3 دقائق قراءة

غارات جوية على محافظة إدلب بعد أسابيع من الهدوء النسبي قبل المعركة المرتقبة في الشمال الغربي

عقب الغارة الجوية بالقرب من جسر الشغور يوم الثلاثاء. الصورة […]


5 سبتمبر 2018

عقب الغارة الجوية بالقرب من جسر الشغور يوم الثلاثاء. الصورة من صفحة الدفاع المدني في إدلب

قصفت الطائرات الحربية السورية والروسية أكثر من عشرين هدفاً في محافظة ادلب شمال غرب البلاد، يوم الثلاثاء، وفقاً لما أكده رجال الإغاثة المحلية وسكان المنطقة لسوريا على طول، ليكون بذلك التصعيد الأكثر عنفاً منذ أسابيع، في حين تستعد القوات الموالية للحكومة لخوض معركة تلوح في الافق لاستعادة السيطرة على معقل المعارضة الأخير في البلاد. 

واستهدفت أكثر من 31 غارة جوية مدينة جسر الشغور الواقعة تحت سيطرة المعارضة والعديد من القرى المجاورة في محافظة إدلب، يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل ما لايقل عن ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين، وفقاً لما قاله أحمد شيخو، المتحدث باسم الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب لسوريا على طول. 

كما أبلغ الدفاع المدني، بعد ظهر يوم الثلاثاء، عن مقتل خمسة مدنيين آخرين، جميعهم أطفال، بعد سلسلة من الغارات الجوية وصواريخ الأرض-أرض التي استهدفت مناطق قرب من جسر الشغور. 

وجاء قصف يوم الثلاثاء لينهي أسابيعاً من الهدوء النسبي في محافظة إدلب، وسط مخاوف من استعداد الحكومة السورية وحلفائها لشن هجوم جوي وبري ضخم على مواقع المعارضة في محافظة إدلب التي تعتبر آخر جيوب المعارضة في سوريا. 

وقال الناشط المحلي محمد عبد الله، المقيم في جسر الشغور لسوريا على طول عبر الواتساب، يوم الثلاثاء أن “القصف والصواريخ كانت قليلة الشهر الماضي”.

وأضاف “لم نشهد قصفاً مثل هذا خلال الأشهر الخمسة الماضية” واصفاً الغارة الجوية بجانب منزله قبل وقت قصير من التحدث مع مراسل سوريا على طول بعد ظهر يوم الثلاثاء. 

ولمّحت دمشق وحلفاؤها مراراً وتكراراً إلى هجوم وشيك على إدلب في الأسابيع الأخيرة. وبعد الهجوم العسكري الشامل، المترافق مع اتفاقيات وقف إطلاق النار، الذي أنهى أعمال القتال في جنوب البلاد في شهر تموز، قال الرئيس السوري بشار الأسد لوسائل الإعلام الروسية أن “إدلب الآن هي الهدف”. 

وأثارت التصريحات العدائية التي أدلى بها مسؤولون سوريون، إلى جانب حشد القوات الموالية للحكومة على أطراف الأراضي التابعة للمعارضة في شمال سوريا، العديد من التكهنات بأن هجوم الحكومة لإستعادة إدلب بات وشيكاً. 

وفي أواخر الشهر الماضي، أعلن الجيش الروسي أن سفينتين من سفنه الحربية تم نشرها على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​لسوريا لتنضم إلى ثلاثة سفن أخرى تم رصدها مؤخراً متجهة إلى هناك، وفقا لرويترز. كما أفادت التقارير عن نشر ميليشيات عراقية، لواء الإمام الحسين، بالقرب من محافظة إدلب في الآونة الأخيرة، في حين تمركزت القوات البرية الموالية للحكومة، بما فيها قوات النمر، بالقرب من إدلب في أواخر الشهر الماضي. 

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين من مهاجمة محافظة إدلب، كما أعرب عن مخاوفه من “ارتكاب خطأ إنساني خطير” عبر تغريدة على حسابه على تويتر مساء يوم الإثنين.

وأضاف الرئيس ترامب “من الممكن قتل مئات الآلاف من الناس، لا تدع هذا يحدث!”

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين يوم الثلاثاء، أن إدلب تحولت إلى “بؤرة من الإرهاب” وأن الحكومة السورية “تستعد لحل هذه المشكلة” ، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا

ومحافظة إدلب الشمالية الغربية هي المنطقة الرئيسية والأخيرة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة المتبقية في سوريا بعد سلسلة من الهجمات التابعة للحكومة، في وقت سابق من هذا العام، التي مكنتها من اعادة فرض سيطرتها على غالبية البلاد.

وتضم إدلب أكثر من مليون نازح سوري من مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من جيوب المعارضة السابقة خلال العامين الماضيين. 

وتسيطر فصائل المعارضة الإسلامية على غالبية محافظة إدلب ويفرضون قوانيناً صارمة للشريعة الإسلامية على السكان المحليين، وتعتبر هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً، أكبر وأقوى تكتل للمعارضة في المحافظة وكثيراً ماكنت تتنازع مع فصائل المعارضة الأخرى من أجل السيطرة على إدلب. 

كما تسيطر هيئة تحرير الشام على جسر الشغور والمناطق الريفية المجاورة التي استهدفتها الطائرات الحربية السورية والروسية يوم الثلاثاء.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال