3 دقائق قراءة

“كل شيء ابتل بالماء” الفيضانات الغزيرة تضرب مخيمات النازحين السوريين بالقرب من هضبة الجولان

كل شيء تمتلكه فاطمة غرق تحت الماء. في وقت مبكر […]


19 يناير 2018

كل شيء تمتلكه فاطمة غرق تحت الماء.

في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، انهارت الخيمة التي كانت تعيش فيها فاطمة وأولادها منذ أكثر من عام ونصف، بعد عدة أيام من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي ضربت معسكرات النزوح فى مدينة القنيطرة جنوب غرب سوريا، بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقالت فاطمة لسوريا على طول “كل شيء نملكه غرق بالماء والوحل”.

وتعيش فاطمة في مخيم الكرامة، الذي تأسس منذ عامين ونصف في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح، التي تفصل سوريا عن هضبة الجولان، كما يضم المخيم اليوم مايقارب 500 نازح من درعا والمناطق المحيطة بدمشق، وفقاً لما قاله مدير المخيم لسوريا على طول.

وأضاف مدير المخيم أبو محمد، يوم الخميس، أن خيام الكرامة “غارقة في المياه والطين” مع استمرار الأمطار الغزيرة “ونحن نحاول إصلاح الخيام المتضررة منذ الصباح”.

وذكر أبو محمد أن بعض سكان المخيم لا يملكون مأوى، مما اضطر بعض العائلات أن تتشارك معاً في نفس الخيمة حتى يهدأ المطر.  

الأمطار الغزيرة في مخيم الكرامة في القنيطرة، مساء الأربعاء، تصوير أبو محمد.

ولم تكن الأمطار الغزيرة الأخيرة هي المرة الأولى التي يدمر فيها الطقس العاصف مخيمات النزوح بالقرب من هضبة الجولان التى تحتلها اسرائيل، إلا أنه في كانون الثاني من عام 2017 دمرت عاصفة ثلجية استمرت ثلاثة أيام “نصف” الخيام داخل مخيم الرحمة القريب في محافظة القنيطرة، وفقاً لما ذكرته صحيفة سوريا على طول في ذلك الوقت.

وتشير التقديرات إلى أن ما يقدر بنحو 1200 عائلة تعيش في مخيمات القنيطرة غير الرسمية،  وأن كل مخيم يواجه ظروفاً “مماثلة” نتيجة لأحوال الطقس هذا الأسبوع، وفقاً لما قاله أبو محمد.

وعلى الرغم من الأضرار المتكررة والظروف الصعبة في المخيمات، فإن معظم السكان لا يستطيعون الإنتقال إلى أماكن أخرى حتى ولو لوقت مؤقت، بحسب ما أكد أبو محمد لسوريا على طول.

وناشد أبو محمد المنظمات الإغاثية الدولية خلال العام الماضي للحصول على خيام جديدة والعمل من أجل فصل الشتاء لكن دون جدوى، بحسب قوله.

وأشار أن مخيم الكرامة يتلقى مساعدات إنسانية من منظمة سوريا للإغاثة والتنمية، وهي منظمة سورية أمريكية تقدم المساعدات الإنسانية ولديها مكاتب في الولايات المتحدة وتركيا والأردن، كما تدعم جمعيتان خيريتان محليتان صغيرتان مخيم النزوح.

وأضاف أبو محمد أن المخيم يتلقى مساعدات “قليلة جداً” وهي لا تشمل الخيام أو مواد التدفئة.

وحاولت سوريا على طول التواصل مع مكاتب منظمة سوريا للإغاثة والتنمية في الولايات المتحدة وتركيا للتعليق على الموضوع، يوم الخميس، لكنها لم تتلق أي رد.

الخيام المتمزقة في مخيم الكرامة، يوم الأربعاء، تصوير أبو محمد.

وحاول مسؤولو المخيمات، في وقت سابق من فصل الشتاء، رصف الأحجار على طول الممرات وحول قواعد الخيام في مخيم الكرامة في محاولة لمنع الوحل والطين من التراكم كما فعلوا في العام الماضي، ولكن ” لم يكن ذلك كافياً، فالمياه تدخل من سقف الخيم وتغطي كل شيء” بحسب أبو محمد.

وأضاف إن معظم السكان المقيمين في مخيم الكرامة فقراء جدا ولا يملكون المال لشراء المواد اللازمة لتحسين البنية التحتية للمخيم، وأن العديد منهم لا يستطيعون مغادرة المخيم واستئجار منازل في أماكن أخرى في سوريا.

كما أكد أن “بعض العائلات ليس لديها ثمن الخبز أحياناً، ووضعهم المادي لا يسمح لهم بتحسين أرضية المخيم”.

وقال فواز قبلان المقيم في المخيم أن استئجار منزل بالقرب من مخيم الكرامة أمر مكلف للغاية، وكان فواز النازح من محافظة درعا يستضيف عائلة جاره في خيمته منذ صباح يوم الخميس، عندما انهار سقف خيمته وغرقت كل ما في داخلها بالمياه.

وأضاف فواز: “غرقت الخيمة بالماء.. البطانيات والأثاث والملابس كل شيء ابتل بالماء”.

وتابع “الله يكون بعون الناس في هالجو والبرد”.

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال