3 دقائق قراءة

مركبات للجيش التركي تدخل إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري.. وأنقرة تتوعد بمنع إقامة ممر إرهابي على طول الحدود

قال مسؤولون في المعارضة السورية، لسوريا على طول، أن شخصيات […]


قال مسؤولون في المعارضة السورية، لسوريا على طول، أن شخصيات في الجيش التركي دخلوا شمال غرب سوريا، واجتمعوا بعناصر تحالف إسلامي متشدد، يوم الأحد، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس التركي بدء عملية عسكرية “مهمة” هناك.

وفى صبيحة يوم الأحد، دخلت “قافلة عسكرية تركية” مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب محافظة حلب، واجتمعت شخصيات تركية بعناصر من هيئة تحرير الشام، بحسب ما قاله مسؤول في الهيئة لسوريا على طول.

وتحدث المسؤول مع سوريا على طول شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات تتعلق بالاجتماع الذي عقد في مدينة دارة عزة، معقل الهيئة في حلب، والتي تبعد حوالي ١٥ كيلومتراً عن الحدود التركية.

وأكد قيادي في المعارضة، ومتحدث باسم الدفاع المدني، بالإضافة إلى ناشط إعلامي في دارة عزة، ممن شاهدوا القافلة، لسوريا على طول أن المركبات العسكرية التركية دخلت مدينة حلب، يوم الأحد.

“وجرت المفاوضات” بين الطرفين في اجتماع يوم الأحد صباحاً، بحسب ما أوضح مسؤول الهيئة الذي رفض الإسهاب أكثر عن فحوى الاجتماع.

وتقع دارة عزة في ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، شرقي محافظة إدلب مباشرة.

وتأتي هذه المحادثات بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء “عملية عسكرية مهمة” في محافظة إدلب يقوم بها الثوار السوريين، الذين تدعمهم أنقرة، وأن القوات التركية ستشارك في العملية أيضاً.

وأضاف أردوغان، في مؤتمر عقد في مدينة أفيون قرهيسار التركية، يوم السبت، أن هذه العملية تهدف إلى منع إقامة “ممر إرهابي” على طول الحدود الشمالية الغربية السورية مع تركيا.

الثوار السوريون الموالون لأنقرة يعبرون من شمالي حلب إلى إدلب في 6 تشرين الأول. حقوق نشر الصورة Nazeer al-Khatib/AFP.لـ

يذكر أن إدلب هي أكبر المحافظات السورية التي ما تزال تحت سيطرة الثوار، وتضم نحو مليوني نسمة، ونزح عدد كبير منهم إليها من أماكن مختلفة من سوريا، وتسيطر هيئة تحرير الشام- التي تقودها جبهة فتح الشام فرع القاعدة سابقاً- على معظم أحياء المحافظة.

ونص اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا في أستانة، بكازاخستان على جعل محافظة إدلب بالإضافة إلى أجزاء من محافظات حلب المجاورة وحماة واللاذقية، “منطقة وقف التصعيد” الرابعة والأخيرة في سوريا، التي ستدخل قيد التنفيذ منذ إعلان هذه الدول الثلاثة الخطة في أيار الماضي.

وبموجب اتفاق استانة المبرم فى أيلول الماضى، ستقام “نقاط التفتيش ومراكز المراقبة” التى تديرها القوات التركية والروسية والإيرانية على طول حدود محافظة إدلب التى يسيطر عليها الثوار لمنع المزيد من المعارك، وفقاً لما جاء فى بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية.

ولم يشمل اتفاق وقف التصعيد هيئة تحرير الشام، التي لطالما كانت تعارض محادثات أستانة، ورداً على ذلك، شنت الهيئة معركة تهاجم فيها قوات النظام في ريف حماة الشمالي من أجل”نسف وإحباط المفاوضات التي جرت في مؤتمر أستانة”،وفق ما قال مصدر من هيئة تحرير الشام لسوريا على طول آنذاك.

ويبدو أن التدخل التركي لدعم مناطق وقف التصعيد من شأنه أن يثير النزاع مع هيئة تحرير الشام، وبهذا الصدد، تم عقد اجتماع يوم الأحد بين الطرفين في محافظة حلب، في الوقت الذي أفادت به التقارير باحتشاد العناصر المدعومين من أنقرة والآليات العسكرية على الحدود بين تركيا والأراضي التي يسيطر عليها الثوار في محافظتي حلب وإدلب.

وحتى مابعد ظهيرة يوم الأحد في التوقيت المحلي، لم تدخل القوات البرية التركية أراضي إدلب السورية، بحسب ما قال محمود فيصل ناشط إعلامي من دارة عزة.

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي عقده في افيونكاراهيزار، السبت، أن هدف أنقرة هو “منع النزاع” في محافظة إدلب التي تحد تركيا جنوباً إلى الغرب من محافظة حلب المجاورةـ، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في اليوم ذاته أن القوات التركية “ستضمن الأمن في إدلب وستتعاون مع روسيا”.

ولم يعلق مسؤولو الحكومة الروسية على العملية العسكرية المدعومة من تركيا فى إدلب.

ومن شأن زيادة الوجود التركي في إدلب وحلب أيضاً العمل على منع ما وصفه أردوغان يوم الأحد،  بـ”إقامة دولة إرهابية جديدة على حدودنا”، أي إجهاض توسع القوات الكردية التي تسيطر على امتداد الحدود السورية مع تركيا في شمال غربي محافظة حلب البالغ طوله 115 كيلو مترًا، وتأتي هذه العملية بعد أكثر من عام على إطلاق حملة درع الفرات التي تساندها تركيا في آب 2016 والتي تهدف إلى طرد تنظيم الدولة من الأراضي الواقعة جنوب الحدود التركية.

وتهدف تلك المعركة، التي خاضها الجيش السوري الحر والقوات البرية التركية، أيضاً إلى الحد من المطامع الإقليمية الكردية في نفس المنطقة.

 

شارك هذا المقال