4 دقائق قراءة

مدير دار أيتام: مهما فعلنا لن نستطيع تعويض الأب أو الأم

ذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقرير لها في حزيران، […]


19 يوليو 2016

ذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقرير لها في حزيران، أن مالا يقل عن 37 الف طفل يعيشون دون أباؤهم وقرابة 6 آلاف طفل فقد والدته، بغض النظر عن الاسباب ادت الى وفاة الوالدين، وذلك حسب مدير دار الأيتام، في مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

ومن الممكن أن يكون الأطفال مازال لديهم كفيل من أقاربهم مثل عم أو جد لكنهم لا يستطعون تأمين مصاريفهم، بحسب ما قاله عبد القادر عبد القادر مدير ومؤسس جمعية كهاتين، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني.

وتحصل جمعية كهاتين على تمويلها من منظمة “رسيكو فاوند” الامريكية، ومنظمة كندا لايف ومجموعة من الأطباء السوريين المقيمين في الولايات المتحدة، حيث تقوم الجمعية بنقل الأيتام فاقدي الوالدين إلى مركزها الرئيسي في مدينة الريحانية بتركيا، والتي تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود السورية. ويتم هناك توفير كل ما يتعلق بالتعليم والأكل والشرب والصحة والرعاية النفسية، للأيتام.

وبالرغم من وجود مركزها الرئيسي في تركيا، إلا أن كهاتين تغطي المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في كل من ادلب، الغوطتين، حمص، حماة وحلب، حيث تقدم الجمعية المواد الغذائية والكفالات المادية والكفلات الدراسية إلى 3 آلاف طفل.

ومنذ عام 2011، وثقت الجمعية حالات 35 ألف طفل ممن فقدوا أمهاتهم أو آبائهم أو كلاهما، بحسب عبد القادر الذي أضاف “مهما فعلنا لن نعوض الطفل عن أمه أو أباه، ولكن نحاول أن نفعل ما نستطيع لملء هذا الفراغ”.

أين يقع مركزكم؟

مركزنا الرئيسي في الريحانية بتركيا وهو مركز ايواء للأيتام، أما في الداخل السوري يوجد لدينا مكاتب تابعة لمركز الايواء الرئيسي وهذه المكاتب موزعة على مختلف المناطق المحررة مثل أدلب، الغوطتين، حمص، تلبيسة، الرستن والوعر وجبل التركمان سابقا.

افطار جماعي للأيتام في شهر رمضان. حقوق نشر الصورة لجمعية كافل اليتيم كهاتين.

ماعدد الأيتام المسجلين لديكم؟ وكيف يتم تسجيلهم؟

حاليا موثق عندنا 35000 طفل. نقدم كفالات شهرية حاليا لثلاثة آلاف طفل. قدر الكفالة 50 دولارا أميركيا شهريا.

وبالنسبة للتسجيل تقوم الجمعية بعمل احصائية للأيتام في المناطق المختلفة، وأيضا لدينا مكتب توثيق بادلب، نستقبل أي حالة لتسجيلها ونحتاج أوراق لاثبات نسب الطفل وبعدها يتم تسجيله.

ما الخدمات التي يقدمها المركز الرئيسي في تركيا للأطفال؟

مركزنا الرئيسي هو مركز ايواء لذلك هو يؤمن المسكن لأبناء الشهداء والايتام الذين فقدوا آبائهم، بالاضافة إلى الأيتام فاقدي الأب والأم وكل ما يتعلق بالتعليم والأكل والشرب والصحة والرعاية النفسية، بالاضافة إلى معهد للغات وصالة ترفيهية للالعاب وصالة للانترنت.

المركز يحوي بيت ايواء للايتام مع أمهاتهم إن وجدوا، بشرط أن يكون الذكر تحت سن العشر سنوات، وعندما يبلغ العشر سنوات ومافوق يتم استئجار بيت له مع أمه في الريحانية.

ونحن نؤمن جميع احتياحات الأطفال أي كل ما يتعلق بالتعليم والأكل والشرب والصحة والرعاية النفسية، بالاضافة إلى معهد للغات وصالة ترفيهية للالعاب وصالة للانترنت.

ونحن كفريق كهاتين نقوي العلاقة بيننا وبين الأم لنجعل ثقتها وأملها في الحياة مستجدة دائما، لأنها مدرسة وهي التي تعمل على تقديم أولادها لإعمار سورية مستقبلا.

وبالنسبة للاطفال الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم معا، فنحن أقمنا لهم دور رعاية خاصة فيها مشرفات متخصصات، وكذلك دعم نفسي للاطفال أو ندعم الجدة أو الجد أو العم ممن تكفل برعاية الأطفال لنخفف عنه عبئ الحياة ويكون حافظا له بالرعاية.

ونحن مهما فعلنا لن نعوض الطفل عن أمه أو أباه، ولكن نحاول أن نفعل ما نستطيع لملء هذا الفراغ

كيف يتم نقل الأطفال إلى مركزكم في تركيا؟

معظم الأطفال في المناطق المحررة ليس لديهم دفتر نفوس، في هذه الحالات نقوم بضبط في الهيئة الشرعية بمحكمة باب الهوى وتصدق المحكمة على أننا استلامنا الطفل، ونريد نقله لحضانة جمعية كهاتين، وكون الجمعية مرخصة من قبل تركيا، تعترف وتسمح بدخول الطفل بمجرد تقديم كتاب من قبلنا.

وقبل استلام أي طفل مجهول الهوية نتعهد في حال وجود أحد أقاربه بارجاع الطفل، وأيضا في حال تغير عنوان السكن نعلم الهيئة الشرعية بذلك ونزودها بكتاب عليه شهود أربعة مع القاضي الشرعي.

ماذا عن التعليم، هل لهم مدارس ومناهج خاصة؟

الأيتام الذين يقطنون مع أحد اقاربهم يذهبون إلى المدارس الموجودة في الأماكن المحررة، أي الخاضعة لسيطرة المعارضة بشكل طبيعي كما جميع الأطفال.

أما من هم في مركز الرعاية فنرسلهم إلى المدارس الموجودة في تركيا ويمارسون حياتهم مع الأطفال بشكل طبيعي.

من أين تتلقون الدعم؟

للأسف لايوجد أي دولة عربية تدعمنا، يأتينا الدعم من منظمة رسيكو فاوند الامريكية وأطباء من إدلب يقيمون في اميركا، ومن منظمة كندا لايف، ومن منظمة الأمة الخيرية في بريطانيا، ومن مشاريع كهاتين الانتاجية.

حدثنا عن أكثر قصة لطفل يتيم تأثرت بها؟

لدينا في المركز بادلب طفلين توأم، وجدناهما عند باب المسجد ملفوفين ببطانية جديدة، عمرهما ستة أشهر، فتاة وصبي، هاذان الطفلان ربما لديهم أب أو أم على قيد الحياة، ولكن لا يستطيعون اطعامهم، وهما الان في مركز الرعاية في تركيا، وقصتهم المجهولة تحزنني جدا.

واحدى القصص التي حصلت معنا، أنه وقع برميل على بيت الشهيد بلال عاصي، والذي عنده ثلاثة أولاد وزوجة، ومن حركة الاسعاف العشوائية تم اسعاف الأطفال الثلاثة الينا واسعاف الأم إلى لبنان.

بقي الأطفال عندنا تحت الرعاية، ومن خلال نشاطتنا التي نقوم بها للاطفال ونشر صورهم على صفحة كهاتين تعرفت الأم على أطفالها، بعد سبعة أشهر. اعتقدنا أن أمهم توفيت بالقصف، وكذلك الأم اعتقدت أن أطفالها ماتو تحت الانقاض.

وبعد التعرف عليهم اتصلوا بنا، وتأكدنا من أنها أمهم وهم أطفالها، تم جلب الأم إلى تركيا لتبقى معهم في مركز الإيواء.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال