3 دقائق قراءة

الدفاع المدني: الحياة شبه متوقفة في خان شيخون بعد وابل من الغارات الجوية

 بعد إعلان اتفاق “وقف التصعيد”  في أربع مناطق بسوريا، المتفق […]


26 سبتمبر 2017

 بعد إعلان اتفاق “وقف التصعيد”  في أربع مناطق بسوريا، المتفق عليه في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة، في أيار، شهدت بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي انخفاضاً ملحوظاً بالغارات الجوية التي يشنها النظام وحلفاؤه ومن بينهم روسيا.

ومدينة خان شيخون هي شاهدة على واقعة “الهجوم الكيماوي” الذي شنّه النظام في نيسان الماضي، وراح ضحيتها 74 شخصاً على الأقل، من بينهم أطفال.

و في منتصف أيلول الجاري، دخلت محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية منطقة “وقف التصعيد” الرابعة والأخيرة في سوريا، ومن المفترض أن يشرف مراقبون دوليون على وقف الأعمال العدائية بين النظام والمعارضة.

ولكن بعد أن شنت هيئة تحرير الشام (تحالف إسلامي متشدد) هجوماً في 19 أيلول بريف حماة الشمالي، جنوبي خان شيخون، ردّ الطيران الحربي للنظام والروس خلال ساعات بعشرات الغارات الجوية على مناطق المعارضة بمحافظتي حماة وإدلب.

وقد شن الطيران الحربي للنظام والروس وابل من الغارات الجوية على إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حماة المجاورة في يوم الإثنين [ تابع تغطية سوريا على طول، هنا].

وقال محمد الجنيد، مسعف في مركز الدفاع المدني من خان شيخون، لمراسلة سوريا على طول بهيرة الزرير، أن “الحياة شبه متوقفة بسبب عودة القصف عليها من جديد(…) فقد نزح 50% من سكانها، والقسم الآخر من الأهالي الذين لا يزالون في المدينة يلتزمون الملاجئ ولا يخرجون منها خشية القصف”.

“ومع تصعيد وتيرة القصف من قبل قوات النظام و حلفائه، تعرضت المدينة لما يزيد عن 80 غارة جوية خلال الفترة الماضية، وتركز القصف على المراكز الحيوية في المدينة كالدفاع المدني”،  بحسب ما جاء في بيان صادر عن مركز خان شيخون الإعلامي، في 23 أيلول.

 

عضاء الدفاع المدني يزيلون الأنقاض في خان شيخون في 21 أيلول. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني في إدلب.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الثلاثاء، أن قوات النظام نفذت الغارات على “خطوط إمدادات الإرهابيين” في المنطقةالتي تسيطر على معظمها “هيئة تحرير الشام”.

وتم استهداف مركز الدفاع المدني في خان شيخون بخمس غارات جوية في 19 أيلول، ويعمل الدفاع المدني حالياً بإمكانات محدودة، ويلجأ إلى الاعتماد على سيارات المدنيين لنقل الجرحى.

وكان الجنيد داخل المركز حين بدأت الغارات وتمكن من الهرب دون إصابة.

وقال الجنيد “خرج المركز عن الخدمة مع تدمير كافة آلياته… وهذا يعني العمل لخمس ساعات لانتشال جثث الشهداء أو حتى لاستخراج من بقوا على قيد الحياة بمعدات بدائية”.

ماهو وضع مدينة خان شيخون اليوم؟ وماهي الظروف التي يعيشها المدنيين بعد استئناف القصف في محافظة إدلب الأسبوع الماضي؟

القصف لا يزال مستمراً على المدينة والطيران الحربي في الأجواء لايهدأ، يوم أمس تم استهداف المدينة ب13 غارة، ويوم الإثنين تمام الساعة الثالثة، تم استهداف خان شيخون بـ4غارات.

وبالنسبة للوضع داخل المدينة، المدينة باتت أشبه بمدينة أشباح، فقد نزح 50% من سكانها، والقسم الأخر من الأهالي الذين مازالوا موجودين فيها يلتزمون الملاجئ ولايخرجون منها خشية القصف.

فالوضع مأساوي جداً داخل المدينة والحياة شبه متوقفة بسبب عودة القصف عليها من جديد.

هل يمكن أن تحدثني عن حالات إنقاذ استوقفتك كعضو في الدفاع المدني؟

نعم هناك العديد من الحالات التي استوقفتني، وكان أخرها يوم أمس، استهدف الطيران الحربي الأحياء السكنية بخان شيخون تقريباً في الساعة الرابعة عصراً، انهار منزل بأكمله وبداخله عائلة مؤلفة من ثلاثة أطفال وأمهم، تم إسعاف طفلين ولم تصب الأم بشيء، وأما الطفلة ذات الثمانية شهور كانت مفقودة واستمرينا بالبحث عنها من الساعة 4:30 حتى الساعة 8 ولم نفقد الأمل،  وأخذنا نبحث بين الردم وبين التراب حتى شعرت بشيء تحت التراب، يتحرك ووجدنا الطفلة وكانت مازالت على قيد الحياة، كانت مدفونة على وجه التراب، ولكن عند نقلها إلى النقطة الطبية، ونحن في الطريق  فارقت الحياة، فشعرت بالحزن الشديد لعدم قدرتي على اسعافها.

في 19 أيلول، أغلقت مقرات الدفاع المدني في خان شيخون إثر استهدافها بغارة جوية، هل يمكن أن تخبرنا كيف يستطيع الدفاع المدني الاستمرار بعمله؟ وماهي أبرز المعوقات التي تواجهكم الآن؟

استهداف المدينة ومركز الدفاع بشكل دائم، وبأكثر من مكان في نفس الوقت وعدم توفر أليات للقيام بعملنا تعد من أهم المعوقات أمامنا.

فنحن لانملك سوى فان واحد لنقل المصابين علماً أن أقرب نقطة طبية تبعد حوالي 25 كم. وبتنا نعتمد على السيارات المدنية الخاصة التي لاتتوفر فيها تجهيزات سيارات الدفاع لنقل الجرحى، بالإضافة إلى الدراجات النارية، فهذه هي البدائل التي باتت موجودة أمامنا  فقط.

ونقف عاجزين أمام العديد من الحالات بسبب ضعف الإمكانات.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال