4 دقائق قراءة

درعا: الثوار يراقبون “تعزيزات النظام” ويترقبون لهجوم واسع.. والأهالي ينزحون

يترقب الثوار في محافظة درعا، جنوبي سوريا لـ”هجوم واسع” من […]


22 سبتمبر 2016

يترقب الثوار في محافظة درعا، جنوبي سوريا لـ”هجوم واسع” من قبل قوات النظام، وفق ما ذكرت مصادر من الجيش السوري الحر لسوريا على طول، بعد أسبوع من الحشد العسكري للنظام السوري وحلفائه في المحافظة.

ويأتي الحشد بعد سبعة أسابيع من الركود النسبي على الجبهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في محافظة درعا.

و”جلبت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية كبيرة، ضمت آليات عسكرية ثقيلة، وقوات عسكرية” إلى مواقع متعددة في مناطق سيطرة النظام في محافظة درعا ومحاظة القنيطرة المجاورة خلال العشرة أيام الماضية، وفق ما قال مصدر ثوري من إحدى أبرز فصائل الجيش الحر في الجبهة الجنوبية لسوريا على طول، وطلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية.

والجبهة الجنوبية هي تحالف من فصائل الجيش السوري الحر. وتسيطر الجبهة بالإضافة إلى الفصائل الإسلامية وأحد الفصائل الموالية لتنظيم الدولة على معظم محافظة درعا. فيما تسيطر  قوات النظام على ممر يبدأ خارج محيط دمشق في الشمال ويمتد على طول أوتستراد  M5وسط المحافظة ويفضي إلى عدة أحياء بمدينة درعا، مركز المحافظة.

وقال متحدث باسم الجيش الحر، مصدر آخر من الجبهة الجنوبية، طلب أيضاً ألا يذكر اسمه إن عشرات المجموعات من جنود الجيش السوري والميليشيات الأجنبية وصلوا إلى خطوط جبهات النظام في محافظة درعا قبل وخلال اتفاقية وقف إطلاق النار التي توستطها واشنطن وموسكو.

وقدر المتحدث أن التعزيزات العسكرية التي جلبها النظام إلى عدة نقاط رئيسية جعلت “عدد المقاتلين يصل إلى قرابة أربعة آلاف”. ولفت إلى أن “النظام استغل الهدنة، واستعد لبدء عملية عسكرية في المنطقة”.

عناصر الدفاع المدني وهم يخلون أهالي إبطع في 2 أيلول. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني في درعا.

ولم تأت الحكومة السورية على ذكر الحشد العسكري في درعا، ولكنها ذكرت انتهاكات القوات الثورية خلال أسبوع الهدنة التي انتهت في يوم الأحد.

الإتجاه في عمق الريف الغربي

ويشمل القطاع الذي يسيطر عليه النظام في محافظة درعا، معظم طريق درعا- دمشق القديم الذي يربط مركز المحافظة بالعاصمة، ولكن هناك بلدتين خاضعتين لسيطرة الثوار تتربعان على هذا الطريق وهما: إبطع وداعل، نحو 10 كم إلى شمال مدينة درعا.

ويشير الثوار إلى أن البلدتين هما الأهداف المحتملة لهجوم النظام المرتقب بعد سيطرة النظام على الكتيبة المهجورة، كتيبة الدفاع الجوي وتبعد نحو كيلومتر واحد جنوب شرق إبطع، في 2أيلول.

وبين المصدر الأول التابع للجيش الحر لسوريا على طول، أن “السيطرة على البلدتين تمكن النظام من السيطرة على طريق دمشق درعا المار بالبلدتين”.

فإن سيطرت قوات النظام على البلدتين فإنها ستفتح شريانا للإمدادات والتعزيزات لشن “هجوم واسع خلال الفترة القادمة باتجاه عمق ريف درعا الغربي”.  

وكانت السيطرة على الكتيبة المهجورة أول تقدم رئيسي سواء للثوار أو النظام على خطوط جبهاتهم في درعا منذ سيطرة القوات الحكومية على عتمان، شمال مركز المحافظة، في يوم الجمعة الماضي.

منطقة تجارية في مدينة داعل بعد أن قصفها النظام، الأحد. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني في درعا.

وأظهر تقرير مصور نشر في 11أيلول لوكالة أنباء “العالم” الإيرانية الموالية للنظام جنود النظام في كتيبة المهجورة وهم يرفعون السواتر ويجهزون الدشم هناك وذلك قبل أن تدخل اتفاقية الهدنة التي تمت بوساطة دولية حيز التنفيذ في اليوم التالي.

وقال ضابط في النظام في الفيديو، “طبعا التحصين الذي نقوم به حالياً هو قاعدة انطلاق لأي عمل لاحق للمنطقة التي أمامنا، وهي داعل وإبطع خلال الأيام أو المراحل القادمة”.

بدء عمليات النزوح بعد تقدم النظام

نزح آلاف الأهالي من إبطع وداعل من منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية خشية التقدم البري للنظام وبحثاً عن الأمان من القصف الجوي والبري المستمر للبلدتين.

وقال أبو زين الحوراني، ناشط إعلامي من بلدة إبطع، لسوريا على طول “بدأت عمليات النزوح بعد تقدم قوات النظام على الكتيبة المهجورة” وكللَ النظام نصره بـ “القصف المكثف على البلدة بشتى أنواع الأسلحة”.

وفي حين قدمت اتفاقية الهدنة الدولية، التي دخلت حيز التنفيذ الإثنين الماضي، متنفساً واستراحة  من القصف، إلا أن الهجمات عادت من جديد يوم الاحد بعد أن أعلنت القيادة العامة للجيش العربي السوري انتهاء سريان الهدنة.

وفي يوم الأحد، ذكرت مصادر تابعة للمعارضة مقتل تسعة أشخاص بأربعة براميل متفجرة ألقيت على داعل، بالإضافة إلى القصف الصاروخي للبلدتين والذي استمر على مدى اليومين التاليين.

وفي وقت إعداد المادة، الأربعاء، كانت البراميل المتفجرة والغارات الجوية  من قبل طائرات النظام تستهدف داعل وإبطع. وغرد  موقع أنباء دمشق الآن، الموالي للنظام أن “الطيران الحربي يستهدف مواقع  المجموعات المسلحة في إبطع وداعل بريف درعا بعدة ضربات جوية”، الأربعاء.

ومن ضمن أهالي إبطع البالغ تعدادهم تقريبياً نحو 30000 نسمة، بينهم 12000 نازح، فر 70%  من البلدة خلال الثلاثة أسابيع الماضية وسط الغارات الجوية  للنظام والقصف المستمر وفق ما قال نشطاء وأهالي من البلدة لسوريا على طول.

وإلى الآن، فإن نسبة أقل فرت من داعل، والتي تقع إلى حد ما بعيداً عن خطوط جبهات النظام.ويقدر النشطاء والأهالي هناك أن نحو 20%  من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 60 ألف نسمة نزحوا غرباً.

ولجأ النازحون إلى قرى و بلدات ريف درعا الغربي والتي هي أقل خطراً نسبياً، بما فيها نوى وجاسم والشيخ سعد وتل شهاب وغيرها، وهناك هم يتكبدون عناء البحث عن المأوى وما يسد رمقهم.

ولفت الناشط الإعلامي الحوراني إلى أن “هذه العائلات فرت على عجل ولم تخرج معها سوى ملابسها وبعض الاشياء التي يسهل حملها”، وبالتالي فإنه لا طاقة لها بالإيجارات الباهظة في البلدات ونزحوا للعيش في المنازل المهجورة أو إلى العراء في الحقول والبساتين.

إلى ذلك، قال محمد، والذي نزح من بلدة إبطع في هذا الشهر، لسوريا على طول أن “المجلس المحلي بتوفير الخبز فقط”. وأضاف أن “بعض أهالي قدموا المساعدات الغذائية والبطانيات لنا”.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال