3 دقائق قراءة

جبهة النصرة تغتال قائد لواء شهداء اليرموك في محافظة درعا

أمهل جيش الفتح، في جنوب غربي درعا، عناصر لواء شهداء […]


16 نوفمبر 2015

أمهل جيش الفتح، في جنوب غربي درعا، عناصر لواء شهداء اليرموك، المتهم بمبايعته تنظيم الدولة، أربع وعشرين ساعة، لتسليم أنفسهم وسلاحهم “تجنباً لإراقة الدماء” بعد عملية اغتيال، أبو علي البريدي، قائد لواء اليرموك، يوم الأحد.

وقال أبو النورس، أحد سكان بلدة جملة، لسوريا على طول، يوم الاثنين، بأن “هناك تقارير تفيد بأن بعض عناصر لواء شهداء اليرموك سلموا أنفسهم، ولكن لم يتم تأكيدها بعد”.

وعرف محمد علي البريدي، في ريف درعا الغربي، بلقب “الخال”، وتم اغتياله مع ثلة من قادة الصف الأول في اللواء، في بلدة جملة، ظهر يوم الأحد، بعد قيام أحد عناصر جبهة النصرة بعملية انتحارية استهدفت اجتماعا لقادة اللواء.

وبعد ساعات من العملية، نشر جيش فتح الجنوب، بيانا أعطى “جميع عناصر اللواء أربع وعشرين ساعة لتسليم أنفسهم وأسلحتهم، يوم الاثنين، من أجل تجنب إراقة الدماء وطي صفحة الماضي”، بحسب البيان.

واستطاعت جبهة النصرة قتل الخال وقادة في اللواء بلغ عددهم 13 حسب وكالات الأنباء، فيما دعته “بعملية اختراق ناجحة”.

قائد لواء شهداء اليرموك، ابو علي البريدي “لخال”. مصدر الصورة: أورينت نيوز

وأفاد أبو العزام، أحد سكان البلدة، لسوريا على طول، يوم الاثنين  “سمعنا صوت انفجار قوي، قادما من فرقة حزب البعث في بلدة جملة، وهرعنا إلى مكان الانفجار، وكان هنالك العديد من الأشلاء تملأ المكان”.

وأكد أبو النورس، لسوريا على طول، يوم الاثنين “بأن الفرقة الحزبية كانت مقر لقيادة لواء شهداء اليرموك، والجميع في البلدة يعرف ذلك”.

وكان لواء شهداء اليرموك نعى قادته في بيان نشره، يوم الأحد، قال فيه “استشهاد القادة لن يزيدنا إلا ثباتا واصرارا وعزيمة، فمرحبا بالدماء والوفداء في سبيل الله”.

وتبعد بلدة جملة، مسقط رأس الخال، واحد ونصف كيلو مترا عن مرتفعات الجولان، وحوالي ثمانية كيلو مترات عن الحدود الأردنية، وهي إحدى البلدات التي يسيطر عليها لواء شهداء اليرموك، التي تقع إلى الجنوب الغربي من درعا، وتحيط بها مناطق خاضعة لسيطرة الثوار وجبهة النصرة.

وبحسب أبو العزام فإن “خمسة قادة آخرين من رتب عالية قتلوا للواء في التفجير الانتحاري، والبقية لم نعرفهم، لأنهم غرباء”.

وأعلن اللواء في بيان ثان، تسليم أبو عبيدة قحطان، شرعي اللواء، ونائب الخال، يوم الأحد. ويذكر أن القحطان تعرض هو الآخر لعملية اغتيال فاشلة منذ أشهر.

ومن جهة أخرى، أكد أبو الحاج، أحد المقاتلين في درعا والمتعاطف مع الخال، لسوريا على طول، يوم الاثنين بأن “الاغتيال لن يؤثر على لواء شهداء اليرموك، فالقحطان كان هو العقل المدبر للواء، والخال كان الواجهة فقط”.

وتعتبر عملية الاغتيال آخر سلسلة من التفجيرات والخطف والاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة، بعد اتهام الجبهة اللواء بانتمائه لتنظيم الدولة.

ويذكر أن لواء شهداء اليرموك تشكل في العام 2012 جنوب محافظة درعا كفصيل تابع للجيش السوري الحر، ولكن قوته ونفوذه تزايدت، وتبنى أيديولوجية متعصبة على عكس فصائل الثوار الأخرى في درعا.

وفرض اللواء قوانين متشددة على القرى والبلدات التي يسيطر عليها، وعاقب الناس على التدخين، وأصدر أحكام بالجلد، وفرض النقاب على النساء، مما أثار حالة من الاستياء العامة.

ومن الجدير بالذكر، أن الخال أنكر مرارا انتماءه لتنظيم الدولة أو أي مجموعة أخرى، في مقابلة أجراها مع قناة أورينت المعارضة، في نفس يوم الاغتيال، وقال إن السياسات التي يتبعها اللواء هي إجراءات وقائية واحترازية”.

وأضاف الخال في المقابلة “الأحكام الإسلامية ليست مقتصرة على تنظيم الدولة فهي الإسلام والشريعة، ويمكن لأي فصيل أن يطبقها”.

ويشرح أبو الحاج المتعاطف مع اللواء، لسوريا على طول، الخلافات بين اللواء وجبهة النصرة بأن سببها الجبهة، ويؤكد بأن “الخال لم يفعل شيئا إلا الرد على هجمات جبهة النصرة، فالجبهة من بدأت وهي من حاولت مرارا اغتياله، وكل ما كان يفعله هو الدفاع عن مناطقه”.

ويضيف الحاج “الاقتتال بين الفصائل مضيعة لجهود الثورة، وابتعاد عن أهدافها الاستراتيجية”.

ويؤكد بأن “الاقتتال بين جيش الفتح ولواء شهداء اليرموك وقتل قائده خسارة كبيرة للثورة”.

شارك هذا المقال