3 دقائق قراءة

عائلات تهرب من الموت قصفا في ريف حماة إلى الموت جوعا في ريف حمص

اتخذت أكثر من ألف عائلة ملجأً لها في قرى ريف […]


20 يناير 2016

اتخذت أكثر من ألف عائلة ملجأً لها في قرى ريف حمص الشمالي، هرباً من حملة عنيفة للنظام في جنوب غرب حماة، تهدف إلى قطع طرق التهريب، فيما وصفه ناشط إعلامي من ريف حماة، لسوريا على طول، بـ”الهروب من الموت الى الموت البطيء جوعاً في أماكن محاصرة منذ سنوات”.

وقال أبو شادي الحموي، ناشط من ريف حماة، إن “السبب هو الحملة العسكرية غير المسبوقة التي قام بها النظام مؤخراَ”، مشيراً إلى الحملة التي شنها النظام في الأسبوع الماضي لإغلاق آخر المنافذ في طوقه الأمني المحيط بريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي الغربي المجاور.

وأوضح الحموي “نحن نتحدث عن قصف بشتى أنواع الأسلحة، وعلى مدار الساعة بمقدار ثلاث قذائف، وصواريخ في الدقيقة الواحدة”.

وقال أبو مازن، والذي نزح وزوجه وأطفاله الأربعة من قرية حربنفسه في جنوب غرب حماة، “خرجت أنا وأولادي بأعجوبة تحت القصف كان معي سوزكي (شاحنة نقل صغيرة) استطعت إخراجهم بسرعة، وأقيم حالياً بهذه سيارة المشدرة و”لا أدري أين أذهب بنفسي والناس هنا، الله يعينهم، بالكاد يطيقون العيش”.

والحولة وما يحيط بها من القرى هي جزء من “الجيب” الثوري الواقع بين محافظتي حمص وحماة، والمحاط كلياً بمناطق سيطرة النظام. وكان السوريون االمتشبثون في جزيرة الثوار هذه، وعلى مدى السنتين الماضيتين، يعتمدون على طرق التهريب من محافظة حماة. ومع نهاية الأسبوع الماضي، فإن تلك الطرق، التي تتربع عليها قرى، كقرية حربنفسه، أصبحت بيد النظام.

إلى ذلك، بيّن الحموي أن “النظام قطع جميع الطرق المؤدية الى حماة، فالخيار الوحيد أمام الناس هو النزوح باتجاه ريف حمص الشمالي، وهو محاصر أيضاً الأمر الذي يجعل الناس ينتقلون من الموت الى الموت البطيء جوعاً في اماكن يحاصرها النظام منذ سنوات”.

وكان النظام بدأ في تشرين الماضي، حملة لقطع كل الطرق التي تؤدي إلى ريف حمص الشمالي، وسيطر بداية على طريق يفضي إلى تلك المنطقة من الجنوب ومن ثم طرد الثوار من عدة قرى كانت تستخدم كطرق للتهريب في الشرق.

وفي الأسبوع الماضي، شنت قوات النظام وبدعم من ميليشيا الدفاع الوطني، حملة عسكرية لإغلاق المعبر الأخير بين حمص شمالاً وجنوب غرب حماة، وبعد سيطرتها على  قرية جرجيسة، في يوم الإثنين، انتقلت إلى الاشتباك مع خطوط دفاع الثوار في دير فرديس وحربنفسه، وفق ما ذكرت وكالة سانا للأنباء التابعة للحكومة السورية، يوم الخميس الماضي.

وإغلاق طرق التهريب المارة عبر هذه القرى، والتي تعتبر آخر المنافذ إلى المنطقة، بالإضافة إلى موجة النزوح لأكثر من ألف عائلة “فاقم” الوضع المأساوي أساساً في الحولة، وفق ما قال أكثر من ناشط إعلامي لسوريا على طول.  

واوضح الحموي أن “منطقة الحولة تعاني من نقص حاد بالمواد الغذائية ومن انعدام الكهرباء والماء ووسائل التدفئة حيث الناس تعتمد على قطع الاشجار”، مضيفاً أن “الوضع  يزداد سوءاً في كل يوم”.

بدوره، قال محمد الرحال، عضو رابطة إعلامي حمص في ريف حمص الشمالي، لسوريا على طول “لم تمض ساعات عديدة على إغلاق المنفذ الأخير للريف الشمالي لحمص من قبل النظام، إلا وفقدت مواد غذائية عديدة من بينها السكر والطحين، ليبدأ بعدها مسلسل رفع الأسعار من قبل التجار المتعاملون مع النظام”.

إلى ذلك، وزع عمال الإغاثة في الحولة بعض السلل الغذائية على نازحي ريف حماة الجنوبي في الحولة بريف حمص.

وقال أبو البراء، قائد عسكري في حركة تحرير حمص في ريف حمص الشمالي، لسوريا على طول، في الأسبوع الماضي، “نحن نواجه قوات الأسد لمنعها من تحقيق خبثها في فرض حصار وتجويع المدنيين (لن نسمح بان تتكر مأساة مضايا وغيرها هنا.”

ولكن ما حققه النظام من تقدم في جنوب غرب حماة، أذكى فعلا مخاوف الحصار في قرية الحولة.

وقال أحد أهالي ريف حمص الشمالي، وطلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول، “بعد مشاهدة صور الموت جوعاً ومرارة الحصار، باتت هذه الصور تسيطر على عقول أهل الريف الشمالي لحمص في انتظار ما سيحصل لنا”.

شارك هذا المقال