3 دقائق قراءة

إعلاميو سوريا: نعمل في أكثر المناطق سخونة في العالم

تظاهر ناشطون وإعلاميون في إدلب، يوم الأربعاء، لتخليد ذكرى الإعلاميين […]


29 أكتوبر 2015

تظاهر ناشطون وإعلاميون في إدلب، يوم الأربعاء، لتخليد ذكرى الإعلاميين الذين قتلوا في الغارات الروسية، الأسبوع الماضي، وذلك لتسليط الضوء على ما يواجهه الصحفيون من مخاطر أثناء تغطية الأحداث الدائرة في سوريا.

وكتب على أحد اللافتات، باللغة العربية والإنكليزية “بعملكم تكشفون إجرام النظام، وموت الضمير العالمي”. بينما أظهرت لافتة أخرى صورة لكاميرا مرسوم عليها علم الثورة، في رمزية تشير إلى محاربتها من قبل بشار الأسد، وتنظيم الدولة، والمجتمع الدولي.

مصد الصورة: المعرة الآن

وكان الإعلامي وسيم العدل، إعلامي من معرة النعمان، في إدلب، قتل بغارة للطيران الروسي على الريف الإدلبي، الأسبوع الماضي. واستهدف العدل أثناء تصويره بكاميرته، فوثقت الكاميرا لحظة استهدافه وموته. وقد أجرت، سوريا على طول، مقابلات في وقت سابق مع العدل، آخرها عن القنابل العنقودية التي ألقتها الطائرات الروسية والنظامية في سوريا.

وتعتبر قصة العدل واحدة من بين العديد من القصص التي لقي فيها الإعلاميون حتفهم أثناء تغطيتهم للأحداث في سوريا، ففي الشهر الجاري وحده، قتل سبعة إعلاميين ونشطاء في سوريا. وبحسب تقرير نشر على موقع مراسلون بلا حدود، ذكر أن 141 ناشطا ميدانيا، و48 صحفيا لقوا مصرعهم في سوريا، أثناء تغطيتهم للأحداث منذ العام 2011، إضافة إلى العشرات من الإعلاميين المعتقلين.

وقال يمان السيد، أحد مراسلي قناة أورينت الإخبارية، في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، يوم الخميس “نعمل في أشد الأماكن خطورة في العالم”.

وأضاف “قد نذهب لتغطية مجزرة في مكان ما، ونصبح من الضحايا، فنظام الأسد لا يميز بين المدنيين والمقاتلين والصحفيين، فالجميع مستهدف”.

ويغطي الأحداث في سوريا العديد من الناشطين والإعلاميين، وسلاحهم وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا لنقل المعلومات الدقيقة عما يحدث في سوريا. وأغلبهم كان من المتظاهرين والمحتجين على النظام السوري في بداية اندلاع الثورة في العام 2011.

وأفاد عامر الشامي، مصور صحفي لوكالة فرانس برس، لسوريا على طول، يوم الخميس بأنه “أصيب أربعة مرات أثناء تغطيته الإعلامية، منها مرتين في هذه السنة”.

وبينما تكون المخاطر التي يواجهها الإعلاميون والمدنيون واحدة، إلا أن الإعلاميين أحيانا يكونون مضطرين إلى الذهاب إلى مواقع القصف وإلى الخطوط الأمامية من المعركة، مما يجعلهم هدفا للغارات اليومية، كما يحدث للإعلاميين المتواجدين في الغوطة الشرقية مثلا.

وفي معارك حلب وحمص وحماة، في الأسبوعين الماضين، قتل كل من أنس السيد، ومحمد اللوز، وأيمن شوبك، وجميعهم إعلاميون معارضون.

مضطهدون من كافة الأطراف

لا تكون الأخطار التي يواجهها الإعلاميون مقتصرة على عملهم في المعارك أو الاستهداف من قبل الطيران الروسي أو النظامي، فالخطر يحدق بهم حتى في عملهم وفي حياتهم وفي منازلهم.

وذكر عبدالله الأحمد، ناشط إعلامي من محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، لسوريا على طول، يوم الخميس، بأن “أغلب الصحفيين مضطهدين من جميع الأطراف المتحاربة في سوريا، فإما أن تكون محسوبا على طرف أو جماعة، أو أنك سوف تعتقل أو تعذب”.

وأضاف الأحمد “اعتقلت من قبل وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع العسكري لوحدات PYD، لثلاثة أيام، بدون أن يوجهوا إلي تهمة، وهددوني في حال وجهت تغطيتي الإعلامية ضدهم بعقوبات قاسية في المرات القادمة”.

وتابع الأحمد بالقول “عندما ذهبت بعدها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، أخبروني بأني إما أعمل لأجلهم، أو أن أتوقف عن العمل، تحت تهديد الإعدام”.

ويعتبر تهديد تنظيم الدولة، ليس مجرد كلام، ففي تموز الماضي، نشر التنظيم فيديو يظهر إعدام مدنيين اتهمهم بالتقاط صور لصالح حملة الرقة تذبح بصمت، والتي تعمل على توثيق انتهاكات تنظيم الدولة.

وفي نفس السياق، أفاد أبو إبراهيم الرقاوي، عضو في حملة الرقة تذبح بصمت، لسوريا على طول، يوم الخميس، “استهداف الصحفيين في الرقة أمر مفروغ منه، فأي شخص يلتقط صورا في الرقة، يتهم بالخيانة، ويحكم عليه بالإعدام”.

ويبدو أن ما فعله تنظيم الدولة بحق العاملين في حملة الرقة تذبح بصمت، جعل المدنيين في المحافظة يخشون حتى وضع “إعجاب” لصفحة الحملة على الفيس بوم، وفقا للرقاوي.

شارك هذا المقال