3 دقائق قراءة

على أمل اقتحام شرق حلب المحاصر: المعارضة تفاجىء النظام بهجوم من الجنوب الغربي

قصفت طائرات النظام مواقع تابعة للمعارضة في جنوب حلب، يوم […]


قصفت طائرات النظام مواقع تابعة للمعارضة في جنوب حلب، يوم الإثنين، في محاولة لإستعادة المناطق التي فقدتها قبل يوم، وذلك عندما شنت قوات المعارضة هجوما مفاجئا لفك الحصار الذي فرضه النظام على الأحياء الشرقية للمدينة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وتمكنت المعارضة، يوم الأحد، من التقدم بضعة كيلومترات داخل الأراضي التابعة للنظام، في محيط الجنوب الغربي من مدينة حلب، كما سيطرت في اليوم التالي على ما يقارب 4 كيلومترات غرب الشيخ سعد، أقرب الأحياء الواقعة في شرق حلب المحاصر.

وسيطر جيش الفتح، وهو تحالف من الثوار وجبهة فتح الشام المعروفة سابقا بإسم جبهة النصرة والتي أعلنت فك ارتباطها بالقاعدة في 28 تموز، على قريتين في جنوب حلب، تعتبران مجمعا سكنيا كبيرا ومركزا عسكريا يتم فيه تدريب مقاتلين إيرانيين وعناصر لحزب الله.

وبدأت المعركة المستمرة بتفجير مفخختين من قبل انتحاريين، اسهدفتا مركز التدريب العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، في جنوب غرب مدينة حلب على بعد 6 كيلومترات غرب الشيخ سعد المحاصر.

إلى ذلك، قال جمعة أبو محمد، أحد القادة العسكريين في أحرار الشام، لسوريا على طول يوم الإثنين، إن “الثوار يخوضون معاركهم الآن داخل الأحياء الغربية لمدينة حلب في تماس مباشر مع قوات الأسد وحزب الله وغيرهم، وهو أهم ما نسعى لتحقيقه كمرحلة أولية في المعركة”.

مظاهرات شرق حلب، يوم الأحد. تصوير مجاهد أبو الجود.

وتعتبر كلا من كتيبة المدفعية والراموسة، المنطقتان اللتان تفصلان الثوار عن الشيخ سعد، من أكثر المناطق تحصينا في حلب من قبل النظام، وكلاهما بمثابة بوابة للوصول إلى الأحياء الغربية المحاصارة للمدينة.

ومن جهته، قال رضا الباشا، مراسل قناة الميادين الموالية للنظام، لسوريا على طول، أنه “لا يمكن اطلاق اسم سيطرة على هذه المناطق، لأن السيطرة والتثبيت يأتي في نهاية المعركة والمعارك مستمرة والجيش يعمل على استرجاعها”.

وأضاف الباشا أن “خطة حصار المسلحين في حلب لتحريرها لاحقا، مشروع قديم للقيادة السورية”.

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، يوم الإثنين، على هجوم الالمعارضة، إلا أنها لم تعترف بوجود أي تقدم ملموس، حيث ذكرت “واستمرارا في جرائمهم ضد أهالي حلب، قامت مجموعة من الإرهابيين بإستهداف الأحياء السكنية بالقصف واطلاق النار”.

في حين ذكرت صحيفة، المصدر نيوز، الموالية للنظام، يوم الأحد، أن القوات الجوية الروسية “جاءت لمساندة القوات الحكومية في جنوب حلب (…)، وقصفت عدة مواقع تحت سيطرة الجهاديين”.

ومنذ أكثر من ثلاث أسابيع، وقوات المعارضة تحاول دون جدوى فك الحصار عن مدينة حلب، من خلال استعادة السيطرة على طريق الكاستيلو، الطريق الأخير الواصل إلى أحياء حلب الشرقية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

حرق الاطارات شرق حلب، لتحييد الطيران. تصوير: رامي جراح.

واستطاعت قوات النظام، يوم الثلاثاء الماضي، السيطرة بشكل فعلي على أجراء من طريق الكاستيلو، بعدما كانت سيطرت عليه ناريا ومن خلال القصف العنيف. وكان الطريق يخدم سابقا حركة مرور الأدوية والمواد الغذائية والإمدادات الأخرى، لمايقارب 300 ألف نسمة شرق مدينة حلب.

ومع تحويل المعركة من أحياء حلب الشمالية إلى جنوب حلب المكتظ بالسكان، يأمل جيش الفتح، المكون بالدرجة الأولى من جبهة فتح الشام وأحرار الشام وفيلق الشام، بتغيير مسار الاشتباك.

وأضاف، جمعة أبو محمد “حولنا المعركة إلى حرب شوارع ضمن الأحياء التي تسيطر عليها قبل قوات النظام، لتحييد الطيران قدر الإمكان من استهدافنا”.

وإذا نجحت المعارضة من فك الحصار عن حلب، فإنها ستقوم بفتح ممر إنساني إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب الغربي.

إلى ذلك، قال علاء الحلبي، ناشط إعلامي مستقل من حلب، أن “هذا الطريق سيربط شرق حلب مع إدلب، ولن يستطع النظام قطع هذا الطريق على عكس طريق الكاستيلو المحاصر من قبل النظام وقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة إلى داعش”.

ومن جهته، أضاف الباشا، المراسل الموالي للنظام، أن فك الحصار أمر مستبعد، حيث أن النظام “لن يتخلى عن حلب بعد تحقيقهم للحصار”.

وأسفرت الاشتباكات عن غضب اجتاح الأنحاء الجنوبية والغربية للمدينة، حيث قام مئات المدنيين بإحراق الإطارات في الشوارع، لليوم التاني على التوالي، على أمل أن يحجب الدخان الناتج أهداف الطائرات الروسية والنظام.

وأشار ماهر أبو الوليد، ناشط إعلامي من مدينة حلب ومتواجد في مناطق سيطرة المعارضة، أن “الإطارات كانت الطريق الوحيد لتحييد الطيران قدر الإمكان”.

وأضاف أن “هذا الإسلوب ساهم في تشتيت أهداف الطيران وضرباته”.

 

ترجمة: بتول حجار

 

 

شارك هذا المقال