4 دقائق قراءة

غارة جوية تغلق مشفى الرضوان جنوب سوريا وتحرم 400 ألف مواطن من الرعاية الصحية

تعرض مشفى الرضون الميداني، وهو واحد من أفضل المرافق الطبية […]


تعرض مشفى الرضون الميداني، وهو واحد من أفضل المرافق الطبية المجهزة في درعا، جنوب سوريا، الخاضع لسيطرة الثوار، لغارة جوية يوم الأحد.

وفي يوم الاثنين، أغلقت المشفى، بسبب الدمار الذي خلفته الغارة، والتي أسفرت أيضا عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، تاركة مدير المشفى أمام “قرار مصيري” إما إعادة ترميم المشفى للمرة الثالثة أو إغلاقها.

وقال الناشط الإعلامي، أبو محمد الحوراني، الذي كان في زيارة لمدينة جاسم أثناء القصف، يوم الاحد، لسوريا على طول، إن “أربع غارات جوية بشكل متتال ومباشر” ضربت المشفى الميداني والمناطق المحيطة بها في جاسم، وهي بلدة يسيطر عليها الثوار، وتبعد 40 كم  شمال درعا.

وأضاف أن “عشرة أشخاص قتلوا بينهم طبيب صيدلاني، وممرض إداري، و4 سيدات واطفال. كما تعرضت المنازل المحيطة لدمار كامل”.

مشفى الرضوان يوم الأحد. تصوير: مؤسسة النبأ للإعلام.

إلى ذلك، قال الدكتور إيهاب الجلم، مدير مشفى الرضوان الميداني، لسوريا على طول، يوم الأحد، أن ما يقدر بنحو ثلاثين شخصا أصيبوا في الغارات الجوية. وكان الجلم في قسم الطوارئ في المشفى عندما ضربت غارات جوية إما روسية أو من قبل النظام المشفى، يوم الأحد. وأصيب الجلم بجروح طفيفة.

وأضاف أن “منظومة الإسعاف في المشفى تضررت وتم تدميرها بالكامل، وكذلك البناء بشكل كامل من الخارج، وقسم المولدات بالإضافة إلى الطابق الرابع  الذي تدمر بشكل كلي”، بينما نجت بعض الأجهزة الطبية الموجودة داخل المشفى.

وتعد ضربات يوم الأحد، المرة الثالثة، التي تستهدف فيها المشفى، حيث قصف مشفى الرضوان مرتين في عام 2015، ونتيجة لذلك تغير موقعه في المرتين.

وقال الجلم “بالنسبة لموضوع إعادة ترميم المشفى لم يتم حتى اللحظة اتخاذ أي قرار بشأن ذلك، يمكن أن تتم إعادة ترميمه أو يتم نقل الأطباء إلى مشافي أخرى، وهذا قرار مصيري، ليس قرار مشفى إنما هو قرار شعب بأكمله”.

وقبل هجوم يوم الأحد، كان مشفى الرضوان هو المشفى الوحيد الذي يعمل في جاسم، حيث كان مقرا لأكثر من 50 ألف شخص، كما كان يقدم الرعاية لـ”400 ألف شخص من درعا وريف القنيطرة، فضلا عن النازحين من المناطق الغربية المحيطة بدمشق”، وفقا للجلم.

الأهالي في مكان وقوع الضربات الجوية يوم الأحد. تصوير: حسام ناصر.

واتهم الطبيب، روسيا بتنفيذ الهجوم، في حين أن بعض المواقع الإخبارية الموالية للمعارضة وبعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أن الطائرات هي لنظام الأسد. من جهتها لم تعلق وسائل الإعلام الرسمية السورية أو الروسية على الحادثة.

وتظهر مقاطع الفيديو والصور المنشورة على الإنترنت، من قبل سكان جاسم، بعد وقت قصير من وقوع الغارة، الضرر الذي لحق بالمشفى والمباني المحيطة به على نطاق واسع.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في تغريدة على موقعها يوم الأحد، “تعرضت مشفى الرضوان، التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود، في بلدة جاسم، في محافظة درعا جنوب سوريا  لضربات جوية”.

وجاء في تغريدة إضافية للمنظمة “مشفى الرضوان  كان المشفى الوحيد الذي يعمل في بلدة جاسم، وهي مدينة تضم 65 ألف نسمة”.

وقال رئيس المركز والمدير التنفيذي ديفيد ميليباند في بيان، يوم الأحد “نحن أيضا غاضبون، عام تلو الآخر، نحذر وننعى فقدان حياة المدنيين، في سوريا، ولايزال الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ”.

ومشفى الرضوان، المجهز بأفضل المعدات الطبية، شمال غرب درعا، والذي يضم أكثر من 100 طبيب، بما في ذلك جميع التخصصات الرئيسية، كان يقدم مجموعة واسعة من الخدمات قبل استهدافه، يوم الأحد.

وكان المشفى يستقبل الثوار الذين يصابون في المعارك، وكذلك المدنيين المصابين جراء القصف. كما كانت تتم فيه عمليات الولادة القيصرية، ويتردد عليه مرضى السكري لفحص  نسبة السكر في الدم. أما المرضى ممن يعانون من الفشل الكلوي فكانوا يتلقون علاج غسل الكلى في المشفى بشكل دوري، إضافة لمرضى السرطان الذين كانوا يتلقون الأدوية المسكنة دون أي مقابل.

وتأسست المشفى من قبل مجموعة من المتطوعين، حيث كانت في البداية عبارة عن حقائب طبية متنقلة، يحملها المتطوعون للعمل الطبي أثناء تواجد الجيش النظامي في مدينة جاسم، حيث عملوا على توفير الرعاية الطبية سرا للمتظاهرين والمقاتلين الجرحى حتى لايضطروا إلى الذهاب إلى المستشفيات والتعرض لخطر الاعتقال.

وبعد تحرير المدينة من قبل الثوار في عام 2013، تم إنشاء نقطة طبية مصغرة، كانت تضم عدة أطباء، لا يتجاوزون الخمسة، وتقوم ببعض الإجراءات الاسعافية فقط لا غير، وفي غضون أشهر، بعد تلقي المعدات واللوازم الطبية من المنظمات والمال من الأفراد المانحين، أصبحت مشفى الرضوان “واحدة من أكبر المستشفيات في جنوب سوريا” حسب ما قاله الجلم.

وأضاف أن “المشفى كانت تستقبل آلاف المرضى شهريا، وعلى الرغم من وجود مرافق طبية في البلدات المجاورة، إلا أن فقدان أكبر مشفى، والمجهزة بشكل جيد،  شمال غرب درعا، بشكل مؤقت أو بشكل دائم، يعني أن كل مشفى آخر في المنطقة سيتعرض لضغوط إضافية (…) “المشافي المحيطة ليست لديها القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من الجرحى كما فعل مشفى الرضوان”.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال