4 دقائق قراءة

قوات سورية الديمقراطية والجيش الحر المدعوم تركيا يتسابقان للسيطرة على “الباب”

تسارع السباق بين ثوار تدعمهم تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة […]


23 أكتوبر 2016

تسارع السباق بين ثوار تدعمهم تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، للسيطرة على مدينة استراتيجية، خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، شمال حلب، هذا الأسبوع، وذلك بعد أن أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدما على الأرض، مما دفع الجيش الحر، مدعوماً من قبل تركيا، إلى شن هجمات مكثفة في المنطقة.

وأطلقت تركيا ما تسميه عملية درع الفرات في شمال سوريا، أواخر شهر آب، معلنة عن هدفين للعملية: طرد تنظيم الدولة من الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا، والحد من الطموحات الإقليمية الكردية في المنطقة.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، شن الجيش الحر هجوما، تدعمه الولايات المتحدة والقوات الجوية التركية والمدفعية والقوات خاصة، حيث  طرد التنظيم من الشريط الذي تبلغ مساحته 90 كم، على طول الحدود مسيطرة بذلك على مدينة دابق ذات الرمزية الدينية.

وتكمن الخطوة التالية في عملية درع الفرات بالاستيلاء على مدينة الباب، 30 كم جنوب الحدود الجنوبية لتركيا. وتعد المدينة المحصنة، آخر معقل رئيسي للتنظيم في محافظة حلب، التي انسحب إليها المقاتلون الفارون من الخسائر في منبج وجرابلس في الأسابيع الأخيرة.

ويتنافس كل من الجيش السوري الحر، الذي يقاتل حاليا في شمال حلب، وتدعمه الضربات الجوية والمدفعية التركية، وقوات سوريا الديمقراطية، بقيادة كردية، للسيطرة على الباب. حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن نيتها ​​الاستيلاء على المدينة في وقت سابق من هذا العام.

ريف حلب الشمالي والمسافة إلى الباب، يوم الخميس. إعداد :Cizire Canton.

ويتمركز مقاتلو الجيش الحر، المدعومين من قبل تركيا على بعد 12 كم  شمال غرب الباب، في حين أن قوات سوريا الديمقراطية على بعد 19 كم غرب المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وتتكون قوات سوريا الديمقراطية، شمال محافظة حلب، أساسا من وحدات الحماية الكردية (YPG) كما تضم عدة فصائل عربية، وأبرزها جيش الثوار، الذي يقود معارك هذا الأسبوع. وتتركز قوات سوريا الديمقراطية خارج مقاطعة عفرين، وهي مجموعة معزولة من الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب حلب، على الحدود مع تركيا.

وذكر جيش الثوار وغيره من الجماعات الحليفة لقوات سوريا الديمقراطية، يوم الأربعاء، أنهم اتخذوا أولى خطواتهم باتجاه الشرق نحو الباب، من خلال السيطرة على عدد قليل من القرى والمواقع من تنظيم الدولة، شمال حلب.

وقال جيش الثوار في بيان على الإنترنت، يوم الأربعاء، أن الجيش الحر هاجم، بعد ذلك مباشرة،  المواقع التي سيطر عليها حديثا “بدعم من الطائرات الحربية التركية”.

وفي ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، استهدفت الطائرات الحربية التركية “مواقع قوات سوريا الديمقراطية الديمقراطية بـ 23 ضربة جوية، بالإضافة إلى استهداف تلك المناطق بالمدفعية الثقيلة”، حسب ماقاله محمود أبو حمزة، قائد لواء أحفاد صلاح الدين، التابع للجيش السوري الحر، لسوريا على طول.

ولواء أبو حمزة، هو واحد من الفصائل السورية المدعومة من تركيا، والتي تقاتل حاليا تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي، ضمن عملية درع الفرات.

 

القصف التركي على مناطق سيطرة الأكراد شمال غرب حلب، يوم الأربعاء. تصوير: هيئة الدفاع في عفرين.

وقال أبو حمزة لسوريا على طول، يوم الخميس، أن كتائب الجيش السوري الحر المتحالفة مع الأتراك تسعى جاهدة لوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، “لن نسمح لهم بالتقدم وهذه النقاط غير مسموح لهم التقدم فيها (…) وكان هناك اشتباكات وتبادل لإطلاق النار وقصف عنيف”.

في السياق، قال عرب أبو اسماعيل، قائد ميداني في فصيل السلطان مراد، التابع للجيش السوري الحر، لحلب اليوم، الموالي للمعارضة، الخميس، أنه لايرى “أي فرق بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة”.

وأضاف أبو اسماعيل “سنحرر أي قرية تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.

وتعود التوترات بين فصائل الجيش الحر، ومعظمها من العرب، في شمال حلب، والميليشيات الكردية وحلفائها لفترة طويلة. حيث قامت بسبب الصراع والاقتتال الداخلي، واتهامات بمصادرة الأملاك والدمار، بالإضافة إلى تشريد أعالي القرى من العرب، على يد القوات التي يقودها الأكراد، وهي اتهامات تنفيها قوات سوريا الديمقراطية.

وبالنسبة لتركيا، تشكل قوات سوريا الديمقراطية تهديدا، لأن الكتائب الكردية التي تشكل الجزء الأكبر من قواتها، تسعى لربط أراضيها على طول الحدود، شرق سوريا، مع الأراضي في شمال غرب حلب، والمعروفة باسم مقاطعة عفرين.

كما أن احتمال، اقامة منطقة واسعة يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود التركية يقلق أنقرة، لأن المجموعة الأكثر نفوذا في المنطقة، وهي وحدات الحماية الكردية (YPG)، الجناح العسكري لحزب (PYD)، على صلة بحزب العمال الكردستاني. وحزب العمال الكردستاني هو منظمة كردية إرهابية شنت حربا داخلية مع تركيا على مدى عقود.

وجاء في تغريدة على الصفحة الرسمية لعملية درع الفرات، على تويتر، يوم الخميس، أن “الضربات الجوية التركية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني” شمال غرب سوريا، “مما أسفر عن مقتل ما يقارب 200 إرهابي”.

وتشير تصريحات جيش الثوار، وهو فصيل تابع لقوات سوريا الديمقراطية، قاد مسبقا تقدم التحالف شرقا هذا الأسبوع، إلى أن المعارك لم تشمل YPG، الجناح العسكري للـPYD. ومع ذلك، قالت وسائل إعلام تركية أن الضربات، مساء الأربعاء وصباح الخميس، استهدفت “إرهابيين” أكراد في سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء التركية، الأناضول، يوم الأربعاء، أن “حزب الاتحاد الديمقراطي/ حزب العمال الكردستاني شن هجوما على حي الباب شمال سوريا” لربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وبعد ساعات، تقدمت قوات سوريا الديمقراطية، وردت تركيا والجيش السوري الحر على ذلك بالقصف والمعارك البرية. وبينما يبدو أن القتال هدأ بعد ظهر يوم الخميس، كانت هناك أنباء عن قصف بري متفرق استهدف قوات سوريا الديمقراطية.

وكتبت هيئة الدفاع في مقاطعة عفرين، على الفيسبوك، يوم الخميس أن القصف التركي، في هذا الوقت بالذات “دليل آخر على أن الدولة التركية وداعش وجهان لعملة واحدة، لذا تحاول الدولة التركية وبكل ما أوتيت من قوة عرقلة الانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية”.

ووصف القيادي في الجيش السوري الحر، أبو حمزة، السيطرة على الباب، بأنها “أمر غير قابل للتفاوض”.

وقال لسوريا على طول، يوم الخميس، “خلال الـ 48 ساعة القادمة، سوف نحرز تقدما كبيرا نحو الباب”، “ولن نسمح لقوات سوريا الديمقراطية بالتقدم إليها لأنها مناطق لنا”.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال