3 دقائق قراءة

لدي ثلاثة أطفال، اثنان منهم غرقوا في البحر

تشرين الثاني/ نوفمبر 14، 2013 فقد رفعت حمزاني رجل سوري […]


14 نوفمبر 2013

تشرين الثاني/ نوفمبر 14، 2013

فقد رفعت حمزاني رجل سوري عمره 40 عاماً، إثنين من أطفاله الثلاث عندما غرق مركبهم قرابة ساحل مالطا في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2013. يتواجد حمزاني حالياً كلاجئ بمخيم في منطقة الحلفر في مالطا.

ينحدر رفعت من قرية خان الشيخ من ضواحي دمشق.  عمل في قطاع البناء في سوريا سابقاً، قبل الهروب إلى مصر ومن ثم إلى ليبيا، حيث عمل في بيع الخبز لحين هروبه إلى مالطا.

س. أخبرنا عن رحلتك من ليبيا الى مالطا، ولماذا قررت الخروج؟

ج. كان الوضع في ليبيا سئ، فالمليشيات المسلحة تملئ البلاد. ناهيك عن الكلام والإهانات التي نتعرض عليها، حتى أطفالي بالمدرسة تعرضوا للضرب. اضطررت إلى زيارة جميع السفارات الأوروبية لتقديم طلبات لجوء ولكن جميع الطلبات قوبلت بالرفض. حتى الأمم المتحدة رفضت أيضاً، حاولت لمدة 7 أشهر لكن كل الأبواب كانت مغلقة! فكان قرارنا بالسفر  عن طريق البحر، في أول مرة، كان معنا  65 عائلة ولكن ميليشيات خفر السواحل الليبي لحقوا بنا وأطلقوا النار علينا وقاموا بإعادتنا إلى ليبيا. حينها خسرت 3000 دينار، المرة الثانية سمعنا عن شخص اسمه خالد المزوارا، كررنا المحاولة وكنا نحو الـ 300 شخص.

س. منذ متى خرجت من سوريا وإلى أين؟

ج. خرجت من سوريا في 25/10/2012 إلى مصر وبعدها إلى ليبيا.

س. كم طفل لديك؟

ج. لدي ثلاثة أطفال، اثنان منهم فقدوا في البحر، أحمد 12 سنة، ومحمد 9 سنين. الأن بقي معي أنس 15 سنة.

س. كم دفعت للخروج بالقارب من ليبيا؟

ج. طلبوا 1200$ على الشخص. كنا ثلاث أشخاص كبار، أنا وزوجتي وأنس، دفعنا 3600$، ودفعت لأطفالي الصغار أحمد ومحمد 1000$، ليكون مجموع ما دفعت 4600$.

س. ماذا حدث بعد خروجكم واقترابكم من السواحل المالطية؟

ج. بعد ساعة من خروجنا من زوارة بليبيا، لاحقتنا مليشيات ليبية، أطلقوا النار  علينا لمدة 6 ساعات، وقاموا بتكسير القارب، قمنا باستعطافهم وبأن معنا أطفال.أصيب اثنان، وكان يوجد بالقارب إمرأة حامل أنجبت طفلها في القارب، استمروا في ملاحقتنا حتى المياه الدولية حينها فقط تركونا.

ولكن ارتفع منسوب الموج والقارب مكسر من إطلاق النار فبدأ القارب بالتمايل وبدأنا نحاول موازنته، قمنا بمناشدة الصليب الأحمر ولكن لم يستجب لدعواتنا بسرعة. بعد 40 دقيقة، وقعت الواقعة وبقينا عائمين على سطح المياه، حاولت إنقاذ زوجتي وابني أنس ولم أستطع إنقاذ أحمد ومحمد، وفقدت اطفالي في البحر.

بعد مرور ساعة تقريباً ونحن في المياه، وصلت طائرة ايطالية ألقت لنا أطواق نجاة ثم جاءت سفينة مالطية نقلتنا وسفينة أخرى إيطالية قامت لأخذ الأطفال فقط. حاولنا الصعود إلى السفينة الإيطالية ولكنهم ألقوا بنا في البحر وأخذوا الأطفال فقط. وصل القارب المالطي قبل نصف ساعة تقريباً من القارب الايطالي.

س. حين وصلت لمالطا، ماذا حصل؟ كيف الاستقبال؟

ج. استقبلنا المالطيون بشكل جيد. ووضعونا في مخيم، ولكن لدينا حرية الحركة حيث يمكننا الخروج والدخول بدون قيود. أحضر الصليب الأحمر  أحذية لنا مع بعض الألبسة. كما أحضر الشعب المالطي بعضاً من ثيابهم النظيفة، كما ساندتنا الجالية السورية وقدمت لنا الطعام، أما بالنسبة للمخيم فهم فقط يقدمون لنا وجبة واحدة لا غير.

س. هل لديك أي معلومات عن أطفالك؟

ج. لا أعرف اي شي، [وهو يبكي] قالت السلطات المالطية إنها أرسلت إلى ايطاليا الأوراق وايطاليا لا تجيب، أريد الهروب من هنا، أريد أولادي، أريد العثور عليهم ولم يعد لدي صبر، أشعر بالموت يومياً. سمعت أنه ضمن الكنائس والمشافي في إيطاليا يوجد أطفال مفقودين.

 

 

شارك هذا المقال