4 دقائق قراءة

قوات درع الفرات تتقدم داخل مدينة الباب في هجوم ليلي مفاجئ

تخوض قوات المعارضة السورية المدعومة من قبل تركيا معارك “شرسة” […]


9 فبراير 2017

تخوض قوات المعارضة السورية المدعومة من قبل تركيا معارك “شرسة” ضد مقاتلي تنظيم الدولة، داخل الحدود الغربية لمدينة الباب، منذ يوم الأربعاء، بعد تقدمها للسيطرة على المدينة الواقعة شمال شرق حلب.

وتعد مدينة الباب الواقعة على بعد40 كم تقريبا شمال شرق حلب و30 كم جنوب الحدود التركية، آخر معقل رئيسي لتنظيم الدولة في المحافظة.

وأطلقت أنقرة معركة درع الفرات، والتي يخوضها الجيش السوري الحر والقوات التركية البرية، لطرد عناصر تنظيم الدولة من المناطق الواقعة جنوب الحدود التركية السورية في شهر آب عام 2016 بشكل رئيسي، إضافة إلى الحد من الطموحات الكردية الإقليمية على طول الحدود التركية.

وتقدم مقاتلو الجيش السوري الحر تدعمهم القوات الخاصة التركية والمدفعية والطائرات الحربية داخل الحدود الغربية لمدينة الباب، يوم الأربعاء، بعد شن هجوم ثلاثي عند الساعة العاشرة، مساء اليوم السابق.

وقالت مصادر في المعارضة لسوريا على طول أنه عند شروق الشمس، كانت قوات درع الفرات قد تقدمت من المدخل الغربي للباب وسيطرت على المستشفى الوطني، والسكن الشبابي، والدوار الغربي وجبل عقيل الاستراتيجي المطل على المدينة.

وكانت هذه أبعد نقاط تقدمت إليها قوات الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، في مدينة الباب منذ إطلاق الحملة لاستعادة السيطرة عليها، في تشرين الثاني الماضي.

وبينما يتركز القتال حول المشارف الغربية للباب، تستمر المعارك في الوقت ذاته في مدن قباسين وبزاعة الخاضعة لسيطرة التنظيم، شرق وشمال شرق المدينة.

وقال هيثم حمو، المتحدث باسم الجبهة الشامية، إحدى فصائل الجيش الحر المشاركة في الهجوم، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن “المعارك مستمرة ولم تتوقف (…) بحكم أن التنظيم لغم المنطقة بشكل كثيف وبسبب وجود الخنادق والأنفاق بكثرة”.

إلى ذلك، أدت التحصينات المحيطة بمدينة الباب إلى صعوبة السيطرة عليها من قبل قوات درع الفرات، حيث كافحت قوات الجيش السوري الحر وبدعم تركي لاقتحام المدينة، بعد التقدم والانتصارات المبكرة والسريعة في جرابلس ودابق، العام الماضي.

وأشار حمو إلى أن “معركة الباب ليست معركة سهلة”، مضيفا أنه لأسابيع “كنا نحاول فتح ثغرة لبدء اقتحام المدينة”.

في السياق، قالت مصادر ثورية أن قوات درع الفرات خاضت معارك شرسة ضد التنظيم، بعد ظهر يوم الأربعاء، ولم تخسر أي جزء من أراضيها منذ أن حققت تقدمها المفاجئ.

من جهته، قال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم، فصيل آخر مشارك في معركة درع الفرات، أن “التنظيم يواجه تقدم قواتنا بشراسة”.

وذكرت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الأناضول، مقتل جنديين تركيين يشاركان في معركة الباب، وجرح 15 آخرين، في هجوم للتنظيم، يوم الأربعاء.

وزعمت في الوقت نفسه أنه تم القضاء على “58 إرهابيا من تنظيم الدولة” خلال الـ24 ساعة الماضية.

ووفقا لمصادر عسكرية تركية، فإن الغارات الجوية التي تشنها طائرات تركية وطائرات التحالف تدعم وتسهل معارك درع الفرات قرب الباب.

في سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان العامة التركية، يوم الأربعاء، أن طائرات أنقرة “نفذت 65 غارة جوية ودمرت 58 مبنى” في شمال سوريا، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول. وخلال الفترة ذاتها، ادعت هيئة الأركان العامة أن طائرات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة “نفذت سبع غارات جوية” في منطقة الباب.

مقاتلو درع الفرات على الجبهة في بزاعة، 2.5 كم شرق الباب. تصوير: وكالة قاسيون للأنباء.

ولم يعلق التحالف بشأن الغارات الجوية التي نفذها أثناء تقدم قوات درع الفرات باتجاه الباب. ومع ذلك، تضمنت وثائق صادرة عن التحالف، في 7 شباط، ست غارات جوية ضد مواقع تابعة للتنظيم بالقرب من الباب.

وفي مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ليلة الثلاثاء، أكد كلاهما “موافقته على العمل معا من أجل مدينتي الباب والرقة، الخاضعتان لسيطرة التنظيم”.

“مواجهات محتملة”

بينما يحارب مقاتلو درع الفرات والقوات التركية التي تدعمهم، عناصر تنظيم الدولة، داخل الحدود الغربية لمدينة الباب، تتقدم قوات النظام السوري وحلفائه شمالا باتجاه المدينة، عبر قرى يسيطر عليها التنظيم.

إلى ذلك، أطلقت قوات النظام السوري، في منتصف كانون الثاني، حملة للسيطرة على مدينة الباب بقيادة قوات النمر التابعة للجيش العربي السوري، بعد إحراز التقدم شمالا، حيث حاصرت القوات الموالية للنظام، هذا الأسبوع، تنظيم الدولة في الباب، من خلال قطع الطريق الأخير الذي يربط المدينة بعاصمة التنظيم، في الرقة، بالنيران.

وفي يوم الأربعاء، سيطرت قوات النظام على مواقع تبعد 3 كم فقط جنوب مدينة الباب.

ويشكل تقدم النظام السريع، والذي يقابله تقدم مماثل من قبل الجيش السوري الحر وحليفته تركيا، دليلا على مواجهة محتملة في المستقبل بين الطرفين في سعيهما للسيطرة على المدينة.

وقال حمو، لسوريا على طول “بالنسبة لاحتمال تصادمنا مع النظام والمعارك ضده: هذا الشيء يفرضه الواقع على الأرض”.

وفي حين يبقى الصراع بين القوات على الأرض مجرد احتمال، تظهر مؤشرات على تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا على أرض الواقع في شمال شرق حلب. ففي منتصف كانون الثاني، نفذ البلدان أول غارات جوية مشتركة ضد تنظيم الدولة في الباب.

وختم حمو كلامه قائلا إن “التنسيق بين الروس والأتراك لا يعنينا لأن هدفنا فقط الآن هو طرد التنظيم”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال