5 دقائق قراءة

بعد إغلاق المعبر المؤدي إلى المناطق المحاصرة.. جنوب دمشق يعيش “حرب معابر”

أدى اغلاق المعبر الوحيد الواصل إلى المناطق المحاصرة جنوب دمشق […]


14 نوفمبر 2017

أدى اغلاق المعبر الوحيد الواصل إلى المناطق المحاصرة جنوب دمشق لليوم الثاني على التوالي، إلى حصار آلاف السكان في الداخل، بحسب ما صرح به مسؤولو المعارضة المحلية لسوريا على طول، الاثنين.

ومنذ منتصف عام 2013 إلى اليوم، لا تزال قوات النظام السوري تحاصر ما يقارب 20 كيلومتراً مربعاً من الضواحي الجنوبية لمدينة دمشق، وتتحكم بكل ما يدخل ويخرج من وإلى المنطقة من خلال حاجز تفتيش يتمركز شمال شرق المنطقة.

وتنقسم المنطقة المحاصرة نفسها، الواقعة على بعد 4 كيلومترات جنوب مدينة دمشق، إلى قسم يسيطر عليه تنظيم الدولة ويشمل المناطق الغربية حيث مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك والعسالي، في حين تسيطر فصائل الجيش الحر على المناطق الشرقية، ببيلا ويلدا وبيت سحم.

وترتبط المنطقتان بنقطة تفتيش واحدة، أي أن البضائع لا تدخل إلى أراضي التنظيم إلا من خلال مرورها عبر المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، والتي بدورها تمر على حاجز تفتيش تابع للنظام قبل دخولها أراضي الجيش الحر.

وأغلقت قوات النظام حاجز التفتيش الوحيد الواصل إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، مما أدى إلى قطع مناطق جنوب دمشق عن المناطق الخارجية بالكامل، وذلك حسب ما أكده فاروق أبو الخير، المقرب من فصائل الجيش الحر في يلدا، لسوريا على طول يوم الاثنين.

وكان النظام السوري في الآونة الأخيرة قد طلب من فصائل المعارضة في يلدا إغلاق معبر العروبة الواقع تحت سيطرة الجيش الحر والواصل إلى مخيم اليرموك، مما أدى إلى وضع المنطقة المحاصرة تحت حصار أكبر.

وفي حال عدم التزام فصائل المعارضة بإغلاق المعبر سيقوم النظام بإغلاق معبر ببيلا الوحيد، الذي يصل المنطقة بالعاصمة دمشق والواقع تحت سيطرته، بحسب ما صرح به أبو أحمد، قائد أكناف بيت المقدس التابع للجيش السوري الحر، في يلدا.

وأضاف أبو أحمد ” معبر ببيلا هو المعبر الوحيد الذي يدخل من خلاله كل مقومات الحياة الأساسية إلينا”.

وخوفا من فقدان شريان حياتهم، التزمت فصائل المعارضة بطلب النظام وقاموا بإغلاق معبر العروبة يوم السبت، وهذا الإغلاق هو المرة الثانية بعد إغلاق قبله دام 20 يوماً تقريباً، مما أدى إلى إغلاق مخيم اليرموك، الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، بالكامل من جهة النظام والمعارضة.

وبدأت مظاهر الحصار تظهر مباشرة داخل مخيم اليرموك من حيث ارتفاع الأسعار وقلق السكان من نفاد البضائع القليلة المتواجدة في الأسواق، بحسب ما قاله سكان محليون لسوريا على طول.

تكرار إغلاق معبر “العروبة” الواصل بين جنوب دمشق الواقع تحت سيطرة المعارضة ومخيم اليرموك الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة دفع أهالي المنطقة للضغط على فصائل الجيش الحر لفتحه، حيث يتواجد أقاربهم هناك.

وبعد إعادة فتح المعبر مساء الأحد، قام النظام مباشرة بإغلاق حاجز ببيلا الواصل إلى مناطق الجيش الحر، رداً على فتح المعبر الداخلي بين جنوب دمشق والمخيم، بحسب ما أكد أبو الخير، لتصبح كلاً من مناطق الجيش الحر وتنظيم الدولة جنوب دمشق مقطوعة كلياً.

عبور الأهالي من يلدا إلى اليرموك، 5 تشرين الثاني. الصورة من صفحةتجمع ربيع ثورة.

وأكد على إغلاق معبر ببيلا كلاً من المتحدث باسم فصائل المعارضة في يلدا، الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، وأحد السكان المحليين في مخيم اليرموك الواقع تحت سيطرة التنظيم لسوريا على طول، مساء يوم  الأحد، إلا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا لم تتحدث عن الخبر.

وإلى اليوم لايزال الطريق الواصل إلى كلا المنطقتين اليرموك ويلدا مقطوع تماماً من قبل النظام السوري، ولا توجد في الوقت الحالي أية وسيلة لإدخال الإمدادات الغذائية أو الطبية إلى المنطقتين، بالإضافة إلى منع السكان من المغادرة خارج المنطقتين.

وقبل أسبوعين تم اغلاق المعبر الثالث، المعروف باسم معبر القدم، الواقع داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الحر وغرب المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، لأسباب غير معروفة، وذلك بحسب ما أكده سكان محليون لسوريا على طول.

فيما ذكر موقع “عنب بلدي” الإخباري عن إغلاق معبر القدم بين تنظيم الدولة والجيش الحر الشهر الماضي،. ويذكر أن القليل من الإمدادات كانت تصل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والبلدات المجاورة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة من خلال معبر القدم.

ولم يكن يوم الأحد هي المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المعابر التي يعتمد عليها سكان جنوب دمشق للحصول على إمداداتهم، حيث أدت نيران قناصة التنظيم التي أطلقت من مخيم اليرموك باتجاه يلدا الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في الشهر الماضي إلى اغلاق حاجز العروبة المشتركلعدة أسابيع، حسبماأفادبه مسؤولون وسكان محليون لسوريا على طول.

وقال ضياء محمد، ناشط إعلامي في يلدا أن اغلاق حاجز ببيلا الواقع تحت سيطرة النظام يعود إلى أسباب سياسية أكثر من كونها “أمنية”، مضيفاً “لا يوجد مبرر شرعي أو إنساني لهذا الإغلاق”.

معبر بابيلا في تشرين الأول. الصورة من صفحةالمجلس المحلي في ببيلا.

ويذكر أن ثلاث فصائل من الجيش السوري الحر في جنوب دمشق مدرجة تحت اتفاق وقف التصعيد المبرم برعاية مصرية وبضمانة روسية الذيأعلنعنه الشهر الماضي في القاهرة.

وذكرت وكالة الانباء المصرية “المصري اليوم” أن الحاجز المؤدي إلى يلدا سيبقى مفتوحاً لدخول المساعدات الإنسانية الى مناطق سيطرة المعارضة بموجب الاتفاق الذي عقد الشهر الماضي”.

ولم يشمل اتفاق وقف التصعيد ما يقارب تسعة كيلومترات مربعة من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة جنوب العاصمة السورية، وإلى اليوم لايزال الحاجز الواصل إلى يلدا مغلقا، مثيرا الكثير من التساؤلات حول الهدف من ذلك.

وإن معظم المعارك التي تشن داخل المناطق الجنوبية لمدينة دمشق المحاصرة غالباً ما تكون بين الجيش السوري الحر وقوات تنظيم الدولة، ونادراً ما تشارك قوات النظام بهذه المعارك، إلا أن نيران القناصات وقذائف المدفعية الخفيفة استمرت بين فصائل المعارضة والتنظيم عقب اتفاق الشهر الماضي.

وذكر تجمع ربيع ثورةان مادتي السكر والطحين “اختفت” بالفعل مساء يوم الاثنينمن بعض الأسواق في بلدات جنوب دمشق المحاصرة.

ومن جهته أكد محمود الشامي، الذي يعيش في حي القدم مع زوجته وابنته، أنه يشعر بالسخط جراء ما يحدث من سلسلة إغلاق المعابر التي تتحكم في سبل عيشه هو وأسرته.

وأضاف “أصبح الأمر حرب معابر، وهو مثل لعبة القط والفأر”.

 

ترجمة : بتول حجار

شارك هذا المقال