4 دقائق قراءة

الفارون من الخدمة الإلزامية في YPG يستمرون في الهروب حتى بعد العفو: لماذا ندافع عن مناطق العرب؟

ذكرت السلطات الكردية في محافظة الحسكة أن قرار عفو جديد […]


8 نوفمبر 2016

ذكرت السلطات الكردية في محافظة الحسكة أن قرار عفو جديد سوف ُيسقِط العقوبات عن الفارين من التجنيد الذين التحقوا بالخدمة العسكرية، وهي المحاولة الأحدث “لحشد قوى مجتمعية للتصدي للمجموعات المتطرفة”، وفق ما قال مسؤول في الإدارة الذاتية لسوريا على طول.

وأصبحت الخدمة العسكرية في وحدات حماية الشعب الكردية إلزامية في عام 2014 لجميع الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما في ظل حكم الإدارة الذاتية في شمال سورية.

وفقا لمرسوم العفو الذي صدر الأسبوع الماضي، قال كمال عاكف، المتحدث الرسمي باسم هيئة الدفاع الذاتية إن سلطات وحدات حماية الشعب YPG أسقطت الثلاثة شهور الإضافية في نهاية مدة الخدمة الإلزامية التي تبلغ تسعة شهور، وذلك لتشجيع مئات الشباب المؤهلين ليسلموا أنفسهم.

وقال عاكف، لسوريا على طول، “نريد من خلال هذا العفو إعطاء الفرصة لجميع الأشخاص الذين فروا من الخدمة للعودة إلى معسكراتهم أو أماكن فرزهم”.

وأضاف “نعمل على أن يكون هناك قوات تعمل على حماية المجتمع وقادرة على التصدي لحالة الإرهاب الممنهج ضد روجافا وشمال سوريا”، مشيراً إلى أنها فرصتهم للمشاركة في “واجبهم الأخلاقي والوطني تجاه ما تتعرض له هذه المنطقة”.

وجاء المرسوم مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف من أطياف مختلفة من YPG وقوات الثوار، الأحد، وبعد أشهر من الإشاعات عن إطلاقها لحملة للإحاطة بالرقة، عاصمة تنظيم الدولة بحكم الأمر الواقع، حتى السيطرة عليها في النهاية.

 قوات YPG في محافظة الحسكة. حقوق نشر الصورة لـ هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة الجزيرة 

وتحديداً، وبسبب هذه الحملة بعيدة المدى، التي تتجاوز مناطق الإدارة الذاتية، قال اثنان من الفارين من التجنيد لسوريا على طول، أنهما لأجل ذلك ينويان الاستمرار في التهرب من الخدمة.

وقال كل من نايف وصالح أن فرارهما من الخدمة، وحتى بعد دخول قرار العفو قيد التنفيذ، مستند إلى فكر وأيدلوجيا؛ فالحملة التي تقودها أميركا للسيطرة على مدينة الرقة، والتي صرح المسؤلون الأميركيون أنها ستضم قوات YPG لا تعنيهما، حسب تعبيرهما.

وفي إشارة إلى تحرير مدينة الرقة، يتساءل صالح “ما شأني أنا الكردي؟ لماذا سأذهب وأخدم مع جماعة هم بالأساس لا يدافعون عن المنطقة الكردية”.

بدوره، أوضح كمال عاكف المتحدث الرسمي باسم هيئة الدفاع، أن قتال تنظيم الدولة من مسؤولية الإدارة الذاتية.

وقال إن “نظرية داعش والمكونات المتطرفة هو استهداف لعموم مكونات روجافا، وبالتالي فإن الواجب الأخلاقي المقدس الذي تقدم عليه قوات الدفاع والحماية الذاتية هو واجب حماية الأرض”.

ومن مخيم دوميز للاجئين في كردستان، قال صالح، وهو فار من التجنيد أنه لن يعود إلى وطنه ليسلم نفسه لـ YPG تحت اسم قرار العفو، وتساءل “لماذا أدافع عن مناطق العرب، ليس القصد الإهانة، لماذا هم لايدافعون عن مدنهم، وأنا ادافع عن قضيتي وشعبي وأرضي حتى عندما أستشهد أعرف لماذا استشهدت”.

وفي الوقت نفسه، أعرب الفار الآخر من التجنيد عن عدم ثقته بالإدارة الذاتية وشكك بمصداقية قرار العفو.

وقال نايف، وهو ناشط  مدني من بلدة عامودا الخاضعة لسيطرة YPG ومطلوب للخدمة، “برأي قرار العفو هو لجمع أكبر عدد من الشباب بحجة العفو، وبالنسبة للعقوبة إذا طبق القانون يفترض آلا أعاقب، ولكن أنا أتوقع منهم كل ما هو سيء”. وما يزال نايف يتوارى عن أنظار السلطات الكردية لأكثر من سنة منذ علم بأنه تم تجنيده في YPG واكتفى بإعطاء اسمه الأول، خوفاً من انتقام السلطات الكردية.

وبخصوص الذين التحقوا بالخدمة من الفارين من التجنيد، قال نايف “برأي الذي يذهب للخدمة لا يعرف متى سيعود”.

وذكر نايف، الشاب الذي يبلغ من العمر الثامنة والعشرين، “عليَ أن أتحاشى قوات الأمن والحواجز، حتى لا أُعتقل وأُجبر على الخدمة”. ولفت إلى أنه “منذ بدأ الأمن بمداهمة منزلي (للبحث عنه)، وأنا أضطر للاختباء. وأحياناً أحتمي بقرية أخرى بالقرب من عامودا، أو في المنازل التي لا تتم مداهمتها”.

وهذا ليس حال نايف وحده، “ففي كل ليلة تداهم الدوريات بيوت الناس من أجل إلقاء القبض على الشباب”، وفق ما قال صالح الذي هرب إلى شمالي العراق، لسوريا على طول.

وسجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أكثر من 200 الف لاجئ سوري في منطقة كردستان شمالي العراق، والتي تتمتع بحكم ذاتي. وتظاهر مئات السوريين هناك ضد الخدمة الإلزامية في YPG، وكذلك ضد الانتهاكات التي تمارسها الإدارة الذاتية، وفق ما ذكرت سوريا على طول سابقاً.

وهرب صالح، وعمره 28، وكان راعي، ليتجنب الخدمة العسكرية منذ باتت إلزامية في عام 2014، وسافر مشياً على الأقدام من مدينته المالكية في  أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، وذلك بعد أن داهمت قوات الأمن منزله بحثاً عنه.

وبعد وصوله إلى كردستان العراق، اعتقلته قوات البيشمركة العراقية الكردية. وقال إنه حالياً محتجز في مخيم دوميز للاجئين الواسع على مد النظر، وحيداً ومع ذلك لا يريد العودة خشية اعتقاله من قبل الإدارة الذاتية. وأوضح أن كل ما يمكنه فعله هو الانتظار والانتظار حيث أن  زوجته ما تزال وطفلتيه في المالكية.

وختم “لا أدري ماذا سأفعل في كردستان”.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال