3 دقائق قراءة

سرقات في مستشفى درعا البلد آخر تجليات الفلتان الأمني

أوقف مستشفى درعا البلد الميداني كافة خدماته، الإثنين، بعد سلسلة […]


4 نوفمبر 2015

أوقف مستشفى درعا البلد الميداني كافة خدماته، الإثنين، بعد سلسلة من السرقات المتوالية للمعدات الطبية، مع عجز الفصائل الثورية المحلية المسؤولة عن الآمن في هذه المناطق، أو عدم رغبتها في حماية المستشفى.

واتخذ المستشفى قرار الإغلاق بسبب “تكرار حوادث السرقة دون أي تدخل للمساعدة وحل هذه المشكلة”، وفق ما ذكر الدكتور عبد الرحمن المسالمة، مدير مستشفى درعا الميداني، لسوريا على طول، الثلاثاء.

وأضاف المسالمة، هناك حارس واحد فقط في المستشفى لعدم وجود دعم مادي.

ودرعا البلد، النصف الجنوبي من محافظة درعا، الواقع تحت سيطرة الثوار، عانت كثيراً من الفلتان الأمني، والذي بلغ ذروتهخلال الأشهر الماضية في سلسلة اغتيالات لقادة من الجيش السوري الحر ومدنيين وصحفيين في المحافظة الجنوبية.

وكان الأهالي خرجوا، في أيلول، إلى شوارع درعا البلد في مظاهرة تدين الفلتان الأمني، وتقاعس الفصائل الثورية عن حماية المدنيين وممتلكاتهم، وفق ما ذكر مكتب أخبار سوريا، المعارض. وذهب بعض الأهالي إلى اتهام الفصائل الثورية بالخيانة.

وأكبر الفصائل الثورية في درعا البلد هي فرقة 18 أذار التابعة للجيش السوري الحر، وحركة مثنى الإسلامية.

وحين  طلب منه التعليق على السرقات في المشفى، حمل قيادي في فرقة 18 اذار، الجزء الأكبر من المسؤولية على الكادر الاداري والفني للمستشفى، والطاقم المناوب.

وعن هوية السارقين، قال رحال رحال، ليس صعب على النظام ان يبعث بعض من عملائه للعبث بها من الداخل.

بينما وصف الناطق باسم حركة المثنى الإسلامية، في حديث لسوريا على طول، سرقة معدات المسشفى الذي يخدم المناطق المحررة بـ”الأمر المؤسف”، وسماه خرقا أمنيا.

وختم أبو شيماء “برأي الشخصي، فالمشفى يجب أن يكون له حماية من الفصائل، وهذه (السرقات) درس للجميع”.

  المشفى الميداني في درعا البلد، غرفة الطوارئ في تشرين الثاني. مصدر الصورة مشفى درعا البلد الميداني

ومن غير الواضح فيما إذا كانت حوادث السرقة الأخيرة، ركزت على معدات طبية بعينها، أو أنها جرت على أساس “المال الداشر، بعلم الناس السرقة”، أو أنها كانت مجرد سرقات انتهازية، فالمسالمة، لم يذكر تحديداً أي المعدات التي سرقت، وإنما قال “المعدات المفقودة هامة وتؤثر على جاهزية المستشفى في الإسعاف والسنية والعيادات وتوليد الكهرباء”.

وبين المسالمة أن معظم السرقات حدثت في النهار، خلال انشغال الكادر الطبي بعمله، وخاصة حالات الإسعاف وقت القصف.

من جهته، اعتبر جواد المسالمة، مدني من المنطقة، في حديث لسوريا على طول، ان “ما يحدث من سرقات في المستشفيات بشكل خاص، وكافة المؤسسات أمر مناف للأخلاق والإنسانية ولا يعبر إلا عن حالة من الفوضى وضعف الادارة الامنية في حماية مؤسسات الثورة وكذلك حماية المدنين”.

إلى ذلك، رفعت إدارة المستشفى شكاوى إلى المكتب الأمني وبعض الفصائل العاملة في المدينة، حول تعرضها لعدة سرقات، لكنهم “لم يتخذوا” أية إجراءات في هذا الصدد، وفق ما قال مصدر في إدارة المستشفى لم يذكر اسمه لوكالة سمارت، الإثنين.

وللتأكد من استمرار تقديم خدمات العلاج للمدنيين، فإن إدارة المستشفى نسقت مع مستشفى عيسى عجاج الموجودة في المنطقة، لاستقبال جميع الحالات والحفاظ على نفس الرعاية المقدمة سابقاً، حسب ما أكد الطبيب المسالمة.

ويترك إيقاف الخدمات في المشفى أثراً سلبياً في نفوس الناس في المنطقة،وفق ما قال جواد المسالمة، الذي أوضح أن “هذه السرقات تشعرهم بحالة من الخوف و عدم الأمان و تسبب القلق الدائم على حياة الناس وممتلكاتهم (…) وتقع المسؤولية على عاتق الجيش الحر وكافة الفصائل الثورية العاملة”.

شارك هذا المقال