4 دقائق قراءة

بدعم من التحالف الدولي.. قوات سوريا الديمقراطية تطلق معركة لطرد التنظيم من آخر معاقله في شرق سوريا

مروحية أمريكية فوق أراضي قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا، […]


مروحية أمريكية فوق أراضي قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا، يوم الثلاثاء. تصوير: دليل سليمان/AFP.

 

هاجمت القوات ذات الغالبية الكردية والمدعومة من جانب الولايات المتحدة مواقع تابعة لتنظيم الدولة على ضفاف نهر الفرات، يوم الأربعاء، بعد يوم من إعلان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بدء هجوم كبير لطرد التنظيم من معقله الأخير في شرق سوريا.

ويشارك حوالي ٦ آلاف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، التي تم إنشاؤها عام ٢٠١٥ لمحاربة تنظيم الدولة، في حملة السيطرة على منطقة هجين الخاضعة لسيطرة التنظيم على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات جنوب محافظة دير الزور، بحسب ما قاله قيادي في قسد لسوريا على طول، يوم الثلاثاء.

وتعدّ مدينة هجين، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة منذ منتصف عام ٢٠١٤، منطقة ذات كثافة سكانية عالية بالقرب من الحدود السورية – العراقية، حيث يتركز عدد كبير من قيادات المجموعة هناك، وفقا لما قالته ليلوا العبد الله، الناطقة باسم مجلس دير الزور العسكري الذي تديره قسد.

وقالت العبد الله لسوريا على طول، مساء الثلاثاء، أن منطقة هجين كانت “واحدة من آخر معاقل داعش في سوريا، وواحدة من أهم معاقلها العسكرية”.

وأضافت العبد الله أن الحملة التي أطلقت يوم الاثنين والتي أعلن عنها رسميا يوم الثلاثاء، تسعى إلى “القضاء على الإرهاب” في شرق سوريا.

وسيطرت العملية- التي أطلق عليها اسم عاصفة الجزيرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية و Operation Roundup من قبل قوات التحالف- على عدد من مواقع تنظيم الدولة بالقرب من مدينة هجين وجنوبا على طول نهر الفرات، مما أسفر عن مقتل ٤١ من مقاتلي التنظيم وتدمير عدد من الدبابات والمدرعات التابعة للمجموعة، بحسب ما جاء في بيان لقسد، يوم الأربعاء.

ووفقاً للبيان، تركزت “المعارك الأكثر عنفاً” حول قرية الكسرة، جنوب مدينة هجين، حيث قتلت قوات تنظيم الدولة ستة مقاتلين من قسد، منذ يوم الاثنين.

وأشار مسؤولو التحالف وقسد إلى أن السيطرة على هجين قد تكون معركة طويلة ومكلفة.

وفي تسجيلات فيديو نشرها التنظيم، يوم الثلاثاء، بدا أن مقاتلي الجماعة يتصادمون مع قوات سوريا الديمقراطية بالقرب من قرية الباغوز فوقاني، على بعد ٦ كم تقريباً من الحدود السورية – العراقية، وظهر العديد من قتلى قسد، حيث كوم التنظيم جثثهم أيضاً في الفيديو.

وقال مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة، لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة الذين يحاربون قوات سوريا الديمقراطية في مدينة هجين غير معروف، ولكنهم مسلحون تسليحاً جيداً ومتمركزون في مواقعهم.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة، أن قوات التنظيم تستهدف دروع ومركبات قوات سوريا الديمقراطية بصواريخ التاو الأمريكية الموجهة والمضادة للدبابات.

وجاء قتال يوم الأربعاء بعد ليلة من قصف التحالف المكثف على مدينة هجين، حيث أفادت وكالة “فرات بوست” المحلية التابعة للمعارضة أن مدفعية التحالف استهدفت مدينة هجين ومحيطها طوال الليل بمعدل قذيفة كل خمس دقائق.

وأظهر مقطع الفيديو الذي نشر على الانترنت، يوم الثلاثاء، قوات تنظيم الدولة وهم يقومون بحرق إطارات السيارات في هجين، لحجب الرؤية عن طائرات التحالف.

واستهدفت طائرات التحالف الحربية مدينة هجين عدة مرات، حيث استهدفت عشرات الغارات الجوية التي تم التصريح عنها رسمياً مواقع لتنظيم الدولة في سوريا قرب مدينة البوكمال في الأسبوع الذي سبق بدء الهجوم على هجين.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) لسوريا على طول عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء، أن الغارات الجوية كانت تجري “بطريقة تقلل من تأثيرها على السكان المدنيين”.

وفي الوقت نفسه، فإن مدينة هجين هي موطناً لعشرات الآلاف من السوريين الذين يقيمون في جزء صغير نسبياً من الأرض، على بعد حوالي 35 كيلومتراً بطول 10 كيلومترات.

وتسبب القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة في مدينة هجين بنزوح عدد كبير من المدنيين، وفقاُ لما صرحت به العبد لله المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لسوريا على طول، مضيفة أن قوات سوريا الديمقراطية أنشأت عدداً من الممرات الإنسانية والملاجئ المؤقتة للنازحين خارج الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.

وعندما كان تنظيم الدولة في ذروته عام 2014، سيطر على مساحة شاسعة من الأراضي الممتدة عبر سوريا والعراق، التي تساوي تقريباً حجم المملكة المتحدة، وابتداءاً من عام 2015 وما بعد، بدأت الهجمات العسكرية المتزامنة من قبل مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا، والقوات ذات الغالبية الكردية المدعومين من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحكومة السورية وحلفائها، لطرد التنظيم بشكل منهجي من أراضيه في جميع أنحاء سوريا.

واليوم لا يسيطر التنظيم إلا على واحد بالمائة فقط من أراضيها السابقة وتراجع بشكل كبير في صحاري العراق وسوريا، كما نفذ التنظيم عدداً من الاعتداءات على أهداف مدنية وعسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة، وأبرزها الهجوم العنيف على قريتين في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب غرب سوريا.

 

شارك هذا المقال