3 دقائق قراءة

افتتاح أول مركز لعلاج الأطفال ضعاف السمع في درعا

بعيدا عن غايات الحروب وأسبابها، والرغبة في تحقيق النصر، إن […]


2 مايو 2016

بعيدا عن غايات الحروب وأسبابها، والرغبة في تحقيق النصر، إن سعي الناس في ظل مثل هذه الظروف الصعبة، ينحصر في توفير أدنى مقومات الحياة، في مناطق تعاني الويلات والمآسي المتلاحقة.

ففي محافظة درعا المقسمة، حيث المناطق الريفية تخضع إلى حد كبير، لسيطرة الثوار، فيما المدن والبلدات على طول الطريق السريع خاضعة لسيطرة النظام، يعتبر وجود الحكومة غير فعال، إلى حد كبير. وبالنسبة للأهالي ممن لديهم أطفال من ذوي الإعاقة، يعني ذلك وجود احتمالات ضئيلة للحصول على المساعدة وإعادة التأهيل، إن توفرت.

وفي إحدى زوايا جنوب شرق درعا، الخاضعة لسيطرة الثوار، افتتح أحد المواطنين، والذي كان يعمل مدرسا للأطفال الصم، كما أن زوجته خريجة معهد خدمات اجتماعة، المركز الأول لعلاج الأطفال الذين يعانون ضعفا في السمع والنطق، الأسبوع الماضي.

وقال أحمد الحمصي، مؤسس مركز التربية الخاصة، ويعيش في معربة، بلدة تبعد 30 كم جنوب شرق درعا، لسوريا على طول، إن “المركز بحاجة كل شيء، حتى الكراسي والطاولات”.

وقبل افتتاح المركز، ووجود الدعم المالي واللوجستي من قبل المجلس المحلي في المدينة، عرض الحمصي تقديم جلسات علاج مجانية، في منزله، في معربة.

وحتى من دون وجود أجهزة مراقبة السمع، والحلزونات الصناعية، أو حتى سماعات الأذن، يوفر فريق المركز العلاج الأساسي لضعف النطق والسمع لـ15 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاما، حيث يحضرون جلسات العلاج بانتظام، فضلا عن 20 طفل غيرهم، ممن زاروا المركز حتى الآن، حسب ماقاله الحمصي.

وقد يكون التدريب مقتصرا على الأساسيات، ولكن بالنسبة لأحد الأمهات، والتي يعاني ابنها ضعفا في السمع، أحدث ذلك فرقا كبيرا. حيث قالت أم محمود، والتي تم زراعة قوقعة لابنها ذو العشرة أعوام، ، لمراسل سوريا على طول بسام الديري، “كان افتتاح هذا المركز أفضل خبر سمعته خلال الخمس سنوات (الماضية)”.

ماهي الحالة التي يعاني منها طفلك؟ ومتى بدأت معه؟

بدأت الحالة مع طفلي منذ أن كان عمره سنتين ونصف، لديه مشكلة في النطق والسمع، قمنا بإجراء عملية تركيب حلزون صناعي له قبل سبع سنوات، وكانت تكلفة العملية قرابة مليون و800 ألف ليرة سورية. طفلي الآن يحتاج لبطارية سمع، قبل الأحداث كان يخضع لدورة تأهيل بالشام، بإشراف معلمة إخصائية، استمر دوامه لمدة ستة شهور فقط، لكن بسبب الطريق كانت طويلة ومكلفة مالياً لنا، لم نستطع أن نكمل بالشام، فقمنا بأخذه لمدينة درعا وإكمال علاجه، لكن للأسف بدأت الثورة في درعا ولم نعد نستطيع الذهاب بسبب حواجز قوات النظام، طفلي الآن هو في  الصف الثالث والنطق عنده غير سليم، لأنه لم يأخذ فترة التأهيل الكافية.

 

افتتاح مركز للتربية الخاصة. تصوير: عبد المنعم فالح الخليل.

ماذا قدم لكم مركز التربية الخاصة للإعاقات في بلدة معربة؟

خبر افتتاح المركز كان اكثر خبر اسعدني منذ خمس سنوات، مع العلم بأن المركز لا يحوي أي معدات طبية أو تجهيزات كافية، المركز حالياً مجرد بناء، التسجيل في المركز مجاني والقائمين عليه الله يجزيهم الخير، يقدمون كل ما بوسعهم، أنا أرافق طفلي كل يوم إلى المركز لإيصاله بسبب عدم وجود باص نقل للمركز، أحياناً اضطر للبقاء معه طيلة اليوم وأحضر معه الدروس ليعود للبيت معي بعد انتهاء الدوام.

ماهي الصعوبات التي تواجهكم حالياً لإكمال علاج الطفل؟

بالنسبة لنا تأمين البطاريات للحلزون الصناعي، هي أكبر عثرة بطريقنا، حيث منذ شهرين لم نستطع تأمين البطاريات، التي كنا نشتريها من الشام، حالياً الكميات محدودة وشبه مفقودة.

سعر علبة البطاريات كان يبلغ 2500 ليرة كانت تكفي لمدة شهر، حالياً يصل لـ20 ألفا ولا يوجد، لذلك قمنا بشراء علبة بطاريات من لبنان بمبلغ 40 ألف.

المواصلات أيضاً تعبر من المشكلات التي تواجهنا، كثير من الأطفال من القرى المجاورة (بصرى الشام – السهوة) لا يستطيعون الدوام بشكل مستمر لصعوبة المواصلات، إضافة للحالة المادية السيئة لمعظم الأهالي.

فضلاً عن عدم تمويل للمركز، هناك حالات لا يستطيع المركز مساعدتها، ابن أختي

يستعمل سماعتين، وهو الآن بحاجة لعملية تركيب حلزون صناعي، لكن لا يوجد إمكانية مالية لذلك، حيث تكلف العملية الآن قرابة عشرة ملاييين ليرة، والتي كانت تكلف سابقاً مليونا و800 الف ليرة.

أنا اطلب من جميع المنظمات الإغاثية والإنسانية مساعدة المركز وتقديم الأدوات والتكاليف اللازمة له لعلاج هذه الفئة من الأطفال.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال