3 دقائق قراءة

تدمير أكثر من عشرة منشآت طبية خلال شهرين في مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة الثوار

استهدف نظام الأسد، وحلفاؤه، أكثر من عشرة منشآت طبية في […]


استهدف نظام الأسد، وحلفاؤه، أكثر من عشرة منشآت طبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي إدلب وحماة، منذ 1 شباط. ويحمل الاستهداف “تشابهاً مخيفاً” لمعركة شرقي حلب، وفق ما ذكر أطباء محليون ونشطاء حقوق إنسان لسوريا على طول.

وبالمجمل، دمرت موجة ضربات استمرت لشهرين، سواء كانت تقليدية أو كيميائية، جزئيا أو كلياً ما لا يقل عن سبعة مستشفيات رئيسية ومستشفيين ميدانيين وأربع عيادات متخصصة ومستودع طبي واحد.

وبالنتيجة: وفي أعقاب أي غارة جوية،ـ كالهجوم بالسلاح الكيماوي على خان شيخون الثلاثاء، فإن على الضحايا أن يسافروا عشرات الكيلومترات، وغالباً إلى الحدود التركية ليتلقوا العلاج الطبي. ومع خروج المراكز الطبية الأساسية عن الخدمة، قال ستة من المختصين في المجال الطبي في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وشمالي حماة لسوريا على طول أن نظام الرعاية الصحية في أحلك ظروفه، ومُثقل بعبء التضخم السكاني في المنطقة.

وقال الدكتور عبد الله درويش، مدير صحة حماة الحرة، لسوريا على طول، أن “القصف المتواصل للمشافي والمنشآت الطبية، وازدياد أعداد الشهداء من الكوادر الطبية يستنزف القطاع الطبي ويفاقم النقص الموجود أصلا”. وأضاف “كلما خرج مركز طبي أو مستشفى عن الخدمة تزداد معاناة الناس”.

وضرب البنى التحتية الصحية، رغم أنه يعد جريمة حرب فاضحة، إلا أنه بالواقع ليس بظاهرة جديدة على مدى سنين الحرب الستة.

وأظهرت دراسة أجريت مؤخراً، من قبل اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية شملت 107 مستشفيات في مناطق الثوار في شتى أنحاء سوريا أن كل منشأة منها “ضُربت مرة واحدة على الأقل بغارة جوية مباشرة”، وفق ما ذكرت المنظمة في تقرير لها في آذار 2017.

وأضاف التقرير أن “بعض المستشفيات استُهدفت بـ25 غارة. وفي المعدل، تعرض كل مستشفى للهجوم ثلاث مرات مباشرة أو سبع مرات بشكل غير مباشر في عام 2016”.

إلى ذلك، ذكر خمسة من المختصين الطبيين في إدلب وحماة، لسوريا على طول أنهم وخلال فترة الشهرين؛ ما بين 1 شباط وهجمة الكيماوي في خان شيخون الثلاثاء، شهدوا مستويات متوازية من الدمار للمنشأت الطبية في المنطقة.

الغارات الجوية تدمر مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود بالقرب من معرة النعمان، في شباط 2016. حقوق نشر الصورة لـGhaith Omran/AFP/Getty Images.

ومن جهته، أكد الدكتور عبد الحميد دباغ، مدير دائرة المشافي في محافظة إدلب، لسوريا على طول أن “هذه الفترة هي الأسوأ على الصعيد الميداني الطبي بسبب التصعيد العسكري على المنطقة”.

وفي هذا العام، أسفرت الغارات الجوية السورية والروسية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة عن مقتل مئات المدنيين في محافظتي إدلب وحماة. ومع حدوث مثل هذه الهجمات يومياُ، فإن الخسائر المحتملة في الأرواح  ولو بغارة جوية واحدة يزيد نظراً لزيادة كثافة السكان في هذه المناطق. وفي الشهور الآخيرة، وصل عشرات آلاف المقاتلين الثوار والمدنيين إلى محافظة إدلب، بعد سلسلة من اتفاقيات المصالحة، وما تلاها من عمليات إجلاء الثوار في شتى أنحاء سوريا.

آثار غارة جوية في جسر الشغور، بإدلب، الثلاثاء. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني في إدلب.

وكان جمعة عرب، الذي يعمل سائق سيارة إسعاف في إدلب، شهد التدهور التدريجي في البنى الطبية فيها. وقبل خروجه إلى إدلب، كان يعمل مدير لمنظومة اسعاف في مدينته، في شرقي حلب، موقع الحملة الجوية والبرية التي قام بها النظام والتي انتهت باستسلام المعارضة في كانون الأول الماضي.

وقال عرب لسوريا على طول “عندما أرى التصعيد على ادلب وخصوصاً المراكز الطبية تعود إلى ذهني ذكريات ما حدث في حلب المحاصرة قبل خروجنا منها، للأسف إنني أرى ذلك يتكرر في ادلب وينتابني شعور بالخوف لا يمكن وصفه، لا أريد أن تتكرر المأساة”.

بدوره، قال فضل عبد الغني، مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لسوريا على طول، إن هذه الهجمات ليست عرضية، وإنما تشكل ما وصفه بتكتيك واضح ومتعمد لنشر الخوف والتشريد.

وأوضح أن “التكتيك الذي يعتمد على قصف متواز لقصف الأحياء السكنية مع المشافي في تلك الأحياء هذا هو الأخطر، والمراد منه إرسال رسائل لهذا المجتمع أو المنطقة المستهدفة: أننا نريد قتلكم جميعاً وحتى الجريح ليس لديه فرصة للحياة أو مكان يذهب له”.

وتابع عبد الغني “وهنا يبدأ الخوف بالتسلل لقلوب الناس ويبدأ التشرد والنزوح، وهو الهدف الأساسي لهذا التكتيك في النهاية”.

وختم والمنطقة التي تقصف وتدمر البنى الطبية فيها، تدخل في حالة الهذيان و”لا تشعر أبداُ بالاستقرار وتبقى بوضع من التخبط والقلق المستمر ولا يستطيع الناس بناء انفسهم من جديد”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال