3 دقائق قراءة

طبيبا أسنان وطبيب بيطري يتولون علاج 40 ألف مواطن في مضايا المحاصرة

يعيش سكان مضايا، الذين يقدر عددهم بـ40 ألف مواطن، من […]


24 أغسطس 2016

يعيش سكان مضايا، الذين يقدر عددهم بـ40 ألف مواطن، من بين نحو مليون شخص، تحت ظل حصار خانق في سوريا حاليا.

ففي كانون الأول عام  2015، أدى حصار مضايا، بواسطة ألاف الألغام الأرضية التي زرعها حزب الله، إلى مجاعة بين سكان البلدة الجبلية، التي تبعد أقل من ساعة بالسيارة عن دمشق، حيث كان الأهالي يقتاتون على العشب والأوراق.

وبالرغم من موجة الاستياء الدولي، وإدخال العديد من قوافل المساعدات الغذائية، إلا أنه تم تسجيل 86 حالة وفاة، بسبب الحصار على المدينة حتى أيار عام 2016، وفقا لتقرير مشترك صادر عن مجموعة أطباء من أجل حقوق الإنسان، والجمعية الطبية الأمريكية السورية، الشهر الماضي.

وكان آخر دخول للمساعدات الطبية في نيسان الماضي. ومن حيث الكوادر الطبية، فإن غالبية الأطباء في مضايا، إما هربوا أو قتلوا، تاركين فريقا طبيا يتكون من طبيبي أسنان وطبيب بيطري، دون معدات أو حتى خبرة كافية.

ويقول محمد درويش، طالب سابق في طب الأسنان، وواحد من الفريق الطبي العامل في المشفى الميداني في مضايا، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، “إذا تطلب الوضع إجراء عملية جراحية كبرى، فليس بوسعنا القيام بأي شيئ”، مضيفا “هناك ثلاثة أطفال أصيبوا بلغم، وبقينا ننظر إلى هذه الحالات فقط مكتوفي الأيدي، كأناس عاديين، لا نملك سوى الدعاء، حتى ماتوا أمام أعيننا دون أن نفعل أي شيء”.

ماهي الأسباب والصعوبات التي تواجه عمل الهيئة الطبية في مضايا؟ ولماذا الهيئة الطبية مهددة بالخروج عن الخدمة؟

من أكثر الصعوبات التي تواجه عملنا أن المشفى الميداني في بلدة مضايا عبارة عن طبيبي أسنان وطبيب بيطري، وهي  واحدة من أكثر الصعوبات التي تواجهنا، كما أننا غير مختصين ولم نمارس عملنا، وبسبب الحصار المفروض على مضايا فرض علينا تحمل المسؤوليات كوننا درسنا الطب، وما يزيد الوضع سوء هو نقص الخبرة، بالإضافة الى عدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية، وحتى حاضنات الأطفال غير موجودة، ويوم الجمعة توفيت فتاة بعد ولادتها، بسبب عدم توفر حاضنة، وهذا الأمر تكرر كثيراً وتوفي العديد من الأطفال لهذا السبب، وغياب أدوات التشخيص في المخبر الموجود في البلدة.

نحن مهددون بالخروج عن الخدمة بسبب نقص الكوادر المختصة والخبرة أولا، ًونحن كأطباء  يأسنا  بسبب عدم قدرتنا على القيام بدورنا أمام الحالات المرضية.

الفريق الطبي في مضايا. تصوير: الهيئة الطبية في مضايا.

ماهي الأمراض التي تستطيع الهيئة الطبية في الوقت الحالي معالجتها؟

يقتصر عملنا في الهيئة الطبية في الوقت الحالي على حالات الولادة القيصرية والطبيعية، وعمليات البتر ونتعامل مع كافة الأمراض بحسب معرفتنا المحدودة، ونستعين بالعديد من الأطباء في الخارج عبر الوتس أب، يفيدوننا بكيفية التعامل مع الحالات التي تأتينا كل يوم، أو يقومون بإعطائنا الاقتراحات وكيفية التعامل مع الحالات ضمن الإمكانيات المتاحة.

ماهي الحالات التي وقفتم أمامهم عاجزين؟ وماهي المواقف التي حصلت معك كطبيب دون أن تستطيع أن تفعل شيئا؟

نقف عاجزين أمام كل الحالات التي تحتاج إلى جراحة، هناك ثلاث أطفال أصيبوا بلغم وبقينا ننظر إلى هذه الحالات فقط مكتوفي الأيدي، كأناس عاديين، لا يملكون سوى الدعاء، حتى ماتوا أمام أعيننا دون أن نفعل أي شيء. وإصابة طفل بالرأس جراء قنصه من قبل أحد الحواجز.

هل تم إطلاق مناشدات لإخراج الحالات المرضية الحرجة من مضايا؟

قمنا بإطلاق العديد من المناشدات إلى المنظمات الدولية والإغاثية للـUN والصليب الأحمر والهلال الأحمر، واليونيسيف، منظمة أطباء بلا حدود، والرد هو واحد، أننا محكومون باتفاقية البلدات الأربعة كفريا والفوعة مقابل مضايا والزبداني.

وتم يوم الجمعة الاستجابة إلى مطلبنا وإخراج 18 حالة مرضية من البلدة.

وعدم دخول المساعدات الطبية إلى المدينة سيؤثر بشكل كبير على أداء عملنا، وسيحد من قدراتنا على مساعدة أهالي مضايا، وسيؤدي إلى خروجنا عن الخدمة.

ماهي أكثر الأمراض انتشارا في بلدة مضايا؟

هناك 500 حالة نقص كالسيوم، وأمراض سوء تغذية بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وضغط وقلب وسكر وروماتيزم.

وهناك 20 حالة بحاجة ماسة أن تخرج من مضايا، منهم ممن يعانون من الفشل الكلوي والتهابات المرارة والزائدة.

ماهي المواد الطبية التي نفدت من المدينة، وماهي المواد التي على وشك النفاد؟

المواد الطبية الذي نفدت أو على وشك النفاد هي أدوية الأمراض المزمنة، والأبر وخوافض حرارة ومسكنات الألم، ولا يوجد بدائل عن هذه الادوية، بالإضافة لأدوات التشخيص المخبري.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال