3 دقائق قراءة

أهالي الرستن يعانون من انقطاع المياه.. ولا حلول تلوح في الأفق

“أريد أن أموت لأرتاح من هذه الحياة”، هذا ما قاله […]


27 يناير 2017

“أريد أن أموت لأرتاح من هذه الحياة”، هذا ما قاله ابن أم يوسف، البالغ من العمر 12 عاما، بعد محاولة فاشلة للانتحار عن طريق تناول كامل الحبوب في زجاجة دواء.

وعندما استعاد الصبي وعيه، قال لوالدته أن الأمر لم يكن معقدا، بينما قالت الأم، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير “لا يوجد شيء لا ماء ولا طعام”، لذا سيحاول أن يقتل نفسه مرة أخرى “وقال سأعاود الانتحار مرة ثانية ولا تنقذوني”.

وتعيش أم يوسف، مع زوجها المقعد، وأطفالهما التسعة، في مدينة الرستن التي كان يعيش سكانها برخاء قبل بدء الحرب، وتقع في ريف حمص الشمالي، تحت سيطرة المعارضة. وكون النظام يحاصرها منذ عام 2014، فمن الصعب توافر الماء فيها.

ومنذ ما يقارب سبعة شهور، لم يعد بإمكان سكان الرستن، وعددهم 100 ألف، الوصول بشكل مستمر إلى المياه، وذلك بعد أن علقت كيمونكس الدولية، إحدى منظمات الوكالة الأمريكية للتنمية، دعم المياه ومشاريع أخرى في حزيران 2016.

وجاء ذلك بعد تقارير عن الفساد في مجلس محافظة حمص، وهي تهمة نفاها المجلس الذي تديره المعارضة، وفقا لما قاله مسؤولون لسوريا على طول.

وعلى الرغم من أن كيمونكس لم تكن المنظمة الوحيدة التي تمول مجلس محافظة حمص الذي تديره المعارضة، إلا أنها كانت واحدة من أكبر الممولين قبل إيقاف عقدها، في حزيران الماضي، ومدته عامان، بقيمة 800 ألف دولار.

وقبل ثلاثة أسابيع، نفد وقود الديزل لدى المجلس المحلي للمعارضة في ريف حمص الشمالي. ولم تتبرع منظمات الإغاثة بالمزيد من الوقود. نتيجة لذلك توقفت مضخات المياه الجوفية، وانقطعت المياه في المنطقة منذ ذلك الحين.

في السياق، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة الرستن، المهندس يوسف درويش “بعد أن استنفدنا كل ما حولنا، لم يعد أمامنا أي خيارات ولا بدائل، سوى إطلاق نداء الاستغاثة لعل يكون هناك مجيب”، وذلك بعد أيام من نشر المجلس مناشدة عاجلة لـ”المساعدات الإنسانية” على الفيسبوك.

وأضاف درويش “يجب أن أقدم طلب إلى محافظ حمص، وكان الرد أنه لا يوجد إمكانية مادية في الوقت الحالي. وأنا كرئيس مجلس محلي، هذا ما يمكنني فعله”.

 

  • أم يوسف، سيدة من الرستن، عمرها 45 عام، أم لـ9 أطفال، وزوجها مقعد لا يستطيع الحركة، وتتحمل هي مسؤولية تأمين احتياجات أفراد العائلة.

 

حدثينا عن معاناتك في تأمين المياه لعائلتك؟

المياه تعتبر من أهم سبل الحياة، وهي حاجة يومية للناس جميعاً، ففي الأشهر الماضية، كل 15 يوماً، نراها مرة واحدة لمدة ساعة واحدة فقط، وأنا لدي 9 أطفال وزوجي مقعد لا يستطيع العمل، وصهاريج المياه متوفرة ولكن أنا لا أستطيع شراءها لأني لا أملك المال، وسعر المتر يبلغ 700 ليرة سورية.

أطفالي لم يستحموا منذ شهر، بسبب انعدام المياه. وأحمد الله على نعمة المطر فنقوم بوضع الأواني لنشرب منها، بينما يتسول أطفالي المياه الشرب.

لديك تسعة أطفال أنت مسؤولة عن تأمين احتياجاتهم، كيف يتأقلم أطفالك مع عدم توفر المياه؟ الوضع في الرستن سيء جداً وأحد أطفالي البالغ من العمر 12عاما، حاول الانتحار منذ فترة، بسبب تردي الوضع، وكان يقول لي: لا يوجد شيء، لا ماء ولا طعام، وأريد أن أموت لأرتاح من هذه الحياة، فتناول علبة دواء كاملة، وعندما استعاد وعيه قال: سأعاود الانتحار مرة ثانية ولا تنقذوني.

وفي ظل انقطاع المياه وحاجتنا لها لا يوجد جهات داعمة لنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لله المشتكى.

 

  • المهندس يوسف درويش، رئيس المجلس المحلي في مدينة الرستن.

 

متى توقفت المضخة عن العمل؟ وأنتم كمجلس محلي ماهي البدائل أمامكم لتوفير المياه للأهالي؟

منذ شهرين، يتم ضخ المياه بشكل متقطع، في مدينة الرستن وذلك لعدم قدرتنا على تأمين الديزل إلا بطرق صعبة جداً، عبر تطبيق نظام ضخ بساعات أقل، فاعتمدنا في الشهرين على المتبرعين، وبعض الجمعيات فكل جمعية كانت تتكفل بمدنا بالديزل لمدة معينة، منها شهر ومنها ضخة كل ثلاثة أيام، ولكن الآن استنفدنا كل من حولنا ولم يعد أمامنا أي خيارات ولا بدائل. قمنا بإطلاق نداء الاستغاثة لعل يكون هناك مجيب.

في حال عدم استجابة المنظمات والجمعيات الإغاثية لندائكم كيف سيكون حاال الأهالي داخل الرستن؟

في حال عدم استجابة المنظمات والجمعيات الإغاثية سيكون وضع الأهالي سيء للغاية، فبسبب ظروف الحرب والقصف أصبح الاهالي في حالة فقر، وهناك العديد من الأهالي يلجؤون للاستدانة ممن يتوفر معه، وهذا أصبح يشكل عبئاً إضافياً عليهم في ظل هذه الظروف.

وكان نداء الاستغاثة هو آخر الحلول بسبب شعورنا بانعدام الإمكانية لضخ المياه.

كيف كانت الجمعيات الخيرية تؤمن لكم المياه في السابق؟ وما أسباب توقفها عن الدعم؟

كانت كل جمعية تمول الضخ لفترات مختلفة، منها شهر ومنها أيام، وسبب توقفها هو انتهاء مشروعها فقط.

هل تواصلتم مع حكومة الائتلاف من أجل دعم تشغيل شبكة المياه؟ وماهو ردها بهذا الخصوص؟

حسب التسلسل الهرمي، يجب أن أقدم طلب إلى محافظ حمص، وكان الرد أنه لا يوجد إمكانية مادية في الوقت الحالي. وأنا كرئيس مجلس محلي، هذا الذي أستطيع فعله.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال