4 دقائق قراءة

بعد ضربة تركية لمواقع وحدات الحماية: مدرعات أمريكية تدخل مدنا كردية وسط ترحيب الأهالي

عندما دخلت المدرعات العسكرية الأمريكية وعناصر من الجيش الأمريكي، مدينة […]


عندما دخلت المدرعات العسكرية الأمريكية وعناصر من الجيش الأمريكي، مدينة القامشلي الحدودية، ذات الغالبية الكردية، يوم السبت، نزل إيفان أبو زيد وجيرانه إلى الشوارع لاستقبالها.

لم يخرج أبو زيد ورفاقه للاحتجاج على رتل المركبات المدرعة التي دخلت مدينتهم، فبدلا من ذلك، بدأوا يرحبون بها.

يقول أبو زيد لمراسل سوريا على طول محمد عبد الستار ابراهيم، “كان الناس سعداء جداً، حالة من العرس أستطيع أن أقول لك، تصفيق وترحيب كبير بهم، والعناصر الأمريكية كانت ترد وتلوح بإشارة النصر”.

قافلة عسكرية أمريكية تسير على مشارف مدينة الدرباسية ذات الغالبية الكردية، شمال سوريا، في 38 نيسان. تصوير: دليل سليمان.

وبالرغم من أن الولايات المتحدة تحافظ على وجودها في روجافا، المنطقة ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا والتي تخضع لحكم الإدارة الذاتية، إلا أن وجودها اقتصر على إدارة عدة قواعد عسكرية في المنطقة، وتدريب المقاتلين من أبناء روجافا ومساعدة القوات الكردية على الجبهات ضد تنظيم الدولة.

إلى أن دخلت، يوم السبت الماضي، قافلة المدرعات الأمريكية، المدن الكردية، لأول مرة، وسط ترحيب أهالي المنطقة. حيث أصبح الوجود الأمريكي في الأراضي الكردية، أكثر وضوحا، عقب اندلاع اشتباكات عنيفة على طول الحدود السورية التركية، بين الجيش التركي ووحدات الحماية الكردية، الأسبوع الماضي.

وتعد وحدات الحماية الكردية مكونا أساسيا ضمن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقسد هي تحالف تدعمه الولايات المتحدة بقيادة كردية، ويقاتل حاليا تنظيم الدولة للسيطرة على مدينة الرقة، عاصمة التنظيم في سوريا.

وتستمر العلاقات التركية الكردية بالتدهور بعد استهداف الغارات الجوية التركية لوحدات الحماية وغيرها من المواقع العسكرية الكردية، شمال سوريا، في الأسابيع الأخيرة.

ففي 25 نيسان، ضربت الصواريخ والغارات الجوية التركية مواقع تابعة لوحدات الحماية الكردية، بالقرب من بلدة ديريك، على بعد خمسة كيلومترات من الحدود التركية، في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل 20 عنصرا من وحدات الحماية وجرح 18 آخرين.

ويقول معصوم محمد، أحد سكان بلدة عامودا الحدودية السورية، “بعد الضربات التركية على عدد من النقاط العسكرية، ساد القلق بين الناس وحالة من التوتر والارتباك”.

وأضاف أن “انتشار المدرعات ودخولها للمدن كان رسالة للأهالي كي يطمئنوا ويرتاحوا، بالإضافة إلى أنها رسالة لتركيا طبعاً”.

  • إيفان أبو زيد، ناشط مدني من مدينة القامشلي ومن الأشخاص الذين خرجوا إلى الطرقات أثناء مرور المدرعات الأمريكية في المدينة في 29 نيسان.

ما رأيك بنشر القوات الأمريكية على الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا؟
حالة من الفرح غير طبيعية بين الناس واطمئنان لا مثيل له، فبعد قصف قره جوخ وضرب أطراف عامودا ودرباسية، الناس خافت بالدرجة الأولى من القصف التركي للمدن لا من التدخل البري.

(استهدفت الغارات الجوية التركية مواقع تابعة لوحدات الحماية الكردية، في قرية قره جوخ ذات الغالبية الكردية في 28 نيسان. كما ضربت غارات جوية أخرى، عدة مرات، أطراف المناطق المدنية الكردية على طول الحدود التركية السورية، في الأسابيع الأخيرة، وفقا لما ذكره موقع الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي).

وتقع أغلب المراكز الأمنية والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية بين الأحياء السكنية، لذا كانوا سيوقعون بنا الكثير من الأذى.

وهناك أمر آخر، وهو أن الناس اطمأنت لنقطة أنه في حال حدوث أي اقتتال كردي كردي مستقبلاً، سيكون هناك دور إيجابي للقوات الأمريكية، كون الطرفان الكرديان (الإدارة الذاتية في شمال سوريا وكردستان العراق) حليفان للولايات المتحدة.

كيف كانت الأجواء بين الناس أثناء دخول القوات الأمريكية، وكيف كانت ردة فعل عناصر الجيش الأمريكي؟

كان الناس سعداء جداً، حالة من العرس أستطيع أن أقول لك، تصفيق وترحيب كبير بهم، والعناصر الأمريكية كانت ترد وتلوح بإشارة النصر، هناك من خرج بسيارته خلفهم لتحيتهم ومرافقتهم.
هل هناك أي مخاوف بعد انتهاء معارك الرقة من تخلي الولايات المتحدة عن الكرد؟
هناك صراع بين الروس والأمريكان على المنطقة، منطقتنا لها أبعاد أخرى.

(المنطقة ذات الغالبية الكردية، في الشمال السوري مستقلة إلى حد كبير، وتخضع لحكم الإدارة الذاتية الكردية).

ونحن جيران لكردستان العراق، حليف الأمريكان، على العكس الولايات المتحدة كانت تبحث عن حجة لتضع يدها على المنطقة، المنطقة أصبحت أمريكية حتى لا تصبح روسية، هناك مطارات ومعسكرات للقوات الأمريكية، والناس تستبعد ذلك (فكرة أن الولايات المتحدة ستتخلى عنهم).

كنا دوماً نسأل، في الصراع السوري، منطقتنا ستكون من نصيب أية دولة، روسيا أم أمريكا، والآن الكل عرف هوية المنطقة وهم سعداء لأن الأمريكان ستكون لهم اليد على المنطقة بدلاً من الروس.

  • معصوم محمد، ناشط إعلامي في مدينة عامودا، وهو من الأشخاص الذين خرجوا لاستقبال القوات الأمريكية في 29 نيسان، ورفع لافتة كتب عليها “واشنطن: عامودا معاكِ للموت”.

ما رأيك بانتشار القوات الأمريكية على الحدود بين تركيا وسوريا، ودخول المدرعات الأمريكية إلى المدن الكردية؟

بعد الضربات التركية على عدد من النقاط العسكرية، ساد القلق بين الناس وحالة من التوتر والارتباك، وانتشر شيء من الخوف من اشتداد القصف على المدن أو اقتحامها، إلى أن دخلت المدرعات الأمريكية وحدث كلام أنهم سيحددون عدة نقاط على طول الشريط الحدودي، هنا حدثت حالة من الارتياح النفسي عند المواطنيين، وتأكدوا أن تركيا لم يعد بمقدورها فعل المزيد.  يعني بطريقة أخرى انتشار المدرعات ودخولها للمدن كان رسالة للأهالي كي يطمئنوا ويرتاحوا، بالإضافة إلى أنها رسالة لتركيا طبعاً.

كيف كانت ردة فعل عناصر الجيش الأمريكي عند مرورهم بشوارع المدن، ووجدوا أُناساً باستقبالهم؟
كنت هناك ورأيتهم يلوحون بأيدهم كنوع من الرد على ترحيب الناس، وكانوا يلوحون أيضاً لنا بإشارة النصر، أستطيع أن أقول لك إنهم نشروا حالة من الأمان غير الطبيعي بين الناس.

خرج الكثير من المواطنين إلى الطرقات للترحيب بالمدرعات وعناصر الجيش الأمريكي، هل خرجوا بطلب من الإدارة الذاتية؟ وإذا لم يخرجوا بطلب منها كيف علموا بدخول المدرعات؟

خرجت الناس لوحدها بدون أن يُطلب منهم ذلك، وعرفوا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وعن طريق الإعلاميين المرافقين للمدرعات، وكنا على التواصل معهم، وهم دخلوا المدينة بوقت اكتظاظ الناس في الأسواق يعني وقت الذروة.

معصوم محمد يحمل لافتة كُتِب عليها “واشنطن: عامودا معك للموت”. تصوير: معصوم محمد.

أنت خرجت إلى الشارع مع الناس، ولكنك رفعت لافتة كُتِب عليها، “واشنطن: عامودا معاكِ للموت”، ماذا كنت تقصد؟

عرفت عامودا منذ بدء الثورة السورية بفكاهة وقوة رسائل لافتاتها، واللافتة التي رفعتها كانت نوعا من الفكاهة، ورسالتي كما وقفتم معنا سنقف معكم.

(في بداية الثورة السورية، كان المتظاهرون يحملون اللافتات تضامناً مع المدن السورية الأخرى. ولافتة محمد تذكر بالشعارات الثورية في بداية انطلاق الثورة).

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال