3 دقائق قراءة

بعد مقتل سبعة من رفاقه، عنصر في الدفاع المدني: لن ندع أي جهة مجرمة تقف في طريقنا

اقتحمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية مركزا للدفاع المدني في مدينة […]


16 أغسطس 2017

اقتحمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية مركزا للدفاع المدني في مدينة سرمين، شمال غرب سوريا، فجر يوم السبت وصوبت نيرانها على رؤوس سبعة متطوعين في المنظمة.

كما سرق المسلحون مركبات ومعدات الدفاع المدني من مركز سرمين، على بعد 10 كم من محافظة إدلب.

يقول ربيع حسين دياب، عنصر في الدفاع المدني في سرمين، لمراسل سوريا على طول، محمد الحاج علي “الجرائم بحق الدفاع المدني ليست بالجديدة لكن هذه المرة تختلف، لأنه استهداف مباشر”.

ويضيف “الآن، باتت كل سوريا خطيرة. لا يوجد أي مكان آمن”.

ومتطوعو الدفاع المدني، المعروفون أيضا باسم أصحاب الخوذ البيضاء، يعملون كمنقذين بعد وقوع الغارات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها الثوار، كما يعملون أيضا كمسعفين ورجال إطفاء. ويقولون أنهم محايدون ولا ينتمون لأي طرف من أطراف الحرب.

ويأتي الهجوم على سرمين في وقت تشهد فيه محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تعد واحدة من ضمن مناطق خفض التوتر الأربعة التي أُنشئت خلال محادثات السلام في أوائل أيار، انخفاضا ملحوظا في الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه الروس.

وأعرب عناصر الدفاع المدني فى جميع أنحاء البلاد والمجتمع الدولي عن تعازيهم وتضامنهم مع أصحاب الخوذ البيضاء في أعقاب الهجوم.

دفن عناصر الدفاع المدني السبعة الذين قُتلوا في سرمين، يوم السبت. تصوير: أصحاب الخوذ البيضاء في إدلب.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية في اليوم التالي للهجوم “إن هذه الأعمال الجبانة من المسلحين أودت بحياة متطوعين مدنيين يعملون دون تعب من أجل إنقاذ الأرواح في مناطق خطيرة جدا”.

ولم يعلن أي طرف عن مسؤوليته تجاه ما حدث.

هل من الممكن أن تتحدث لنا عن عناصر الدفاع المدني السبعة الذين استشهدوا يوم السبت؟ متى كانت آخر مرة شاهدتهم فيها؟

كانوا يقيمون باستبدال المناوبة وتسليم المعدات الساعة التاسعة. لأننا نقوم بثلاث مناوبات، وتفقد المعدات من سيارة إسعاف وإطفاء، كي يكونوا جاهزين لأي نداء مثل الغارات والحرائق والحوادث. كان هؤلاء الشباب مستعدين للتضحية بأي شيء، ومساعدة كل الناس.

ما الذي يعنيه أن يتعرض الدفاع المدني السوري للهجوم في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحت حماية فصائل المعارضة؟

الجرائم بحق الدفاع المدني ليست بالجديدة لكن هذه المرة تختلف. لأنه استهداف مباشر. في كل مرة كنا نخرج للإنقاذ من قصف أو أي هجوم كنا نعرف أننا ذاهبون للموات. هذا هو عمل الدفاع المدني، كلنا نعرف ذلك. الآن باتت كل سوريا خطيرة. لا يوجد أي مكان آمن، إن كان مناطق تحت حماية فصائل المعارضة أو النظام السوري.

كيف أثر الاعتداء على عمل عناصر الدفاع المدني في سرمين وعلى معنوياتهم؟

في البداية هي صدمة كبيرة لنا، وليس فقط لنا كعناصر دفاع مدني وإنما على أهالي مدينة سرمين، لكن مع هذا سوف نستمر في عملنا مهما حصل، ولن ندع أي جهة مجرمة تقف في طريقنا، ودماء هؤلاء الشهداء هي منارة لنا ولطريقنا كي نكمل عملنا الإنساني المستمر.

هل واجه الدفاع المدني في سرمين أية مشاكل مع السكان المحليين أو مجموعات محلية سابقاً؟ وكيف سيؤثر الاعتداء على علاقة الدفاع المدني بالمجتمع؟

لا يوجد لدينا أي مشكلة مع أي جهة كانت عملنا عمل إنساني بحت. نحن من المواطنين ولخدمة المواطنين نلتزم الحيادة منذ أن بدأنا العمل، ولا أعتقد أن هذه الحادثة سوف يؤثر على علاقتنا بالمجتمع. نحن محبوبون من الجميع لا يوجد أي عداء بيننا وبين المجتمع. في كل قصف أو حادث نكون أول المتواجدين في المكان ننقذ جميع الناس الأطفال والنساء والرجال بغض النظر عن توجههم أو ما يعتقدون.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال