4 دقائق قراءة

أحد الفارين من الحياة في ظل تنظيم الدولة: يريدون أن يستعبدونا

“الرعب مسيطر على المنطقة”، هكذا وصف الحياة، أبو بسام، الاسم […]


19 مايو 2016

“الرعب مسيطر على المنطقة”، هكذا وصف الحياة، أبو بسام، الاسم المستعار، لأحد الفارين من منطقة الميادين، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، والواقعة على بعد 45 كم، جنوب غرب مدينة دير الزور، الأسبوع الماضي.

خرج أبو بسام، من منطقة الميادين بتاريخ 10 نيسان، بحجة الحاجة الملحة لتلقي العلاج، وذلك باستخدام تقارير طبية مزورة.

إلى ذلك، قال أبو بسام مشيراً إلى الوضع الطبي المعدوم في المنطقة “سمحوا لي بمغادرة المدينة نظراً إلى وضعي الصحي السيء الذي لا يسمح لي بالبقاء داخل المنطقة، لأني بحاجة إلى عناية مشددة”.

وكان أبو بسام، منذ ما يقارب عامين، يعمل كناشط في منطقة الميادين، الواقعة تحت سيطرة التنظيم، حيث تطبق القوانين الدينية المتشددة، والاعتقالات الجماعية وتلزم الناس على حضور عمليات الإعدام الميدانية. وأضاف أبو بسام “ولم يكن أحد من السكان يردعهم أو يتجرأ لقول لا”، متابعاً أن “الخوف كان يسيطر علينا”.

الصورة: وثيقة اذن السفر، الذي حصل عليها أبو بسام من تنظيم الدولة، للسماح له بالخروج لمدة خمسة أيام لتقلي العلاج.

أين كنت تقيم في دير الزور؟ ومتى خرجت من هناك؟

كنت أقيم في ريف دير الزور في منطقة الميادين، خرجت في تاريخ 10/4/2016.

كيف استطعت الخروج من المنطقة رغم الحصار المشدد الذي يفرضه تنظيم الدولة؟

خرجت عن طريق صديق لي هناك، بعد أن قمت بتزوير تقارير طبية تفيد بأن وضعي الصحي لا يسمح لي بالبقاء داخل المنطقة، لأني بحاجة إلى عناية مشددة.

فالوضع الطبي في المنطقة شبه معدوم، وليس هناك أي اهتمام، وقبل خروجي حذفت كل شيء من موبايلي، ولم أترك ورائي أي دليل على عملي الاعلامي، خوفاً من مداهمة منزلي قبل خروجي من المنطقة.

صف لنا الحياة هناك؟

الحياة بشكل عام سيئة جدآ، حالياً الوضع صعب المواد تشهد غلاء كبيراً بعد ارتفارع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، والتنظيم يمنع الانترنت في المنازل ما عدا الصالات المصرح بها من قبله، وذلك لفرض سيطرته والتكتم الأعلامي على جرائمه.

الجميع مهدد بالاعتقال أو القصاص حتى النساء، فالتنظيم كان بشكل شبه يومي يقوم باعتقال مجموعة من الشباب بتهم مختلفة، والحجج دائمآ أنهو مخالفون للعقائد الاسلامية مثل قص اللحية، تطويل الثوب، أو عدم ألتزامه بالصلاة في وقتها بالجامع.

ولم يكن أحد من السكان يردعهم أو يتجرأ لقول لا، بسبب الخوف المسيطر الذي كان يسيطر علينا، فقد كان عناصر التنظيم يقومون بالاعدامات الميدانية ويجبرونا علىى حضور تلك الأعدامات كي نتعلم منهم درسا، أن من يخالف أوامرهم يكون مصيره كمصير من سبقوه.

برأيك لماذا كل هذا التشديد من التنظيم بحق السكان؟

كي يستعبدنا، فالخوف أحد أسباب الطاعة، قبل خروجي من الميادين بشهر تقريبآ قام شباب مجهولون بقتل عناصر من التنظيم، شهدت على إثرها المنطقة حملة اعتقالات لعناصر سابقين في الجيش الحر، وأنتشار كبير للحواجز وحملات التفتيش والاقتحامات ومداهمة للمنازل للتفتيش عن السلاح، ومن عثر في منزله سلاح تم تصفيته.

كما قام التنظيم بإحضار معدات ثقيلة للحفر في الأراضي الزراعية بحجة البحث عن السلاح، كان الرعب يسيطر على المكان.

كيف كانت حركة التجول؟

في النهار الحركة شبه طبيعية مادمنا ملتزمين بأوامر التنظيم من لباس، بالنسبة للنساء أيضآ عليهن أن يلتزمن بالزي الشرعي (الخمار والعباية السوداء)، ومن تخالف منهن تتعرض إما لغرامة مالية تدفعها لعناصر الحسبة تتراوح بين 400 أو500 ليرة سورية، أو يقوم ولي أمرها بجلدها عدة جلدات وتشهد على الجلد مجموعة من النساء المبايعات للتنظيم.

لكن بعد الساعة الثمانة مساءً يمنع لأي شخص التجول في المنطقة.

متى بدأت عملك كناشط؟ وماهي الأعمال التي كنت تقوم بها في الميادين؟

في منصف عام 2014، ويعد سيطرة التنظيم على الميادين أصبحت أعمل على توثيق جرائمه وانتهاكاته بحق المدنيين.

وكان هناك الكثير من الأشخاص الذين يساعدوني وهم متواجدين في مناطق متفرقة من سوريا، وكنت على تواصل مع شخص يقيم خارج سوريا، حيث كنت ارسل له الصور والفيديوهات والأخبار التي أوثقها وهو بالتالي يقوم بنشرها.

ما الصعوبات التي كانت تواجهك كناشط؟

هناك صعوبات من جهة ضعف الامكانيات وصعوبة التنقل، ومن جهة أخرى صعوبة الوصول إلى شبكات الانترنت، بالاضافة للخوف من المداهمات التي كان يقوم بها التنظيم لمقاهي النت، وخطورة العمل في هذا المجال أنه كان سبباً كافياً لإقامة الحد بتهمة التخابر مع أجندات خارجية، أو التحريض ضد التنظيم.

فأنا اعتقلت عندهم فترة شهر، كانت تلك الفترة من أصعب أيام حياتي، وبعدها قررت أن أخرج من المنطقة مهما كان الثمن.

متى ولماذا تم اعتقالك؟

اعتقلوني بتاريخ 2/5/2014، عندما كانت هناك حملة اعتقالات ضد عناصر الجيش الحر، وأنا كنت من العناصر في الحر قبل أن تسيطر داعش على الميادين، وتم اعتقالي، وسجون التنظيم أخطر من سجون النظام، فأنا بقيت في المنفردة لمدة 25 يوما، في غرفة طولها متر وعرضها متر، كانت مثل القبر، وبقيت معصوب العينين لفترة طويلة، فقط لأني كنت من عناصر الجيش الحر الذي يعتبره التنظيم مرتد.

كيف تم اطلاق سراحك من معتقلات التنظيم بعد شهر؟

صدر عفو من البغدادي، وأخرجوني معصوب العينين مربوط اليدين. كيف لا أعرف مكان تواجد السجن الأمني، وأبعدوني عن المكان بواسطة سيارة سارت بنا مبتعدة لمدة 15 دقيقة، ثم تم رميي في الشارع حتى جاء شخص وساعدني.

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال