4 دقائق قراءة

مخيم اليرموك: تنظيم الدولة وجبهة النصرة يتبادلان الرصاص والتكفير.. والأهالي محتجزون دون مياه

على مدى الأيام الستة الأخيرة، سجن ألاف الأهالي في مخيم […]


13 أبريل 2016

على مدى الأيام الستة الأخيرة، سجن ألاف الأهالي في مخيم اليرموك في داخل منازلهم، فأمام عتبات منازلهم، ساحة حرب شعواء تفتك بضواحي دمشق الجنوبية، حيث يتصيد كل من عناصر تنظيم الدولة وجبهة النصرة ” كل شيء يتحرك”، وفق ما قال أبو محمد، ناشط إعلامي، يعيش في الجزء الذي تسيطر عليه جبهة النصرة من مخيم اليرموك، لـ وليد خالد النوفل، مراسل سوريا على طول.

وكان مقاتلو تنظيم الدولة اقتحموا، في نيسان 2015، مخيم اليرموك واستولوا على معظمه. ثم  تم صدهم فيما بعد، وانسحب العديد منهم إلى معقلهم في الحجر الأسود، ومع ذلك ما يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على أكثر من اثنين كيلومتر مربع من مساحة المخيم، فيما تسيطر النصرة وبعض الفصائل الأخرى على بعض الأحياء فيه.

ويوم الخميس الماضي، هاجم تنظيم الدولة عدة مواقع لجبهة النصرة وسيطر عليها، بما فيها شارع 15وحاجز العروبة، مشعلا بذلك أياما متوالية من المعارك والقنص الشرس، وفق ما ذكر موقع عنب بلدي المعارض، في يوم السبت.

واندلعت اشتباكات بين الطرفين على إثر خلاف على حي شارع الـ 15، وفق ما قال حسن، إعلامي مقيم في أحياء مخيم اليرموك الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، لفاطمة الجندي، مراسلة في سوريا على طول، مشيرا إلى أن “الخلاف العام كان تكفيري بين الطرفين، فكلا الطرفين، داعش والنصرة يكفر الآخر”.

وثمن تحديد من هو الكافر الأكبر بينهما يدفعه أهالي المخيم البالغ تعدادهم 18 ألف نسمة، والمنقطعين كليا عن العالم بفضل قوات النظام منذ عام 2013. وقطعت الحكومة السورية المياه عن المخيم منذ ما يقارب السنة ونصف، وفق ما قال أبو محمد، مناشدا حكومة الأسد “عدم استعمال المياه كسلاح ضد المدنيين الأبرياء، فإن هذه السياسة لم تؤثر إلا علينا كأهالي المخيم”.  

وبين أن “حجم القوة الضخم التي يستخدمها الطرفين ضد بعضهما البعض منذ يوم الخميس تؤكد أنه لا ينقصهم أي سلاح أو عتاد، ولم يتأثروا بالحصار”.

 

الإعلامي حسن، الذي يقيم في مناطق تواجد تنظيم الدولة داخل المخيم. وطلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية.

ماهو سبب الاشتباكات بين تنظيم الدولة والنصرة؟

الخلاف العام كان تكفيري بين الطرفين، فكلا الطرفين، داعش والنصرة، يكفر الآخر، كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين على إثر خلاف على حي شارع الـ 15.

فضلاً عن سماح النصرة بدخول فصائل من الجيش الحر إلى المخيم من أجل مساعدتها في القضاء على داعش، عدا عن الخلافات الشخصية كالملاسنة الكلامية بالشوارع بين عناصر النصرة والتنظيم.

ماهي أوضاع المدنيين داخل المخيم؟

الاشتباكات تجري في مناطق مكتظة بالسكان، لاسيما أن مقرات النصرة موجودة في مناطق ذات كثافة سكانية.

ويعاني السكان من صعوبة الحصول على المياه بسبب عمليات القنص المستمرة في هذه المناطق، حيث أن بعض الهيئات انشأت نقاط مياه (صهاريج) برأس كل حارة أو شارع، ويصعب على الأهالي الوصول إليها، مما اضطر البعض للذهاب إلى مناطق تنظيم الدولة من أجل الحصول على المياه، وذلك لأن عمليات القنص في مناطق التنظيم أخف من المناطق الاخرى.

هل لديكم إحصائية لعدد الضحايا أو الجرحى من المدنيين؟

لدينا 3 جرحى من الأطفال وجريحين من كبار السن تم استهدافهم عن طريق القنص، وتتم عمليات القنص من كلا الطرفين (داعش والنصرة).

هل حصلت أي عمليات نزوح سواء داخل المخيم أو خارجه؟

بالنسبة لحركة النزوح فهي صعبة جداً بسبب الحصار المفروض، ومن يتمكن من الخروج فلا يمكنه العودة، والنزوح يكون إلى المناطق المجاورة مثل يلدا وببيلا وبيت سحم، لكن معظم السكان لا يفضلون الخروج من بيوتهم لأن المنزل سيحرق من قبل التنظيم، أو أنهم يقومون بفتح طاقات في الجدران من أجل تسهيل حركتهم وتنقلهم من بيت إلى آخر.

هل هناك اي تقدم ملحوظ للنصرة أو للتنظيم داخل المخيم؟

لا يوجد حتى اللحظة أي تقدم لأي طرف. وهناك صد لهجوم كبير من قبل داعش لعناصر النصرة والجيش الحر.

 

الناشط أبو محمد أحد أهالي مخيم اليرموك، والذي يقطن في مناطق سيطرة جبهة النصرة، ورفض الكشف عن اسمه خوفاً على حياته.  

ما هي الأوضاع المعيشية للأهالي والمدنيين داخل المخيم؟

بالأساس؛ كان مخيم اليرموك يعيش في حالة يرثى لها، الأمر ازداد سوءاً بعد المعارك الجارية بين النصرة وداعش، حيث ينشر الطرفين القناصة، وكل شيء يتحرك يتم قصفه في الأحياء المتنازع عليها، جميع العائلات محاصرة الآن داخل منازلها لا تستطيع جلب الماء من الصهاريج الموجودة في الشوارع والأزقة بالمخيم.

كما أن الأهالي في مناطق سيطرة جبهة النصرة في حالة خوف إذا تمكن التنظيم من السيطرة على كامل المخيم وطرد جبهة النصرة والجيش الحر، خصوصاً عائلات عناصر جبهة النصرة.

مخيم اليرموك يعيش أزمة إنسانية مع استمرار الاشتباكات بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة وازدياد حدتها من جهة، فقد أدّت الاشتباكات وأعمال القنص إلى تقطيع أوصال المخيم المحاصر، فتعذّر على عشرات العائلات الموجودة في أماكن مختلفة من المخيم الخروج من الأماكن الساخنة إلى مناطق أكثر أمناً.

برأيك لماذا يستميت تنظيم الدولة في القتال ومحاولة السيطرة على مخيم اليرموك؟

التنظيم يسعى لتوسيع نفوذه في الجنوب الدمشقي.

 

بيان عن أزمة المياه في المخيم لأبو محمد، طلب من سوريا على طول إرساله إلى الجهات المعنية:

النظام السوري قطع المياه عن المخيم منذ أكثر من 500 يوم، أي قبل سيطرة تنظيمي الدولة والنصرة على المخيم.

منذ الخميس الماضي لم يتحرك سوى صهريجين لتعبئة المياه في ثلاث أو أربع مناطق من المخيم، فتواجد الآبار في مناطق ساخنة وعدم قدرة الصهاريج على التحرك في جميع المناطق أدى إلى شلل في عملية استخراج المياه وتوزيعها.

نحن المدنيون المحاصرون في مخيم اليرموك:

نطالب تنظيم الدولة وجبهة النصرة بإيقاف الأعمال القتالية لمدة 6 ساعات ليتسنى للمدنيين العالقين في أماكن الاشتباك الخروج إلى أماكن آمنة، وليستطيع الأهالي المحاصرين التزود باحتياجاتهم.

نطالب النظام السوري والفصائل الفلسطينيه الداعمة له بإعادة ضخ المياه إلى المخيم وعدم استعمال المياه كسلاح ضد المدنيين الأبرياء، فإن هذه السياسة لم تؤثر إلا علينا كأهالي المخيم، وحجم القوة الضخم التي يستخدمها الطرفين ضد بعضهما البعض منذ يوم الخميس تؤكد أنه لا ينقصهم أي سلاح أو عتاد، ولم يتأثرا بالحصار.

نطالب منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والأنروا بتحمل مسؤولياتها إزاء المعاناة المستمرة والمتجددة كل حين، وعدم دفن رؤوسهم بالتراب، حيث لم نسمع منهم كلمة عن المأساة الحالية في المخيم.

نناشد وسائل الإعلام السورية والفلسطينية والنشطاء الإعلاميين أن يكونوا صوتاً في وقت أرهق العطش حناجرنا وحناجر أطفالنا.

 

ترجمة : فاطمة عاشور

شارك هذا المقال