4 دقائق قراءة

شباب تدمر ينضمون لتنظيم الدولة في مدينة “لا عمل أو مستقبل فيها”

منذ أن استولى تنظيم الدولة على مدينة تدمرفي ريف حمص […]


29 سبتمبر 2015

منذ أن استولى تنظيم الدولة على مدينة تدمرفي ريف حمص الشرقي، من قوات النظام في 20 من أيار، انضم نحو 1340 شاباً من المدينة والبلدات القريبة الآخرى إلى صفوف التنظيم عبر “عملية انتساب اختيارية” وفق ما ذكر الناشط الإعلامي ناصر الثائر، عضو تنسيقية الثورة في مدينة تدمر، لسوريا على طول.

وقال الناشط الميداني في تدمر خالد الحمصي، والعضو في جمعية حماية الآثار السورية الرسمية ومقرها فرنسا، لمراسلة سوريا على طول، نورا حوراني، مع أن التنظيم لم يتبنى سياسة تجنيد إجبارية في تدمر إلا أن الاهالي الذين يحتاجون العمل مقابل المردود المادي ليتابعوا حياتهم فهم يرضخون للوضع مقابل الحاجة للبقاء والحياة.

وسط قصف النظام المستمر وفي ظل غياب الخدمات العامة ووظائف العمل، يتجه الكثير من شباب تدمر إلى تنظيم الدولة ليمنحهم الشعور “بالسلطة على بلدهم وأهلهم،” حيث كل مظاهر الاستقرار الآخرى في حياتهم مغيبة.

 يقول الحمصي “لم يبق أي عمل أو مستقبل في المدينة”.

السؤال الأول: ما الأسباب التي تدفع شباب تدمر للالتحاق بتنظيم الدولة من النواحي الدينية، السياسية والمالية، وما هي الاعمار التي يقبلها التنظيم؟

السبب الرئيسي للالتحاق بداعش هو عدم الوعي لدى الشباب لخطورة التنظيم، وعملية غسل الأدمغة التي يتبعها عناصر التنظيم في المدينة، وأمور آخرى تعنى بالحالة المادية والمعيشية السيئة التي يعانيها الشباب لأنه لم يبق أي عمل أو مستقبل في المدينة، وهناك العديد من الشباب يرغب في أن يكون صاحب سلطة في بلده وبين أهله، وأن يصبح قائداً ورئيساً وغيرها من الصفات القيادية التي تمنحها داعش لعناصرها، اما الأعمار التي يقبلها فتتراوح تقريبا بين 15 – ٤٠ عاما.

السؤال الثاني :بعد الالتحاق بالتنظيم هل يتم زج الشبان فورا بالقتال أم يخضعون لدورات شرعية او عسكرية؟

في البداية يخضعون لدورات شرعية مغلقة على أيدي عناصر مختصة لدى التنظيم ليتم غسل الدماغ، وبعدها يتم إخضاع العناصر حسب رغباتهم، إما لدورات عسكرية للقتال أو لإدراة المكاتب او الأعمال الخدمية، و يتم زجهم لاحقاً بالمعارك خارج مدينتهم لأنهم يبايعون التنظيم على القتال في أي مكان بدون شروط.

السؤال الثالث: تطوع أعداد كبيرة من شباب تدمر في تنظيم داعش يعطي تصوراً لدى الناس أن أهالي وشباب تدمر يؤيدون التنظيم، برأيك ما مدى صحة هذا الكلام؟

النسبة التي بايعت التنظيم تمثل (٥٪) من شباب تدمر فقط، لأن أغلب الشباب قد هاجر المدينة هربا من النظام. مهما كان العدد قليل فالعالم سيراه كبيراً نظراً لنسبة الأهالي الموجودين في المدينة والتي لا تتجاوز (٢٠٪) من اهالي المدينة.

السؤال الرابع: كيف يؤثر تطوع شاب للتنظيم رغم رفض عائلته، على الأسرة، وكيف يمكن التصرف في مثل هذه الحالة؟

إن التنظيم يعتبر التطوع للقتال في صفوفه جهادا، والتخلف عنه هو تخلف عن الجهاد ويعتبر الأهالي بذلك مذنبين، أما الأهالي فلا يملكون السيطرة على ابنائهم ولا يستطيعون فرض اي شئ على ابنائهم بخصوص الانتساب للتنظيم.

السؤال الخامس: من هم الفئات المتطوعة للتنظيم؟ هل هناك شريحة معينة تنتسب له وما هي صفات هذه الفئات؟

أغلب الفئات المتطوعة هم من أصحاب السوابق في السرقات والأعمال الإجرامية الآخرى، وعدد آخر كبير كانوا سابقا متطوعين لدى ميليشيات النظام كالدفاع الوطني وغيرها، وينتسبون للتنظيم لأن التنظيم يبرئهم من تلك التهم مهما كانت كبيرة، وهذا ما يجعل هذه الفئة محبة للتنظيم ولأي فئة اجرامية تشبهه، ونسبة اخرى حالتها المعيشية والمادية سيئة جدا مما يضطرها للعمل مع التنظيم مقابل المردود المادي.

السؤال السادس: منذ سقوطها بيد التنظيم يركز الإعلام على أهمية تدمر كمدينة أثرية، ما هو موقف أهالي المنطقة من ذلك، خصوصاً بعدما أبدى كثير من النشطاء حالة من الاستياء بسبب اهتمام الناس بالحجر اكثر من البشر؟

الأهالي منزعجون جدا لهذا الموقف من المجتمع الدولي، وهذا أيضا سبب من اسباب مبايعة بعض الشباب للتنظيم، ولأن المجتمع الدولي سابقا لم يهتم بالآثار عندما كانت المدينة تحت سيطرة النظام، وكان عناصر النظام يسرقون ويتاجرون بالآثار دون أي موقف من المجتمع الدولي.

السؤال السابع: ما هي فرص العمل المتوافرة في تدمر أو التي يوفرها التنظيم بعد سيطرته عليها؟ وهل يستخدم التضييق على الناس كوسيلة ضغط للانضمام اليه؟

العمل الخدمي في البلدية وأعمال النظافة وصيانة شبكات الماء والكهرباء وجباية الزكاة، العمل في القطاع الصحي كممرض او ممرضة. بالنسبة للتضييق فبدون ان يمارس التنظيم اي تضييق الاهالي بحاجة للعمل مقابل المردود المادي لكي يتابعون حياتهم، لذا هم يرضخون للوضع مقابل الحاجة للبقاء والحياة.

السؤال الثامن: جرى كلام في الإعلام الغربي عن أن تفجير التنظيم لمعبد أثري منذ أيام هو جريمة انسانية، ما رأيك بهذا الكلام؟ وما موقف الناس من تدمير التنظيم المتكرر لآثار المدينة؟

نعم تدمير الآثار والتاريخ جريمة بحق المدينة وحضارتها، واغلب الاهالي منزعجون من الامر. وكذلك منزعجون من قتل العالم خالد الاسعد على يد التنظيم لكن لا يستطيعون فعل اي شيء مقابل عنف و قساوة عناصر داعش تجاههم.

السؤال التاسع: كيف هو وضع تدمر حاليا في ظل سيطرة التنظيم؟

بالنسبة للوضع المعيشي لم يعد هناك سبلاً للحياة في تدمر، فالمدينة شبه معزولة وتقصف بشكل متواصل من النظام، والمنازل تهدمت بنسبة 40% والبساتين التي يعتمد عليها الاهالي حرقها النظام، والتنظيم دمر الآثار لذا تشهد المدينة حركة نزوح كبيرة. كما ان الكهرباء مقطوعة والنت ايضا. ونحن كنشطاء نعتمد على استخدام المولدات.

شارك هذا المقال