3 دقائق قراءة

مفاوض معارض: رحيل الثوار مع اختيار سرغايا الاستسلام على الموت قصفاً

سار المقاتلون الثوار وعوائلهم عبر سرغايا في يوم الإثنين، باتجاه […]


22 فبراير 2017

سار المقاتلون الثوار وعوائلهم عبر سرغايا في يوم الإثنين، باتجاه خط الباصات التي تنتظرهم على أطراف البلدة.

وبعد فترة الظهيرة، انطلقت قافلة من ثمانية باصات خضراء للنظام، وعلى متنها 200 راكب، من سرغايا، الواقعة في جبال الزبداني على سفوح جبال لبنان. وغادرت إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.

واختارت فقط فئة قليلة من أهالي سرغايا الرحيل من البلدة، فيما رفض الآخرون الخروج خشية قصف النظام هناك والظروف المأساوية السيئة لمخيمات النازحين في إدلب.

ومنذ أكثر من عامين، وقوات النظام وحزب الله تحاصر سرغايا، وتمنع دخول الدواء والوقود إليها، وتحول دون الوصول للأراضي الزراعية. إلا أن سرغايا كانت إلى حد كبير بمنأى عن قصف النظام.

وكانت البلدة حتى يوم الإثنين تخضع لسيطرة مجموعة صغيرة من مقاتلي الجيش السوري الحر، بالإضافة للمجلس المحلي.

الثوار المقاتلون وأهاليهم يغادرون سرغايا. حقوق نشر الصورة لـ فراس الغضبان.

وخرج الثوار من سرغايا كجزء من اتفاقية تسوية ما بين النظام والثوار في محيط دمشق، بعد أسبوعين من المحادثات التي توستطها روسيا، وفق ما قال الطبيب فراس الغضبان، مسؤول التفاوض من جهة المعارضة، لمراسلة سوريا على طول بهيرة الزرير.

ويكمن المغزى من التسوية بالنسبة للنظام في عودة سرغايا والبلدات المحيطة على الحدود اللبنانية إلى سيطرة الحكومة. وبالنسبة للأهالي، فإنها تعني الأمل بتحرير النظام للمعتقلين ورفع الحصار عن البلدة.

وقال غضبان، ومع صعود الثوار على متن الباصات الإثنين، “إن أهم ما قدمه النظام هو عدم قصفه لسرغايا”.

ما الذي دفع لقبول اتفاقية التسوية مع النظام  في سرغايا؟ ومتى بدأت المفاوضات مع النظام؟

بدأت المفاوضات منذ شهرين مع النظام وكان الاتفاق برعاية روسية. وكان النظام هدد أهالي سرغايا أنه سيشن هجمة على البلدة إذا لم يكن هناك خروج للمقاتلين وتسوية أوضاع من لا يرغب بالخروج، فكان خيارنا إما القصف وتحمل الموت، أو القبول بخروج الثوار واخترنا خروج المقاتلين والقبول بالتسوية لعدم إراقة دماء أطفال ونساء سرغايا.

بالإضافة إلى  إجلاء الثوار، ماهي بنود الاتفاق الذي تم في سرغايا بين النظام والمعارضة؟

نص الاتفاق على خروج من يرغب من أهالي سرغايا، تأمين حماية من يريد الخروج من سرغايا الى إدلب، تسوية الأوضاع الأمنية للمنشقين والمطلوبين للاحتياط الذين يبلغ عددهم 5 الاف شخص، وإعطائهم مهلة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم، وإنشاء كتيبة أمنية منهم وتسليمهم السلاح، لتكون مسؤوليتهم حماية سرغايا، خروج جميع معتقلي سرغايا الذين احتجزوا بعد عام 2013، وبالنسبة لملف الوافدين إلى سرغايا يسري عليهم ما يسري على أبناء سرغايا.

(تأوي سرغايا آلاف النازحين من بلدات جبال الزبداني المجاور. وقدّر الغضبان أن نحو 20000 نسمة، معظمهم من مدينة الزبداني القريبة، حالياً في سرغايا).

الـ200 شخص الذين غادروا من سرغايا إلى إدلب كان جلهم من المقاتلين الثوار وعوائلهم. لماذا فقط برأيك غادرت هذه النسبة القليلة من سرغايا التي يقدر عدد سكانها بـ20 ألف تقريباً؟

نحن وافقنا على خروج المقاتلين امتثالاً لتهديدات النظام بالقصف وقمنا بتوعية الأهالي لعدم الخروج من سرغايا والبقاء فيها، بالإضافة لخوف الأهالي من الخروج والعيش في المخيمات وإدلب معرضة للقصف المستمر فكانت الردود أننا سنهرب إلى إدلب خوفاً من القصف وإذا لم نخرج ونمتثل للنظام بخروج الثوار سيقصفنا ففضلنا البقاء على الخروج.

ماذا تعني التسوية لأهالي الذين ما يزالون في سرغايا؟

أهم ما قدمه النظام هو عدم قصفه لسرغايا، وفك الحصار عنها.ودخول مؤسسات الدولة إليها.

(آخر دخول للمساعدات الإنسانية في سرغايا كان في تموز 2016، حين دخلت قافلة مساعدات أممية إلى البلدة).

وسرغايا محاصرة من الجهة الشمالية الغربية من حزب الله، ومن الشرق والجنوب محاصرة من قبل النظام. ومن المهم أن  يطبق النظام بنود الاتفاق جميعها ولاسيما إطلاق سراح أبنائها المعتقلين.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال