6 دقائق قراءة

قوات “غضب الفرات” تقترب من الرقة..والمدنيون ينتظرون “كسر سواد داعش على مدينتهم”

أحرز التحالف الذي تقوده القوات الكردية وبدعم أمريكي “تقدما بعمق […]


أحرز التحالف الذي تقوده القوات الكردية وبدعم أمريكي “تقدما بعمق 10 كم” بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة، شمال الرقة، يوم الإثنين، في اليوم الثاني من حملة لتطويق عاصمة خلافة التنظيم والسيطرة عليها.

وقالت جهان الشيخ، الناطقة الرسمية باسم حملة تحرير الرقة، لسوريا على طول، يوم الإثنين “قواتنا تتقدم من اتجاهين؛ الأول: من سلوك وتقدمت 10 كم، والجهة الثانية: من بلدة عين عيسى وتقدمت في هذه الجبهة أيضاً 10 كم”، شمال غرب وشمال شرق مدينة الرقة. وحتى مساء الاثنين، وردت أنباء عن أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على أكثر من 10 قرى ومزارع كانت تابعة لتنظيم الدولة.

وبدأت المعارك، التي يطلق عليها اسم “غضب الفرات”، مساء السبت، عندما تمركزت قوات سوريا الديمقراطية، متعددة الأعراق، على بعد 45 كم شمال مدينة الرقة، وبدأت بشن الهجوم جنوبا. وأعلن رسميا عن المعارك يوم الأحد في بيان أطلقته قوات سوريا الديمقراطية عبر شريط فيديو.

وقالت جهان الشيخ، لسوريا على طول “هدفنا عزل الرقة وإسقاطها”، مضيفة “هناك 30 ألف مقاتل ومقاتلة سينضمون إلى هذه الحملة، معظمهم من أبناء وشابات أهالي المنطقة وخاصة من أبناء مدينة الرقة،عربا وكردا وتركمانا”.

قوات سوريا الديمقراطية تعلن بدء حملة تحرير الرقة، يوم الأحد. تصوير: حملة تحرير الرقة.

وتأسست قوات سوريا الديمقراطية قبل عام واحد، وهي تحالف عسكري يضم أعراقا مختلفة وغالبيتها من وحدات الحماية الكردية ونظرائها من الإناث، وحدات حماية المرأة (YPG / YPJ). كما تضم مجموعة من العرب السنة، وآشورييين، وألوية تركمانية. وتتمركز قوات سوريا الديمقراطية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد جنوب الحدود السورية الشمالية مع تركيا.

وقال كمال عاكف، الناطق الرسمي باسم قوات هيئة الدفاع الذاتية في مقاطعة الجزيرة، لسوريا على طول، يوم الاثنين “هناك تواجد لـ250 مستشارا عسكريا أمريكيا، وهؤلاء المستشارين يقومون بالتنسيق ما بين التحالف وقوات سوريا الديمقراطية على الأرض وتقديم الدعم اللوجيستي”.

وتم تعميم صور لجنود أمريكيين، شمال مدينة الرقة، على شبكة الإنترنت، يوم الأحد.

وقال بريت ماكجورك، المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف ضد تتنظيم الدولة، للصحفيين في العاصمة الأردنية، عمان، اليوم الأحد “عندما يتعلق الأمر بالرقة، نحتاج لقوة كبيرة (…) في المقام الأول من المنطقة المحلية، والعرب المتواجدين المنطقة (…) لقد قمنا بتدريب العديد من هؤلاء المقاتلين وسوف تستمر تلك القوة بالنمو مع الانتقال للمراحل اللاحقة من الحملة”.

وضمت محافظة الرقة عبر تاريخها العرب والتركمان والسكان الأكراد، إلا أن العرب السنة هم من كان يسكنها في المقام الأول.

مقاتلة YPJ في شمال سوريا. تصوير: YPG.

وساهمت الضربات الجوية و”التنسيق رفيع المستوى” مع قادة التحالف الأمريكيين بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية على التقدم على طول محوري الهجوم، منذ السبت، وفقا لما قالته جهان الشيخ. من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، يوم الأحد، أن بلاده سوف تنفذ أيضا ضربات جوية في المنطقة.

وجاءت معارك الرقة في أعقاب أشهر من الشائعات تحسبا للهجوم. وقال عاكف، الناطق الرسمي بإسم قوات هيئة الدفاع الذاتية، أن توقيتها الحالي مرتبط بالهجوم ضد تنظيم الدولة المعادي للإسلام، والذي يقوم به في معقله العراقي، في الموصل.

وأضاف عاكف “عملية تحرير الرقة هي عملية تم النقاش عليها منذ فترة، وكان سير العمليات متعلق بموضوع الموصل، وكان التنسيق مع التحالف الدولي تزامناً مع قرب تحرير الموصل، ذلك لأن مدينة الرقة سوف تكون ملاذاً آمناً للفارين من مدينة الموصل والعكس بالعكس”.

إلى ذلك، أفاد آرين شيخموس، ناشط إعلامي كردي، متواجد مع قوات سوريا الديمقراطية في الرقة، لسوريا على طول، يوم الإثنين، أنه في الوقت الحالي يبقى القتال شمال الرقة في “المناطق النائية والصحراوية”.

إلى ذلك، نقلت أخبار وزارة الدفاع الأمريكية عن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، قوله يوم الأحد “دائما نصرح أن مرحلة العزلة سوف تستغرق شهورا”.

في السياق، قال عاكف لسوريا على طول “مدينة الرقة تعتبر معقلا رئيسيا مهما لتنظيم داعش في سوريا”، مشيرا إلى الاختصار العربي لاسم تنظيم الدولة، و”بالتالي المدينة محصنة وفيها العديد من النقاط حول المدينة التي قاموا بتمكينها، فالعملية جارية بحيث يتم إضعاف هذا الترابط الذي قام التنظيم بربطه بين المدينة والريف، ومن جهة أخرى سوف تقوم القوات العسكرية بالهجوم من جناحين، عين عيسى ومنطقة السلوك، وسوف تقوم بتنظيف المناطق تباعاً حتى الوصول إلى المدينة”.

‘لا يوجد صراع”

كانت مسألة من يشارك في معارك الرقة ومن سيسيطر على المدينة عند خروج تنظيم الدولة منها موضوع الكثير من التكهنات. ففي حين أن بداية المعارك في عطلة نهاية الأسبوع تشير إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين الإقليميين الرئيسيين، فإن تفاصيل ما الذي يعنيه هذا الاتفاق بالنسبة للرقة نفسها لا يزال أمرا غير واضح.

من جهتها أعلنت تركيا، التي تدعم حاليا هجوما آخر ضد تنظيم الدولة، في ريف حلب الشمالي، غرب الرقة، في وقت سابق أنها لن تقبل مشاركة المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

والجدير بالذكر أن تركيا تعادي قوات سوريا الديمقراطية لأن الـ YPG يشكل الجزء الأكبر من قواتها، وهو الذراع العسكري لحزب الـPYD الذي تربطه علاقات مع حزب العمال الكردستاني في تركيا، وهو منظمة إرهابية دوليا، حاربتها انقرة داخليا على مدى عقود.

سيارة لقوات سوريا الديمقراطية على بعد 35 كم شمال شرق مدينة الرقة. تصوير: قوات سوريا الديمقراطية.

وفي 27 تشرين الأول، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الثوار السوريين الذين تدعمهم بلاده في شمال سوريا كانوا “يسيرون باتجاه الباب، ثم إلى منبج والرقة”. وبعد يوم واحد، قال رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم أن “تركيا لن تشارك في عملية تحرير الرقة في حال شاركت منظمة الـ PYD / YPG الإرهابية”.

وحتى الآن، لم تشارك تركيا مباشرة في معارك قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على الرقة. وبقيت وكالة الإعلام الرسمية التركية، الأناضول، صامتة في بداية العمليات، ولكنها غردت يوم الإثنين أن “تركيا والولايات المتحدة تتفقان على خطة للسيطرة على الرقة”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وفي يوم الأحد، وهو اليوم الذي أعلن فيه رسميا عن معركة غضب الفرات، زار الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أنقرة، وتحدث مع نظيره التركي خلوصي عكار. وبعد انتهاء الاجتماع، قال دانفورد أن البلدين توصلا “لخطة طويلة الأمد للسيطرة على الرقة”، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الامريكية.

في سياق متصل، قالت جيهان الشيخ، الناطق الرسمي باسم حملة تحرير الرقة “لا يوجد أي خلاف بيننا وبين التحالف ولا اتفاق لنا مع أمريكا بشأن مشاركة تركيا على هذه النقطة”.

وبالحديث عن الإدارة المستقبلية للرقة قال عاكف، الناطق الرسمي بإسم قوات هيئة الدفاع الذاتية في مقاطعة الجزيرة أنه سيتم “تسليمها إلى إدارة مدنية، متفق عليها من قبل مكونات المحافظة، كما حدث في منبج”. و”أيا كان من يدير محافظة الرقة في نهاية المطاف، فإن أشهرا من القتال المرير والتشرد، وسقوط ضحايا من المدنيين ماثلة أمامنا”.

وقال شيخموس لسوريا على طول، يوم الاثنين “أغلب القرى التي دخلت لها بالأمس قوات سوريا الديمقراطية يمكن اعتبارها خط تماس وبالتالي لم يكن بها مدنيين، ولا معلومات لنا عن سبب النزوح إن كان قبل سيطرة داعش عليها أو بسبب تواجد قوات داعش في هذه القرى”.

وقال عاكف “هناك تحضيرات من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية في روجافا بالتنسيق مع منظمات إنسانية في هذا الشأن، حول إقامة العديد من المخيمات لاستقبال النازحين، ونتوقع أن يكون هناك نزوح كبير”.

وأشار شيخموس إلى أنهم على اتصال مع بعض النشطاء داخل الرقة، ووفقا لما قاله فإن “حوالي ثمانين بالمئة من المشاركين بحملة غضب الفرات هم من أهالي مدينة الرقة وريفها (…) المدنيون في الرقة بانتظار كسر سواد داعش على مدينتهم”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال