4 دقائق قراءة

إنتصار خان العسل نقطة لصالح الثوار في حلب

تموز 28, 2013 بقلم مايكل بيتزي وعبد الرحمن المصري عمان: […]


28 يوليو 2013

تموز 28, 2013

بقلم مايكل بيتزي وعبد الرحمن المصري

عمان: يستمر القصف الشديد من طائرات النظام على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب يوم الأربعاء, بعد يومين فقط من إعلان الثوار سيطرتهم الكاملة على مدينة خان العسل, بإعتبار أنها آخر نقطة قوة للنظام في ريف حلب وموقعاً لإطلاق الأسلحة الكيميائية التي قتلت العشرات من المواطنين في 19 آذار.

إن تجدد القصف يشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس جاهزاً للتخلي عن أكثر المدن شعبية, حتى في ضوء الانتصار الساحق الذي حققه الثوار في خان العسل, وقد وصف ناشطون آخر التطورات على أنها تقدم واضح وملموس للثورة في مناطق القريبة من الحدود التركية.

نقل ناشطون أنباء عن قصف كثيف لخان العسل, بلدة دار عزة, المنصورة, و حي الميسر. قصف الهاون استهدف حي بستان القصر أيضاً, وهو نفس المكان الذي شهد مظاهرات كبيرة في الأسبوع الماضي حيث أن أحد المتطرفين المسؤولين عن الحاجز, بدء بفرض نسخته الخاصة عن قانون الشريعة الإسلامية.

0725KhanAlaselAM

“خان العسل كانت للشبيحة (ميليشيات مسلحة مؤيدة للنظام),” قال أبو مجاهد, مراسل لشبكة شام الإخبارية المعارضة في خان العسل, وأضاف بأن الأرياف الشمالية الغربية هي “بوابة لحلب.”

في الفيديو الذي عرض سابقاً هذا الأسبوع, قائد كتيبة من الجيش السوري الحر تدعى الفرقة التاسعة, أعلن أن خان العسل قد “حررت بالكامل.”

كتائب نور الدين زنكي التابعة للجيش الحر, أعلنت مسؤوليتها عن قتل العقيد السوري حسان يوسف حسان, وقالت الكتائب أيضاً أنه كان من كبار الضباط في خان العسل.

تظهر الكتيبة في الفيديو وهي تقف بجانب ثلاث جثث, إحداهما للعقيد والأخرتان لجنديان من النظام ممددين في صندوق شاحنة.
“نحن قتلنا هذه الكلاب,” قال أحد الرجال, وهو يظهر بطاقة الضابط السوري ليثبت هويته.

أكّد الثوار على أهمية السيطرة على مدرسة شرطة خان العسل, لأنها كانت غرفة لعمليات الجيش السوري في المنطقة.

أهمية خان العسل

مع السيطرة على خان العسل, قال ناشطون بأن الثوار لديهم “تقريباً السيطرة المطلقة على الأرياف” المتوزعة حول حلب وعلى قسم كبير من المدينة نفسها.

إن آخرانتصارات الثوار في الشمال أتت مع شكوك كبيرة بأن الثوار يفرضون حصاراً على باقي الأحياء المسيطر عليها من قبل النظام في حلب, عن طريق عدم السماح للمدنيين في تلك المناطق بالعبور إلى مناطقهم وشراء الطعام والغذاء والسلع الآخرى.

محمد يسين, ناشط في المكتب الإعلامي لهيئة حماية المدنيين في حلب, معارض للحصار الذي يفرضه الثوار, ويشير بشكل خاص إلى نقطة عبور بستان القصر, والتي منعت فيها الميليشيات المتطرفة بنقل أو عبور أي خضراوات إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام وقد أجبرت النساء بإرتداء الحجاب.

“الحصار يضر الأهالي ولايضر الشبيحة,” قال ياسين.

“ليس من أهداف الثورة أن تضع حالة من الخنق الشعبي غير المبرر الذي سيولد بدوره حقداً وشرخاً إجتماعياً لا داعي له, والخاسر الوحيد فيه هو سوريا والشعب السوري الذي عانى الآمرين.”

ناشطون يتنازعون على فكرة الحصار المتعمد على بعض من الثوار, بدل ترجمة صعوبة المرور على أنها نتيجة القتال المشترك بين الطرفين.

“ما تناقلته وسائل إعلام النظام على أن الجيش الحر هو من يفرض الحصار الغذائي على حلب عار عن الصحة” قال أبو مجاهد, مراسل شبكة شام الأخبارية في خان العسل, ويشارك الرأي مع غيره من الناشطين بإلقاء اللوم في نقص الغذاء في أحياء معينة من حلب على الاشتباكات التي تقع على الطريق بين حلب ودمشق.

“إنها ليست لحد الكارثة,” وصف مجد عبد النور, مواطن صحفي يعمل في الثورة في حلب, وقد وصف نقص الغذاء أنه “طبيعي” لمدينة مزقتها الحرب.

الحكومة السورية تحاول أن تصحح المفاهيم بأن الأحياء التي تسيطر عليها في حلب مهجورة من السكان. وصل دعم دولي بمقدار 15 طن من الخضروات والطحين, مع ما يكفِ من الوقود لملئ 60.000 سيارة, إلى “السكان المتضررين” في حلب, سانا, الوكالة السورية للأنباء, نشرت التقرير يوم الأربعاء.

وحدة الثوار سبيل نصرهم

الجيش السوري يواصل حملة اقتحام الشمال, والتي اطلقها في التاسع من حزيران ووجهها لاستعادة حلب والمناطق المحيطة بها من قبضة الثوار. ذكرت تقارير أن ميليشيات حزب الله التي نشرها نظام الأسد في أرجاء حلب لتساعده في العملية لم تكن كافية لردع الثوار.

يؤمن الناشطون بأن التنسيق بين فئات الثوار, من ألوية الجيش الحر إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة هي مفتاح الأساسي للنهوض والنجاح.

“هناك عدد من غرف العمليات المخصصة للجهود المشتركة (بين الفصائل)” هكذا صرح أبو وحيد, ناشط ضمن لجان التنسيق المحلية في حلب, حيث طلب عدم التصريح بأسمه الحقيقي.

حاول الثوار في السابق انتزاع السيطرة عن خان العسل في آذار, ولكن جهودهم فشلت آنذاك وتحملوا خسائر بما يقارب 200 مقاتل في ثمانية أيام فقط.

اشتهرت خان العسل بتعرضها لهجمات بغاز السارين خلال حملة آذار والتي راح ضحيتها ما يقارب 30 مدني من سكان المدينة. فيما يتبادل النظام ومقاتلي المعارضة الاتهامات عن استخدام غاز سارين, وجه الائتلاف المعارض والقياديين السياسيين للثورة في المنفى الاتهامات نحو النظام “اليائس” بلجوئه إلى “استخدام كمية كبيرة من الأسلحة المحرمّة دولياً في إٍرتكاب جرائم ضد الإنسانية.”

في وقت سابق من هذا الشهر, أضافت دراسة روسية تدعم مزاعم الأسد على أن الغاز قد استخدم من قبل ألوية الجيش الحر.

إن سيطرة الجيش الحر على خان العسل سيشكل عقبة في طريق تحقيقات الأمم المتحدة حول من كان خلف هجمات الغاز الكيماوي, وهي أول منطقة استخدم فيها أسلحة كميائية تسمح الحكومة السورية بالتحقيق فيها.

“إذا كانت الحكومة السورية لا تسيطر على خان العسل فإن هناك احتمال ضئيل بسماحهم لخبراء الأمم المتحدة بالدخول,” أوضحت وكالة فرانس برس, عن دبلوماسي في مجلس الأمن يوم الثلاثاء.

حيث وصل فريق التحقيق الى دمشق يوم الجمعة.

تقارير إضافية بقلم نهى شعبان

 

شارك هذا المقال