3 دقائق قراءة

لا طحين في الركبان.. و نحو 70 بالمائة من قاطنيه غادروه “قسراً”

عمان- تختصر صورة رغيف خبز، أرسلها علي القرواني، لسوريا على طول، اليوم الإثنين، معاناة آلاف النازحين في مخيم الركبان الصحراوي، الواقع على الحدود السورية – الأردنية، وذلك في ظل الحديث عن انقطاع مادة الطحين من المخيم لليوم الثالث على التوالي.


24 يونيو 2019

عمان- تختصر صورة رغيف خبز، أرسلها علي القرواني، لسوريا على طول، اليوم الإثنين، معاناة آلاف النازحين في مخيم الركبان الصحراوي، الواقع على الحدود السورية – الأردنية، وذلك في ظل الحديث عن انقطاع مادة الطحين من المخيم لليوم الثالث على التوالي.

وقال القرواني، 35 عاماً، وأب لثلاثة أطفال، من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، لـ”سوريا على طول”: “اشتريت ربطة الخبز بـ 250 ليرة سورية (0.45 دولار)، ولكن كما ترى، الرغيف صغير، ولونه أسمر، وسيء الإنتاج”.

وتحتاج عائلة القرواني “4 ربطات خبز يومياً، ولكن انقطاع الطحين وارتفاع أسعار الخبز، قد يجعل هذا غير ممكن في الأيام القادمة”، مما يزيد من معاناته، بحسب ما ذكر لـ”سوريا على طول”.

صورة لرغيف خبز، تم إنتاجه يوم الإثنين في مخيم الركبان، تصوير علي القرواني

وأفاد مسؤولون ومدنيون في مخيم الركبان بأن مادة “الطحين”، مفقودة في المخيم منذ ثلاثة أيام، نتيجة تشديد الحكومة السورية حصارها على المخيم، ومنع دخول المواد الغذائية إلا بكميات قليلة وعبر طرق التهريب.

وقال عمر الحمصي، ناشط إعلامي في مخيم الركبان، لـ”سوريا على طول”: “توقف مخبز في المخيم، والآخر ينتج خبزاً ولكن بجودة أسوأ”، مشيراً إلى أنه يتم “خلط طحين القمح بمادة الشعير المستخدمة كعلف للمواشي”. ولم يتسنّ لسوريا على طول التأكد من صحة المعلومة.

واشتدّ الحصار على نحو 40 ألف شخص نازح في مخيم الركبان، منذ إعلان الحكومة السورية ومركز المصالحة الروسي، في شباط/ فبراير الماضي، عن فتح “ممرات إنسانية” لعودة النازحين من مخيم الركبان إلى مدنهم.

ودفعت الظروف الإنسانية الآلاف من قاطني المخيم إلى مغادرته عبر الممرات التي أنشأتها الحكومة السورية وروسيا، ويقدّر أعداد المغادرين من الركبان نحو 70 بالمائة من قاطنيه منذ آذار الماضي وحتى الآن.

وقال مسؤول في الإدارة المدنية لمخيم الركبان، لـ”سوريا على طول: “العدد الحالي في مخيم الركبان لا يتجاوز 12 ألف نسمة، فيما كان أعداد قاطنيه قبل فتح المعابر ومنع دخول المواد الأساسية أكثر من 40 ألف نسمة”، منوهاً إلى أن “من ترك المخيم، تركه قسراً نتيجة الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية”.

وشدّدت الحواجز العسكرية للحكومة السورية على دخول شاحنات التهريب المحمّلة بالمواد الأساسية إلى المخيم، مما أدى إلى فقدان بعض المواد الأساسية، وارتفاع “جنوني” للأسعار، بحسب ما قال القرواني لـ”سوريا على طول”.

وقال القرواني: “متوسط أسعار الخضار: الخيار، البندورة، الكوسا 750 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد (1.35 دولار)، ويصل سعر عبوة زيت الذرة سعة 4 ليتر إلى 4500 ليرة سورية (8.20 دولار)”.

وكانت آخر قافلة مساعدات أممية دخلت إلى مخيم الركبان، في مطلع شباط/ فبراير الماضي، ضمت 100 شاحنة، وتحمل موادا غذائية وتطعيمات ومعاطف شتوية.

ما مصير المخيم؟!

في الحي الذي يقطنه علي القرواني، داخل مخيم الركبان، لا يوجد ما يشير إلى وجود أمل ببقائه داخل المخيم إلى فترة طويلة، لا سيما أن عدداً من جيرانه غادروا المخيم، وأصبح الحي الذي يعيش فيه “شبه خالياً من السكان”، بحسب ما ذكر لـ”سوريا على طول”.

ولا يعرف القرواني إذا كان سيتخذ يوماً قرار العودة إلى مناطق النظام رغم المخاطر الأمنية عليه، وقال لـ”سوريا على طول”: “الخطر علينا في كل الاتجاهات، إذا قررت العودة عليك أن تتحمل المخاطر الأمنية، وإذا قررت البقاء عليك أن تقبل بالخبز الموجود، وتتحمل الأسعار المرتفعة”.

وقال مسؤول الإدارة المدنية لـ”سوريا على طول”: “تتراوح أعداد المغادرين أسبوعياً بين 400 إلى 500 شخص”.

وأشار مسؤول في المخيم عن وجود اتصالات مع الجانب الأردني لإمداد المخيم بالمساعدات الإنسانية، إلا أن “كل ما يدور حول ذلك” مجرد وعود، بحسب ما ذكر مسؤول في المخيم لـ”سوريا على طول” رافضاً الكشف عن هويته.

وتقف الإدارة المدنية في مخيم الركبان عاجزة أمام تأمين احتياجات المدنيين في المخيم، ولا يعدو دورها في هذه الظروف أكثر من توجيه مناشدات إلى المنظمات، ولكن “ما من مجيب” بحسب ما قال مسؤول الإدارة المدنية لـ”سوريا على طول”.

وقال علي القرواني لـ”سوريا على طول”: “الإدارة المدنية لا تقدم شيء، ولا نعرف ما دورها لمساعدتنا في حل هذه الأزمة”.

وختم قائلاً: “لا ندري إلى أين ينتهي الطريق بنا!”.

شارك هذا المقال