق عبارة تنص على “رفض” المعارضة العسكرية والمدنية لأيدولوجية تنظيم الدولة، وفق ما قال المفاوض خالد زيني، الخميس.

ولم تجلب اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة التي يعود تاريخها إلى شباط 2016 سوى متنفسا مؤقتا لشمالي حمص. وفي تاريخ قريب، مثل31تموز، استهدفت الغارات الجوية للنظام بلدتين في الجيب المحاصر.

وبقي السؤال فيما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار هذا سيكون مختلفاً عن غيره أم لا. وذكر اثنان من الأهالي الذين تحدثوا لسوريا على طول الخميس أن الدور البارز لروسيا يجعلهم يتأملون أن نظام الأسد سيلتزم بالاتفاق.

وختم أبو خالد، مدني من بلدة الدار الكبيرة في شمالي حمص لسوريا على طول، الخميس “أن  الأمر كله بيد روسيا فإذا أرادت للنظام أن يلتزم فهو سيقوم بذلك حتماً”.

 وأضاف أبو خالد “تعبنا كثيراً من الحصار والجوع والقصف وأصبح همنا الأول هو الخلاص”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال