4 دقائق قراءة

غارات جوية وحصار مرتقب بانتظار أهالي الرقة مع تقدم “قسد” باتجاه عاصمة التنظيم

تقدمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من جانب الولايات المتحدة، […]


تقدمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من جانب الولايات المتحدة، من جنوب غرب مدينة الرقة، هذا الأسبوع، في محاولة لتطويق عاصمة تنظيم الدولة في سوريا بشكل كامل، بينما يهيء المدنيون أنفسهم في الداخل للحصار المرتقب والاحتماء من غارات التحالف الجوية.

وتحاصر قسد مدينة الرقة، حاليا، من جهات ثلاث، غربا وشمالا وشرقا. وإلى الجنوب، تقع منطقة سيطرة التنظيم، وهي منطقة صحراوية تضم قرى وبلدات صغيرة.

وتتحرك قسد، المكونة من قوات كردية وعربية سورية، باتجاه تطويق الرقة والسيطرة عليها، على مدى الأشهر الستة الماضية، وذلك بدعم من التحالف ضد تنظيم الدولة، والذي تقوده الولايات المتحدة.

واتخذ دعم التحالف لقسد شكل مستشارين عسكريين، وقوات برية، وضربات جوية، ومؤخرا شحنات من الأسلحة والمركبات العسكرية الأمريكية لوحدات الحماية الكردية، المكون الرئيسي في قسد.

إلى ذلك، سيطرت قسد، هذا الأسبوع، على عدد من المدن، على بعد حوالي 20 كم جنوب غرب مدينة الرقة، وحاصرت عناصر التنظيم داخل سد البعث، ثالث أكبر السدود في سوريا.

مقاتلة من قسد، جنوب غرب مدينة الرقة، 26 أيار. تصوير: حملة تحرير الرقة.

وتُعد آخر التطورات جزءا من الهدف المعلن لحملة غضب الفرات، التي تشنها قسد، لتطويق مدينة الرقة والسيطرة عليها.

وقال رافي، قيادي في قسد، في محافظة الرقة، لسوريا على طول، يوم الأربعاء “نحن نحاول قطع الطريق على داعش بشتى الوسائل من جميع الجهات لمحاصرتهم داخل المدينة”. وأوضح القيادي أن القوات التى تدعمها الولايات المتحدة تواجه “مقاومة شديدة” فى المعارك القريبة من سد البعث.

قبل الحصار

لم تتمكن قسد من دخول مدينة الرقة بعد، على الرغم من أن خطوطها الأمامية تبعد مسافة كيلومتر واحد فقط عن المدينة.

وقال مصدران داخل مدينة الرقة، لسوريا على طول، إن الغارات الجوية اليومية وشبح الحصار والمعارك المستمرة تترك أثرا كبيرا على السكان المدنيين في الرقة.

وبسبب صعوبة ومخاطر التحدث إلى وسائل الإعلام الخارجية من داخل مدينة الرقة، تواصلت سوريا على طول بالمدنيين عبر رسائل الواتساب التي نقلها فرات، وهو ناشط من الرقة وموجود حاليا في تركيا.

ووصفت كل من صبا وليلى، الأسماء المستعارة للمصادر التي تواصلت معها سوريا على طول، الغارات الجوية والقصف في الأسبوع الماضي بأنه “على أشده” في المدينة.

وأفادت كلاهما بأن قسد استخدمت المدفعية لقصف المدينة، فى الأيام الاخيرة. من جهته، نفى رافي، قيادي في قسد، هذا الادعاء قائلا “نحن حتى الآن لم نستعمل السلاح الثقيل”.

وأقر القيادي بأن “هناك ضحايا من المدنيين داخل المدينة”، لكنه ادعى أن معظمهم كانوا أشخاصا يحاولون الفرار وسقطوا ضحايا عبوات ناسفة وألغام زرعها التنظيم على مشارف المدينة.

في السياق، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مرصد مستقل يعنى بتوثيق الانتهاكات، أنها وثقت مقتل 177 مدنيا بنيران التحالف، في محافظة الرقة، في أيار 2017، وذلك في تقرير نشر على الإنترنت، يوم الخميس. كما قُتل نحو 81 مدنيا على يد تنظيم الدولة خلال الفترة نفسها.

وأفاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بأنه شن 87 غارة على الرقة، خلال الأسبوع الماضي، أي بمعدل حوالي 12 غارة في اليوم. ولم يتحدث التحالف عن الخسائر في الأرواح ضمن تقاريره اليومية.

وقالت ليلى، التي كانت طالبة جامعية في الرقة قبل الحرب، أنه من الصعب التحقق من عدد القتلى بالتحديد، في مدينة الرقة، إلا أن العدد “يوميا في تزايد”. وقالت صبا الشيء ذاته، وأشارت كلاهما إلى صعوبة جمع المعلومات وإيصالها لجهات أخرى خارج المدينة.

ويعيش النازحون من ريف الرقة وحلب في مدارس المدينة حاليا، مما يثير المخاوف من وقوع إصابات جماعية في حال تعرضت المباني لضربات جوية أو قصف أرضي.

وتابعت ليلى إن الحديقة العامة الموجودة وسط مدينة الرقة، بالقرب من المستشفى الوطني، تُستخدم الآن كمقبرة “بسبب ازدياد القصف وشدته”.

وفي يوم الأربعاء، أفادت الأنباء بأن الطائرات الحربية الأمريكية قصفت مركز البريد، في قلب مدينة الرقة، مما أدى إلى توقف جميع الخطوط الأرضية عن الخدمة، بحسب ما ذكره موقع عنب بلدي الموالي للمعارضة. كما ذكرت وكالة تنظيم الدولة “أعماق” انقطاع الخدمة الذي تحدثت عنها ليلى وصبا.

وتقول صبا، 26 عاما، من الرقة، لسوريا على طول “إن أكبر خوف يواجه الأهالي هو إخضاعهم لحصار قد يطول أسابيع ومعه تنفذ المؤن، التي بدأت تقل حالياً وترتفع أسعارها”.

ووفقا لقول ليلى، يطلب تنظيم الدولة من سكان الرقة استخدام عملته المتمثلة بالدرهم، لذا يقوم السكان بشراء العملة لاستخدامها في الأسواق وتخزين المعونات.

وتتابع ليلى “ما يعني تحصيل عناصر داعش مابقي من أموال في أيدي أهالي الرقة المحاصرين، إلا أن الأهالي لا يريدون شراء الدرهم، لأنه بعد خروج داعش ماذا سنفعل بالدراهم التي اشتريناها بأموالنا”.

وقالت جميع المصادر التي تواصلت معها سوريا على طول، في وقت إعداد هذا التقرير، إن بعض المدنيين يخرجون من الرقة عن طريق دفع مبالغ كبيرة للمهربين أو موظفي تنظيم الدولة كما يخاطرون بحياتهم للعبور فوق حقول الألغام.

وختم رافي، قيادي في قسد، حديثه مع سوريا على طول قائلا “قتال الشوارع لم يبدأ بعد ولكنه سيبدأ بأقرب وقت، وسيبدأ اقتحام المدينة (…) وسنسيطر على الرقة كما سيطرنا على كوباني ومنبج من قبل وكسرنا داعش”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال