2 دقائق قراءة

ريف حماة الشمالي: الذخائر غير المتفجرة مصدر رزق على حافة الموت

في ريف حماة الشمالي، يحترف الشباب مهنة جديدة وهي جمع […]


27 يناير 2016

في ريف حماة الشمالي، يحترف الشباب مهنة جديدة وهي جمع ذخائر النظام غير المتفجرة وتفكيكها وبيعها للتجاروالثوار.

وإعادة تصنيع وتعديل مخلفات مايقصفه النظام من قذائف الهاون والصواريخ والبراميل التي لم تنفجر، في منطقة بمصادر دخل محدودة، إن وجدت، يقدم فرصة عمل لابأس بها، رغم المخاطر التي تنطوي عليها؛فسعر كيلو المواد من الـ(تي إن تي) المستخرجة من البراميل المتفجرة بعد تفكيكها  يبلغ حوالي 5 ألاف ليرة سورية.

ويتركز العمل في الوقت الحالي على استخراج القذائف والصواريخ والألغام البحرية والقنابل العنقودية والبراميل، التي لم تنفجر لتباع إلى ورشات خاصة لتقوم بتفكيكها وبيعها فيما بعد،وفقاً لما قال فياض الصطوف، ناشط إعلامي من اللطامنة، لسوريا على طول. وقرية اللطامنة هي جزء من منطقة الثوار الأخيرة في ريف حماةالشمالي، ما يجعل منها هدفاً رئيسياً للقصف الجوي للنظام والروس.

وقال الصطوف “أصبح عدد العاملين في مهنة استخلاص المتفجرات، والتي باتت مصدر رزق لهم، أكثر من 100 شخص في المدينة”، مضيفاً أن العمل في هذه المهنة ليس مقتصرا على اللطامنة، وإنما منتشر في البلدات والقرى الأخرى في شمال حماة وجنوب إدلب وغيرها من المناطق التي تشهد القصف، فالناس ليس أمامها خيارات أخرى.

وفي السياق، قال عبد الرزاق، شاب من أهالي االلطامنة، يبلغ من العمر 30 عاماً وأب لطفلين، لسوريا على طول،”لا أنكر خلو هذا العمل من المخاطرة بالنفس وخوف عائلتي من فقداني بسببه لكنني مجبر في هذه الظروف الصعبة، وكما المثل: لايجبرك على المر إلا الأمرّ منه”.

إلى ذلك، قال الصطوف إن “معظم فلاحي المنطقة، الذين يمتلكون أراض زراعية ولا يستطيعون استثمارها بسبب القصف المستمر، أصبح عملهم مقتصرا على إخبار العاملين التجار في الحفر على مكان الصواريخ التي تستقر في مزراعهم، مقابل مبلغ مالي يقدم إليهم، يقدر بـ 500 دولار على الصاروخ أو البرميل الواحد، أو المدنيين ممن يفتتحون ورشات ليفككوا فيها الصواريخ ومن ثم يبيعوها لثوار المنطقة”.

وأضاف “بالنسبة لاستخراج الصواريخ الروسية التي لم تنفجر فهو عمل يحتاج إلى ورشة كاملة لاستخراجها، فالصاروخ الروسي الذي لاينفجر يغوص في الأرض من 5 أمتار إلى أكثر من 10 أمتار”.

وأضاف “بعد أن يتم استخراج الصاروخ بأدوات الحفر البدائية (مطرقة، منشار حديد)، يتم استئجار آلة التريكس لرفعه، ومن ثم يباع لورشات خاصة تنقله إليها، بأسعار تبدأ بألف دولار وتصل إلى ثلاثة آلاف دولار، حسب وزن الصاروخ.

وفي الأسبوع الماضي، توفي اثنين من أكثر مفككي المتفجرات خبرة، وأحدهما يظهر على يسار الصورة، أثناء استخراجهم لصاروخ غير متفجر.

وقال عبد الرزاق “رغم الخطر فإن مهنة استخلاص المتفجرات يمكن أن ترى فيها هبة ورزقا”، مشيراً إلى سنوات من قصف النظام والآن القصف الروسي على قريته في شمال حماة. وختم حديثه “هانحن نقول:هذه بضاعتكم ردت إليكم”.

شارك هذا المقال