4 دقائق قراءة

فصائل المعارضة تشن هجوماً مضاداً لصد تقدم النظام في إدلب وحركة نزوح في صفوف المدنيين

قال ثوار سوريون أنهم استولوا على عدة قرى، في جنوب […]


12 يناير 2018

قال ثوار سوريون أنهم استولوا على عدة قرى، في جنوب شرق محافظة إدلب وحماة، من قوات النظام بعد شن هجوم مضاد صبيحة يوم الخميس، بينما ذكرت وسائل إعلام موالية للنظام أن الجيش السوري تصدى للهجوم.

ويهدف الثوار إلى تعويض خسائرهم في إدلب وحماة، ومنع النظام وحلفائه من الاستيلاء على مطار عسكري استراتيجي وعزل منطقة كبيرة من مناطق المعارضة.

وفي محاولتهم لوضع حد لتقدم النظام، قال محمود المحمود المتحدث باسم جيش العزة لسوريا على طول، يوم الخميس “اتفقنا نحن جميع الفصائل العاملة في إدلب وريف حماة الشمالي والشرقي على العمل المشترك المقسم على عدة محاور”.

وبعد أن شنت قوات المعارضة سلسلة من الهجمات قبل الفجر، تركزت أعنف المواجهات، يوم الخميس، بالقرب من بلدة الخوين التي تبعد ٣٥ كم جنوب غرب مطار أبو الظهور العسكري، وقال اثنان من المتحدثين باسم فصائل المعارضة لسوريا على طول، إن المعارك كانت محاولة لقطع وعزل قوات النظام المتقدمة من الجنوب.

وأوضح المتحدث باسم جيش العزة أن “العمل كان من خاصرة العدو وليس مواجهة معه… والهدف هو محاصرة قواته قرب المطار”.

وجاء هجوم المعارضة، يوم الخميس، بعد يوم واحد من قيام قوات النظام السوري بالتقدم شمالاً عبر جنوب شرق إدلب، حيث استولت على عشرات القرى ووصلت إلى أطراف مطار أبو الظهور العسكري الذي يقع في أقصى شرق إدلب.

ومنذ أواخر عام ٢٠١٧، خاض الجيش السوري وحلفاؤه مواجهات وتقدم شمالا في جنوب شرق إدلب، بالتزامن مع التقدم جنوبا من مدينة حلب.

وحتى يوم الخميس، لا تزال المسافة التي تفصل قوات النظام المتمركزة شمالاً وجنوبا في جنوب حلب وشرقي محافظة إدلب نحو 18 كيلو متر، وإذا ما تم ربط المنطقتين، سيقسم النظام المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شرق إدلب وشمال شرق حماة وجنوبي حلب إلى قسمين.

وفي هذا السياق، قال محمد رشيد الناطق الإعلامي لجيش النصر، التابع للجيش السوري الحر، الذي يشارك حالياً في المعارك، لسوريا على طول، يوم الخميس “لن نسمح للنظام بقسم المنطقة والوضع ستغير”.

وأشار إلى أن “الاشتباكات تجري على كامل الشريط الفاصل بيننا وبين النظام”.

من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام الموالية للنظام، يوم الخميس، أن قوات النظام “تصد هجوماً عنيفاً من قبل جبهة النصرة والفصائل الموالية لها”.

ونشرت فصائل المعارضة تسجيلات مصورة تظهر عناصر لقوات النظام التي تم أسرها، يوم الخميس، في بلدة الخوين جنوب شرق إدلب، وأفادت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن أحد قادة فيلق الشام قتل على مقربة من البلدة، وتم احتجاز جثته في وقت لاحق من اليوم ذاته.

ودارت اشتباكات بين عناصر هيئة تحرير الشام مع قوات النظام بالقرب من مطار أبو الظهور، يوم الخميس، وفي الوقت ذاته، وردت أنباء تفيد بأن القوات الموالية للنظام تقدمت باتجاه المطار من ناحية الشرق، من خناصر، في جنوب حلب.

وأفادت وسائل الإعلام السورية أن قوات النظام أحرزت تقدماً في إدلب في الأيام الأخيرة، وبحسب قيادي ميداني لم يكشف عن اسمه لوكالة الأنباء السورية (سانا) يوم الأربعاء إن “التكتيكات العسكرية المتقنة والتخطيط والتنفيذ المرن” ساعد في تحقيق هذا التقدم “وسط تداعيات صفوف الإرهابيين” حسب قوله.

مقاتلو المعارضة السورية في بستان زيتون في جنوب شرق إدلب، صباح الخميس. تصوير: فيلق الشام.

وخلال هجوم النظام، استغل عناصر تنظيم الدولة، في منطقة شمال شرق حماة وإدلب المجاورة، الفوضى لتوسيع مناطق سيطرته.

وفي حديثه مع سوريا على طول، يوم الخميس، عزا رشيد الناطق الإعلامي باسم جيش النصر الخسائر الأخيرة إلى “عدم وجود خطوط دفاعية قوية” والطبيعة المسطحة المفتوحة لجنوب شرق إدلب.

“ما ضل شي ما خسرناه”

تسببت أسابيع من المعارك والقصف المكثف في محافظات إدلب وحلب وحماة بحركة نزوح جماعي، حيث نزح عشرات الآلاف من الأهالي نحو الشمال، في عمق أراضي المعارضة.

وأعرب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان، زيد رعد الحسين، عن قلقه إزاء مصير السكان في المحافظة السورية الشمالية الغربية في بيان صدر يوم الأربعاء.

وقال مفوض الأمم المتحدة “تصاعدت وتيرة الهجمات البرية والغارات الجوية، في إدلب، مع مواصلة تقدم القوات الحكومية، مما يعرض سلامة مئات الآلاف من المدنيين للخطر”.

وتشكل إدلب موطناً لما يقدر بنحو٢.٥ مليون نسمة، نزح الكثير منهم سابقاً من مدن وبلدات وقرى في أماكن أخرى من سوريا.

وأنشأت حكومة الإنقاذ السورية المدعومة من قبل هيئة تحرير الشام، في إدلب، لجنة للاستجابة لحالات الطوارئ والتنسيق لتقديم المساعدة للنازحين.

ووفقاً لما ذكره مصطفى قديد، مسؤول الإدارة العامة لشؤون المهجرين بوزارة الشؤون الاجتماعية التابعة لحكومة الإنقاذ، فإن “أكثر من ٣٠ ألف عائلة” شردت بسبب القتال الأخير، وتسعى حالياً للحصول على مأوى على طول الحدود التركية وفي مدن وبلدات إدلب، وقال قديد إن حكومة الإنقاذ تعمل على تجهيز شقق سكنية للنازحين.

وقالت منظمة الإغاثة الإنسانية IHH، وهي منظمة غير حكومية تركية، في صفحتها على الفيسبوك، يوم الثلاثاء، إن حوالي ١٥٠ ألف شخص فروا من إدلب وحماة إلى الحدود التركية.

من جهة أخرى، قال أحمد الأحمد المتحدث باسم الهلال الأحمر التركي، لسوريا على طول، إن الهلال الأحمر التركي يقيم مخيمات جديدة للنازحين بالقرب من الحدود التركية، إلا أنها لم تكتمل بعد ولم تستقبل أي نازح حتى الآن.

ونتيجة لذلك، فإن العديد من النازحين ينامون في العراء، في حين أن الآخرين ممن لديهم أقارب أو الذين يستطيعون دفع إيجارات مرتفعة نسبيا وجدوا مأوى لهم في المدن والبلدات.

ومحمود هو أحد النازحين الذين يعيشون في العراء، وهو عامل بناء يبلغ من العمر ٣٠ عاماً، هرب من منزله في بلدة أم الهلاهيل جنوب إدلب قبل ستة أيام، وتوجه مع زوجته ووالدة زوجته، إلى الحدود التركية هرباً من قصف النظام.

ومنذ ذلك الحين، يعيش كغيره من الآلاف في العراء، يفترشون الحصير والبطانيات تحت الأشجار لعدم وجود مأوى لهم في المخيمات القريبة.

وقال محمود لسوريا على طول، هذا الأسبوع “ما ضل شي ما خسرناه”.

 

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال