4 دقائق قراءة

قوات النظام تكسر الحصار عن نبل والزهراء

تمكنت قوات النظام من كسر الحصار، الذي دام قرابة أربع […]


4 فبراير 2016

تمكنت قوات النظام من كسر الحصار، الذي دام قرابة أربع سنوات، على نبل والزهراء، شمال غرب حلب، يوم الأربعاء. وقامت بقطع إمدادات النفط في إدلب، مما ينذر بحدوث “كارثة” إنسانية في المناطق التابعة للثوار في المحافظة.

وأفادت وسائل إعلام موالية، أن قوات النظام البرية مدعومة بغطاء جوي روسي وصلت مساء الأربعاء إلى المدن المحاصرة ذات الغالبية الشيعية.

و”قامت وحدات الجيش العاملة في ريف حلب الشمالي، بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني، بكسر الحصار عن مدينتي نبل والزهراء”، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”، يوم الاربعاء.

وجاء هذا التقدم  بعد سلسلة من التطورات التي أحرزها النظام منذ يوم الاحد الماضي، لربط قواتها شمال مدينة حلب، مع نبل والزهراء، الواقعتان على بعد نحو 20 كم شمال غرب حلب، وبالتالي، قطع الإمدادات عن جيش الفتح في إدلب، والتي تكون لقادمة من المناطق الخاضعة للثوار في  ريف حلب الشمالي.

وفي السياق، سيطرت قوات النظام على ثلاثة قرى، عند تقدمها شرقا نحو المدن المحاصرة في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي تبعد بضعة كيلومترات شرقا عن المدن المحاصرة.

وتقع هذه القرى الثلاث ضمن منطقة مرتفعة خاضعة للثوار، تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات.

وسيكون بإمكان قوات النظام إطلاق النار على أي “شيء يتحرك” من خلال هذه المنطقة التي سيطرت عليها مؤخرا، وعلى وجه الخصوص، التجار الذين ينقلون الوقود، والمواد الغذائية، ذهابا وإيابا، حسب الاتفاق بين الثوار وتنظيم الدولة.

ويمتد الطريق التجاري غير الرسمي، من أراضي تنظيم الدولة شمال شرق حلب، إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في غرب حلب وإدلب.

ويذكر أن مقاتلي جيش الفتح في ريف حلب الشمالي، توصلوا إلى اتفاق مع تنظيم الدولة، في حزيران، من أجل “إبقاء الطريق مفتوحة” للتجار، الذين يتنقلون بين المناطق التي يسيطر عليها الثوار وأراضي التنظيم، وفقا لبيان صادر عن جيش الفتح في حلب.

ويستفيد جيش الفتح من خلال الإبقاء على مصدر دائم للوقود للسوريين، الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، في حين يحصل تنظيم الدولة على المواد الغذائية.

وفي حال توقف تدفق الوقود إلى إدلب، سيتمكن النظام من تحقيق واحد من الأهداف الطويلة الأمد، في شمال سوريا، وفقا لما قاله رضا الباشا، مراسل قناة الميادين الإخبارية الموالية للنظام، والذي زود سوريا على طول بمعلومات حول استراتيجية النظام في كانون الثاني.

وقال رضا “إدلب الآن تشكل أولوية بالنسبة للجيش السوري، حيث سيعمل على فصلها وعزلها كليا، من ثم تحريرها”.

ويقول صحفيون يعيشون في مناطق إدلب وحلب، التي يسيطر عليها الثوار، أن الكهرباء و أفران الخبز، والنقل، والخدمات الأساسية الأخرى التي “تعتمد على وقود تنظيم الدولة ستتوقف”.

وتعتمد محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة ائتلاف القوات الإسلامية المعارضة، بقيادة جبهة النصرة، بشكل شبه كامل، على المولدات التي تعمل بالوقود.

ومن شأن أزمة الوقود أن تؤدي إلى “كارثة” إنسانية وعسكرية، في شمال غربي المحافظة، وفقا لما ذكره صحفيون معارضون لسوريا على طول.

وذكر موقع كلنا شركاء الإخباري، قبل الاتفاق على تبادل المازوت مقابل المنتجات الغذائية، في حزيران الماضي، عانت محافظة إدلب من نقص في الوقود، مما دفع بالسكان إلى مطالبة الفصائل الثورية بفتح طرق التجارة مع تنظيم الدولة.

وأدى تقدم النظام، يوم الأربعاء، شمال حلب إلى قطع الطرق التجارية، وهذا يعني أن الوقود الذي يصل محافظة إدلب يجب أن يمر بتركيا، عبر معبر باب الهوا، في شمال إدلب.

كما أن هناك بعض المشاكل في الاعتماد على تركيا بالنسبة لهذا الأمر.

إلى ذلك، يقول هاني الحلال، مراسل شبكة شام الإخبارية في إدلب، “لم تسمح تركيا بدخول الوقود إلى محافظة إدلب، خلال أزمة الوقود في العام الماضي”.

وأضاف “لدى سكان المحافظة عدد قليل من الخيارات، إحداها تكمن في أملهم بأن تقدم واحدة من دول الخليج الدعم للمعارضة من أجل توفير الوقود”.

ولكن إذا واصل النظام التقدم، وسيطر على معبر باب الهوى، وهي المرحلة النهائية على حد تعبير الباشا، مراسل النظام، حيث ستصبح إدلب معزولة تماما عن الحدود التركية.

بدوره، قال محمد نجم الدين، مراسل وكالة سمارت نيوز المعارضة، في ريف حلب الشمالي “سيكون لقطع الوقود أثر قاسٍ على كتائب الثوار (في إدلب) التي تحتاج إلى تشغيل عدد كبير من المركبات العسكرية”.

ومن جهته، قال مراسل شبكة أخبار إدلب، لسوريا على طول، يوم الأربعاء، “بالفعل، ارتفعت أسعار النفط في إدلب وبدأ التجار بتخزين الوقود”.

إلى ذلك, قال مصطفى قنطاري “اذا استمر النظام بفصل ريف حلب الشمالي عن بقية المناطق، التي يسيطر عليها الثوار (في إدلب)، سيكون هناك عواقب ضخمة، بما فيها قطع الكهرباء، طالما أننا نعتمد على المولدات التي تعمل بالوقود”.

وأضاف “سيستمر وصول المنتجات الغذائية من تركيا، عبر معبر باب الهوى، في الوقت الحالي، ولكن سيبيعها التجار بأسعار مرتفعة، بسبب الزيادة في تكاليف نقلها”.

واختتم قائلا “سيؤثر نقص الوقود على المدينة بشكل كارثي، كونها مكتظة بالسكان”.

 

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال