3 دقائق قراءة

خارج حدود اتفاقية وقف إطلاق النار: عشرات الغارات الجوية تصفع المدنيين

قتلت سلسلة من الغارات الجوية عشرات الأهالي في مدينة إدلب […]


8 فبراير 2017

قتلت سلسلة من الغارات الجوية عشرات الأهالي في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة والريف المحيط بها، الثلاثاء، وفق ما ذكرت مصادر محلية لسوريا على طول، بعد يوم واحد من إعلان ممثلي روسيا وإيران تركيا في قمة أستانة أنهم حددوا “مناطق عمل جبهة النصرة”.

وجبهة النصرة ، التي يُشار إليها الآن باسم جبهة فتح الشام، هي إحدى الفصائل المسيطرة في شمال غرب محافظة إدلب، أكبر معقل الثوري متبقي في سورية. ولم تشملها اتفاقية أنقرة لوقف إطلاق النار، المبرمة في كانون الأول، وباتت الجبهة التي كانت تابعة للقاعدة سابقاً هدفاً جديداً لكل من الروس والغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة. وهذا يشمل كما يبدو، أراضيها، حتى ولو كانت مأهولة بالسكان المدنيين.

وقابلت سوريا على طول سبعة أشخاص من أهالي إدلب، الثلاثاء، بمن فيهم عناصر من الدفاع المدني، وطبيب وإعلامي في مشهد الحدث والذين اتهموا روسيا بممعظم الغارات إن لم يكن جميعها. وقالت المصادر الميدانية أن الهجمات ضربت “أهدافاً مدنية” وليس مواقع عسكرية، مما أدى إلى استشهاد المدنيين.

الغارات الجوية تسوي المباني السكنية في مدينة إدلب أرضاً، الثلاثاء، حقوق نشر الصورة لـ مركز إدلب الإعلامي.

وحوالي الساعة الثالثة ونصف فجراً، بالتوقيت المحلي، دكت مدينة إدلب عشرات الغارات الجوية، فيما سماه الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بـ”التصعيد الأعنف والأقسى”، على إدلب، منذ بداية الاتفاقية الموقعة في كانون الأول. وسوّت موجة الغارات، التي استمرت نحو 30 دقيقة، مبان سكنية بالكامل أرضاً، وأسفرت عن مقتل 35 شخصاً، وما زالت فرق الدفاع المدني مستمرة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وقال منذر خليل، مدير مديرية الصحة في إدلب إن “التصعيد اليوم كان أسوأ ما شاهدناه، كون الأسلحة المستخدمة شديدة الانفجار، وهذا ما ينذر بكارثة على المدى البعيد إن استمرت حملة القصف بهذه الوتيرة”.

وازداد التعداد السكاني لمدينة إدلب وريفها في الشهور الأخيرة، مع نقل نظام الأسد لعشرات آلاف المقاتلين الثوار والمدنيين إلى المحافظة بعد تهجير مدن أخرى في أرجاء البلد.

وتضمنت ضحايا الثلاثاء تسعة على الأقل من السوريين الذين وصلوا إلى مدينة إدلب، في السنة الماضية بعد اتفاقية خروجهم من داريا ووادي بردى، وغيرها.

واستدعى الدفاع المدني في إدلب وحداته في كافة أرجاء المحافظة، ومن ضمنها بلدات بنش، سراقب، سرمين، وذلك للمساعدة في عمليات الطوارئ في المدينة، الثلاثاء.

آثار الغارة الجوية على مدينة إدلب في منطقة القصور. حقوق نشر الصورة لـ هارون الأسود.

في السياق، قال مطيع جلال، المسؤول الإعلامي لمكتب الدفاع المدني، لسوريا على طول، الثلاثاء، “في حين لا زالت قوى الدفاع المدني تبحث تحت الأنقاض في محاولة لإنقاذ العالقين، فإن برادات الطب الشرعي حالياً مكتظة بالجثث، والأهالي يحاولون التعرف على جثث ذويهم”.    

بدوره، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنكوف، مزاعم تشير إلى تورط موسكو في الهجمات، ونقلت سبوتنيك، وكالة إعلامية تابعة للحكومة الروسية عنه القول، يوم الثلاثاء أن سلاح الجو الروسي “لم ينفذ غارة جوية واحدة ضد مدينة إدلب الثلاثاء، أو هذا الأسبوع، أو حتى منذ بداية عام 2017″. وأضاف كوناشنكوف” كل هذه التقارير كذب متعمد”.

وادعت عدة مصادر ميدانية، أيضاً، ومن ضمنها الدفاع المدني في إدلب، أن غارتين للتحالف قصفتا مدينة إدلب في فجر يوم الثلاثاء. ولم تُعلق القيادة المركزية الأميركية على ذلك حتى وقت إعداد المادة.

وفي يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأسد لمراسلين بلجيكيين أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب داخل سورية “سيكون إيجابيا لباقي أنحاء العالم بما في ذلك سورية”.

وعلى أية حال، فإن اهالي إدلب لا يتفقون مع ذلك. وقال منذر خليل مدير مديرية الصحة في إدلب “هناك تخوفات كبيرة منذ شارك التحالف الروس في قصفنا، وهذا سيزيد العبء علينا بتدمير أعداد أكبر من البنى التحتية المتبقية والمراكز الحيوية كالمشافي”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال