3 دقائق قراءة

النظام يجدد خرقه للهدنة ويرتكب مجزرة في دير العصافير

صعد النظام السوري حملته العسكرية على الغوطة الشرقية هذا الأسبوع، […]


1 أبريل 2016

صعد النظام السوري حملته العسكرية على الغوطة الشرقية هذا الأسبوع، حيث قام باستهداف مواقع للمدنيين، أثناء محاولته اقتحام الضواحي المحاصرة والخاضعة لسيطرة الثوار في دمشق، وفقا لما ذكره ثوار وعاملين في المجال الطبي لسوريا على طول، يوم الخميس.

وقال محمود آدم، المتحدث باسم الدفاع المدني، في منطقة الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، أن الطائرات الحربية قصفت مستشفى ومدرسة ومبنيين للدفاع المدني، في بلدة دير العصافير، التي تبعد ما يقارب 10 كم عن وسط العاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل 32 مدنيا.

وأضاف “بدأت الطائرات الحربية بالتحليق في وقت مبكر هذا الصباح، من ثم قامت بسلسلة من الغارات الجوية، على بلدات ريف دمشق، وارتكبت جريمة بشعة بحق سكان دير العصافير”.

وحاول الجيش السوري وحلفاؤه، يوم الاربعاء، اقتحام مدينة دوما الخاضعة لسيطرة الثوار، والتي تضم المقرات الرئيسية للواء جيش الإسلام، ولكن دون جدوى.

ومن جهته قال حمزة البيرقدار، الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام، لسوريا على طول أن “نظام الأسد حاول التسلل من جهة أوتستراد دمشق حمص الدولي، وتم التصدي له وباءت محاولاته بالفشل”.

وأضاف البيرقدار “بعد مواجهتنا لمحاولات النظام في التسلل، قامت المدفعية التابعة للنظام بتمشيط المنطقة سعياً منها لمعاودة التقدم، ولكنها فشلت مجدداً وتمكنّا من قتل ما يزيد عن 5 عناصر في صفوفهم”.

واستهدفت طائرات النظام أيضا مدينة دوما يوم الأربعاء، وقصفت مسجدا فيها، حسب ما ذكرته قناة الآن المعارضة.

ولم تعلق وسائل إعلام النظام الرسمية حول الغارات الأخيرة تلك.

وفي الوقت ذاته، يواصل الجيش السوري وحلفاؤه حملته العسكرية، جنوب شرق الغوطة، لتفريق وعزل المناطق المتجاورة الخاضعة لسيطرة الثوار، وتحديدا في منطقة المرج، من أجل دق إسفين بين شمال الغوطة وجنوبها.

وبعد يومين من دخول اتفاقية وقف أعمال العنف، التي تمت بوساطة دولية، حيز التنفيذ في 27 شباط، قامت قوات النظام بالسيطرة على أراض جديدة في منطقة المرج، ولم تتوقف محاولاتها للاستيلاء على أراض جديدة منذ ذلك الحين.

ووفق ماورد في صفحات موالية  للنظام السوري، فإنه تمكن من قطع طريق الإمداد الوحيد المتبقي نحو بلدات دير العصافير، والمحمدية، وزبدين، وبيت نايم، فيما قال مصدر إعلامي من المرج في الغوطة الشرقية، لسوريا على طول، إن “الطريق ما زال سالكاً ولكن بصعوبة”.

ويتكون المرج من 28 قرية، ويضم أراض زراعية خصبة. وهي بمثابة “المخزن الزراعي للغوطة الشرقية، حيث يوجد مساحات زراعية هائلة وأشجار مثمرة (…) والتي ساعدت على تخفيف حدة الحصار” على الغوطة الشرقية، وفقا لما ذكره أبو سليمان، عضو مجلس محافظة دمشق، الذي ينظم الحياة المدنية والخدمات المحلية في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، لسوريا على طول في وقت سابق هذا الشهر.

وقال أحد المقاتلين في المرج، لسوريا على طول، في بداية حملة النظام الأخيرة، أن سيطرة النظام على سلة غذاء الغوطة الشرقية، المحاصرة منذ نحو أربع سنوات، سوف تشكل ضغطا كبيرا على المدنيين.

في المقابل، تقول الكتائب الرئيسية الموجودة في الغوطة الشرقية، فيلق الرحمن وجيش الإسلام، وهي من الفصائل الموقعة على الاتفاقية الدولية لوقف أعمال العنف، انها ملتزمة بالهدنة، لأنها تسعى لفرض السيطرة على أراض هي في حوزتها مسبقا، في حين أن النظام ينتهك الهدنة من خلال عملياته الهجومية.

وقال أبو سليمان إن “الألوية العاملة في المرج هي جزء من جيش الإسلام أو فيلق الرحمن”. كما أن جبهة النصرة وتنظيم الدولة، والتي يقول أبو سليمان أنه لا وجود لهما في المرج، كلاهما غير مدرج في اتفاقية وقف أعمال العنف.

وينطبق “وقف أعمال العنف، على أية جهة تشارك حاليا في العمليات العسكرية أو شبه العسكرية ضد أية أطراف أخرى، فيما عدا تنظيم الدولة وجبهة النصرة، أو غيرهما من المنظمات الإرهابية الأخرى التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، حسب ما ورد في إعلان وقف إطلاق النار.

ويرى المتحدث باسم الثوار أن محاولات النظام الأخيرة، لإحراز تقدم في الغوطة الشرقية، هو أمر مرتبط بالمفاوضات الدولية، التي تبدأ في جنيف، لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات.

إلى ذلك، صرح وائل علوان، الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، لسوريا على طول، بأنه “يبدو أن نظام الأسد ضاق ذرعاً بتصدي الثوار لهجماته المستمرة، وبما أن الضغوطات الدولية شديدة عليه لانتهاكاته المثبتة، والوقت المتاح له ضيق، فكان قراره التصعيد في القصف والدمار ليحرز التقدم بطريقة الأرض المحروقة”.

واضاف علوان “المجموعة الدولية متجهة بتسارع نسبي لحل الصراع، لذلك فنظام الأسد يحاول قبل المفاوضات القادمة أن يزيد من رقعة سيطرته”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال