5 دقائق قراءة

مجلس حكم انتقالي لمعالجة الوضع “الكارثي” في عفرين بعد الهجوم المدعوم من قبل تركيا

أعلن الجيش التركي سيطرته “الكاملة” على مقاطعة عفرين يوم السبت، […]


أعلن الجيش التركي سيطرته “الكاملة” على مقاطعة عفرين يوم السبت، بعد شهرين من المعارك ضد قوات وحدات الحماية الكردية.

وخلال عملية غصن الزيتون في تركيا، لم تقم فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة بإقصاء وحدات الحماية من عفرين فحسب، إنما أيضاً شريكها السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يقود الإدارة الذاتية المدنية التي حكمت المقاطعة في شمال غرب سوريا.

وفي الوقت الذي أنهت فيه القوات المدعومة من أنقرة سيطرتها على المقاطعة الأسبوع الماضي، التقى عشرات من النشطاء الأكراد السوريين وزعماء المعارضة وأعضاء المجتمع المدني في غازي عنتاب بتركيا على أمل ملء فراغ السلطة الذي خلفه حزب الاتحاد الديمقراطي.

وقد توج المؤتمر، الذي نظمته رابطة المستقلين الكرد السوريين، المعارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ومقرها تركيا، بتعيين مجلس يتولى الإشراف على قطاعات كالمساعدات والتعليم والإعلام في مقاطعة عفرين.

ويعد المجلس المعين حديثاً، بمثابة مجلس انتقالي يهدف إلى إدارة شؤون المقاطعة “إلى أن تهدأ الأمور ويعود المدنيون إلى منازلهم”، بحسب ما يقوله آزاد عثمان، الذي تم تعينه في لجنة العلاقات العامة للهيئة الأسبوع الماضي.

وعثمان، هو واحد من أعضاء المجلس المؤلف من ثلاثين شخصاً، ومن المقرر أن يتولى المجلس قيادة المقاطعة التي تتعافى ببطء من الهجمات البرية والغارات الجوية ونيران المدفعية التي استمرت لأسابيع.

أحد سكان مدينة عفرين يجلس وسط الأنقاض، يوم الاثنين. الصورة من مركز عفرين الإعلامي.

وقال عثمان، المقيم في اسطنبول، حيث يتابع تدريبه لتولي منصبه الجديد، لمراسل سوريا على طول محمد عبد الستار ابراهيم” عفرين منطقة منكوبة”.

ولايزال أكثر من ١٠٠ ألف شخص من مدينة عفرين، عاصمة المقاطعة، نازحين إلى مناطق اخرى، كما ألحق القصف أضراراً بالعشرات من المدارس في جميع أنحاء المنطقة في حين يعاني سكان مدينة عفرين من “نقص حاد في المياه” بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

وقام المرصد السوري لحقوق الإنسانووكالة الأمم المتحدة بتوثيق حالات النهب والسرقة من قبل مقاتلي الجيش السوري الحر، بعد أيام من سيطرتهم على مدينة عفرين، ويُذكر أن اقتتالاً داخلياً اندلع  يوم الأحد بين فصيلين مدعومين من قبل تركيا داخل المدينة.

وقال أحد سكان مدينة عفرين لسوريا على طول هذا الأسبوع أنه يخشى أن يغادر منزله “بسبب انتشار السلاح وانفجار الألغام”

أضاف عثمان ” نحن أمام مهمة صعبة”.

ما هو مجلس عفرين الذي تشكل في غازي عنتاب الأسبوع الماضي وما مهامه؟

عقدنا مؤتمر في غازي عنتاب من أجل إنقاذ عفرين، وكما تعلمون عفرين منكوبة من جميع النواحي، فهي بحاجة إلى مساعدة ونحن أبناء عفرين أردنا أن نتصدر المشهد من خلال مبادرة لإنقاذ ومساعدة عفرين لتصل إلى بر الأمان.

خرجنا بعدة توصيات، وقمنا بإعداد ورقتين ويتم الآن تنقيحها، وستكون مشروع المجلس وستُقدم للحكومة التركية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية وستكون إنقاذية لعفرين.

كما تم انتخاب مجلس من 30 شخصاً هذا المجلس سيتابع وينسق من الآن إلى أن يعم الهدوء ويعود السكان إلى منازلها، وسندخل إلى عفرين لإنشاء مجالس محلية هناك، سيكون هناك مجالس للنواحي ومجلس المدينة الكبير وسنكون شركاء ودورنا انتقالي فقط.

ما هو تصورك أنت والمشاركين بالاجتماع بما يتعلق بنظام الحكم المستقبلي في عفرين؟

المجلس سيكون مؤقت، وهذا المجلس قدم مبادرة ورؤيا وأغلب عملنا سيكون خدمياً، ولكننا نطمح إلى شكل من أشكال حكم ديمقراطي ويكون نموذجياً جيداً في المنطقة.

لدينا ملاحظات على المجالس الأخرى ونتمنى وسنسعى أن يكون مجلسنا إلى حد ما ديمقراطية وتمثل أغلبية الناس حسب الكفاءة والنزاهة.

المحلات التي تعرضت للسرقة في مدينة عفرين، 22 آذار. الصورة من مركز عفرين الإعلامي.

كيف سيختلف نظام الحكم هذا عن الحكومة السابقة في عفرين؟

رؤيتنا تختلف عن رؤية الإدارة الذاتية، الإدارة السابقة مارست الاستبداد في المنطقة وتم إقصاء الجميع وكانت بلون ونكهة واحدة هي سيطرة الPYD، وأنتم تعلمون أن سجونهم كانت ممتلئة بالمناضلين الشرفاء الذين كانوا معارضين لسياساتهم وكان هناك اعتقالات على اختلاف الرأي.

أما نحن لن نقصي أحداً ونريد من جميع أبناء عفرين المشاركة في هذه المجالس.

هل يمكن أن تتحدث عن دور تركيا المحتمل في هذه المجالس التي تنظم عفرين؟

نحن نتمنى أن يقوم الأخوة الأتراك بدعم مجلسنا لإعمار عفرين ونقيم مجالسها الديمقراطية، وبصراحة إذا لم تقف تركيا معنا فلن نستطيع أن نفعل شيئاً لأننا لا نملك الإمكانيات، نحن في هذه المرحلة الانتقالية سنكون وسطاء لخدمة عفرين إلى تصل إلى بر الأمان وتنتخب مجالسها.

وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام حول نتائج الاجتماع في غازي عنتاب، فإن الجيش السوري الحر والقوات المسلحة التركية سيحميان حدود عفرين، بينما سيكون حفظ الأمن الداخلي من مسؤولية مجالس الحكم المحلية. ما هي خطة توفير الأمن والاستقرار داخل عفرين، بالنظر إلى الأنباء المتداولة عن النهب والسرقة في المدينة بعد انتصار عملية غصن الزيتون؟

وضعنا رؤيا بأن تكون عفرين مستقبلاً خالية من السلاح في المناطق الآهلة بالسكان وسنعتمد على شرطة محلية لضبط الأمن، وسنطالب بخروج كافة المظاهر المسلحة إلى خارج الأماكن المؤهلة بالسكان، وحتماً ستكون مهام الدفاع وحماية الحدود من مهام الجيش التركي وفصائل هي تختارها نحن لا علاقة لنا بالموضوع.

وطبعاً نحن تواصلنا مع الأخوة الأتراك لضبط هذه الفصائل التي نهبت وسرقت، وفعلاً تم تشكيل شرطة عسكرية وقامت بدورها وضبط مجموعة كبيرة من اللصوص ومازال الموضوع جاري.

تعرضت العديد من المؤسسات المدنية لأضرار خلال معركة مدينة عفرين. في حالة معينة، أحرق مكتب السجل المدني. هل يمكن أن تتحدث عن خطة عمل حكومة عفرين الجديدة بشأن الوثائق المدنية، خاصة فيما يتعلق بفقدان هذه السجلات؟

نعم تم الاعتداء على الأملاك العامة والمؤسسات الرسمية، سنتواصل مع الإخوة المختصين بهذا الجانب، حول كيفية الحصول على السجلات المدنية.

نحن أمام مهام صعبة ولم نكن جاهزين لها بصراحة، لكننا نتعهد في الأيام خلال الأيام القليلة القادمة أن نتلافى هذه المعوقات بشكل سريع، وحتماً هناك طرق، والأخوة في منظمة المحامين الأحرار كانوا قد وثقوا السجلات والكثير من القضايا وسنتواصل معهم أيضاً.

نستطيع أن نقول عفرين منكوبة، وتعرضت إلى دمار جزئي وخاصة عمليات التفخيخ، لم تجري حرب داخل مدينة عفرين، ولكن بسبب الألغام التي زرعت أدت إلى الكثير من الأضرار، وعمليات النهب وحرق المقار والمشافي والممتلكات العامة في فترة الفوضى كان لها تأثير سلبي جداً.

شارك هذا المقال