3 دقائق قراءة

اتفاق هدنة “شفوي” لإنهاء حصار الوعر في حمص

توصلت لجنة مفاوضات من حي الوعر، آخر منطقة يسيطر عليها […]


2 ديسمبر 2015

توصلت لجنة مفاوضات من حي الوعر، آخر منطقة يسيطر عليها الثوار في حمص، إلى اتفاقية “شفوية” مع النظام، للبدء بهدنة تبدو أنها الخطوة الأولى الجادة لإنهاء حصار دام سنتين للوعر، الذي يقطن فيه تسعون ألف شخص، بحسب ما أفاد به أحد المشاركين في اجتماع شهد التوصل للتفاقية، لسوريا على طول، يوم الأربعاء.

وقال أحد أعضاء لجنة الثوار، ممن حضروا الاجتماع الذي عقد في فندق السفير في حمص، يوم الثلاثاء، وطلب عدم الكشف عن هويته، “رأينا هذه المرة جدية النظام في إبرام الهدنة والتنفيذ السريع لها”.

وأضاف أن “النظام يسعى ليظهر نفسه بأنه قادر على إتمام مفاوضات، وعمل تسويات قبل عقد جنيف “3، الذي سيحضره ممثلون عن النظام السوري والمعارضة، وإيران، والمملكة العربية السعودية، وروسيا، وتركيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وتوصل النظام السوري ولجان الثوار إلى اتفاقية “شفوية” لم تترجم بعد على الورق، نصت على إطلاق عدد غير معروف من المعتقلين من سجون النظام، وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى الحي، على أن يبدأ التفيذ من يوم الأربعاء. وكجزء من الاتفاقية يسمح لـ 200 إلى 300 مقاتل بالخروج من الوعر، يوم السبت.

وبحسب ما أدلى به طلال البرازي، محافظ حمص، لقناة العالم، وكالة أخبار إيرانية، يوم الأربعاء، فإن “حمص ستكون خالية من المسلحين والميليشيات”.

حي الوعر في حمص في شباط، مصدر الصورة SPC

ولكن لجان المفاوضات من الثوار والنظام اختلفوا على فهم بنود الهدنة، فقال أحد المفاوضين أن “ليس جميع الثوار مطلوب منهم مغادرة الوعر، ولكن فقط من يرفض الهدنة، وهم مجموعة صغيرة ستغادر إلى إدلب وريف حماة”. ولم يعرف إلى الآن فيما إذا كان ثوار الوعر الباقين سيلعبون دورا في فرض الهدنة أو أنه طلب منهم ترك سلاحهم فقط.

وكان اثنان من سكان الوعر تحدثوا إلى سوريا على طول، يوم الأربعاء، أكدوا دعمهم للهدنة بشرط أن يبقى المقاتلون، الذين عددهم بالآلاف، في جنوب غرب المنطقة لحماية المدنيين من انتهاكات مستقبلية قد تحدث من قبل النظام. وتعتبر احرار الشام وكتائب الجهاد الإسلامي أكبر فصيلين موجودين في حي الوعر.

ومن جهته، أفاد أبو إبراهيم، أحد سكان حي الوعر، لسوريا على طول، يوم الأربعاء “نحن مع الهدنة، فأطفالنا بحاجة لها أكثر منا، لن نقبل بالهدنة إذا فرضوا خروج الثوار، لآن الثوار هم من يحموننا، ولا نثق بالنظام وميلشياته التي لا يستطيع النظام السيطرة عليها”.

وفي السياق، قال مقاتل في صفوف المعارضة من داخل الحي، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، “لن نقبل بالخروج وترك أهلنا في الحي عرضة لحقد الشبيحة وغيرهم، وفي حال طلبوا خروج المدنيين والثوار بنفس طريقة حمص القديمة لن نوافق أيضاً، فالقصف نفسه سنتعرض له في شمال سوريا كما نتعرض له في الوعر، لذلك الهدنة التي نعترف بها بأن تبقي الثوار لحماية المدنيين داخل الحي، وهنا نلتزم بكل تفاصيل الهدنة بما فيها وقف إطلاق النار”.

وعرف من بين المشاركين في مفاوضات الثلاثاء، ديب زيتون، رئيس المخابرات السورية، وطلال البرازي، محافظ حمص، وفقا لممثل لجنة المعارضة. ومن بين الحضور كان أيضا يعقوب الحلو، سفير الأمم المتحدة في سوريا، وخولة مطر، مديرة المكتب السياسي للمبعوث الأممي لسوريا ديمستورا.

ويذكر أن النظام السوري يحاصر حي الوعر منذ أكثر من سنتين، وهو الحي الوحيد الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، في مدينة حمص، بعد خروج قوات المعارضة من حمص القديمة كجزء من اتفاقية هدنة في أيار من العام 2014. وكان دخول شاحنات المساعدات إلى حي الوعر متقطعا، فاعتمد السكان على الحشائش مثل الشمندروالخسوالبقدونس، التي يزرعونها في حدائق منازلهم كمصدر للغذاء.

ولم تفلح العديد من المفاوضات في الماضي إما بسبب قصف النظام للحي أو بسبب التفجيرات التي حدثت في المناطق العلوية الموالية في مدينة حمص، كالتفجيرين الذين حدثا في حي عكرمة والذي استهدف مدرسة ابتدائية في تشرين الأول من العام 2014 وراح ضحيتهما العشرات من الأطفال.

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن تفجيرات عكرمة، إلا أن النظام وجه أصابع الاتهام إلى ثوار الوعر، وبدأ بحملة جديدة من الغارات على الحي.

وما يمكن أن يعيق تطبيق الهدنة حاليا، هي رغبة أهالي الوعر بالسماح للثوار بالبقاء وحمايتهم من أي اعتداءات قد تحصل بعد الهدنة من قبل الميليشيات.

وفي ذات السياق، أكد سمير عوامة، أحد سكان حي باب سباع، ويعيش في حي الوعر، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، “نوافق على الهدنة مع بقاء حماية الحي للثوار، وحقن الدماء بين الطرفين وتوقف القتل والمعاناة”.

شارك هذا المقال