4 دقائق قراءة

مظاهرات في شمال غرب سوريا  والفصيل الجديد يسعى لطرد هيئة تحرير الشام

بدأ الخلل الكبير في توازن القوى العسكرية والسيطرة على الأراضي […]


بدأ الخلل الكبير في توازن القوى العسكرية والسيطرة على الأراضي يظهر حالياً في الشمال الغربي في سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة، حيث قام الفصيل الذي تم تشكيله حديثاً بمداهمة أكبر معاقل المعارضة المتبقية في المدينة.

وخلال الأسبوع الماضي قامت جبهة تحرير سوريا، التي شُكلت حديثاً من اندماج أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي، بالاستيلاء على عشرات المدن والبلدات والقرى والمواقع العسكرية في إدلب وغرب حلب من التحالف الإسلامي المتشدد هيئة تحرير الشام.

واندلعت المعارك بين الفصيلين في 18 شباط بعد أن أعلنت جبهة تحرير سوريا تشكيلها، وكان كلاً من أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي اشتبكا في وقت سابق مع هيئة تحرير الشام في سلسلة من الصراعات الداخلية التي عصفت بشمال غرب البلاد الواقع تحت سيطرة المعارضة منذ أكثر من عام.

ومنذ يوم الأربعاء، سيطرت جبهة تحرير سوريا على ما يقارب ثلث المنطقة الشمالية الغربية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، حيث شهد الفصيل الجديد أياماً من التقدم السريع، وتمكن من السيطرة على معظم غرب محافظة حلب ومناطق واسعة من ريف إدلب، بما في ذلك العديد من المدن الكبيرة، وفقاً لوسائل إعلام المعارضة ولبيانات رسمية نشرت من قبل المتحدثين باسم المعارضة.

وقال عماد مجاهد، رئيس المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام ، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن الهيئة ” انسحبت من عشرات البلدات في ريف حلب الغربي حقناً للدماء ولتحييد المدن”.

ويتمركز مقاتلو جبهة تحرير سوريا الآن على بعد 15 كيلومتراً من أهم النقاط التابعة لهيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وهما مدينة إدلب، عاصمة المقاطعة، ونقطة باب الهوى الحدودية، المعبر التجاري الوحيد من تركيا إلى محافظة إدلب.

مظاهرة في جنوب إدلب ضد النظام السوري و هيئة تحرير الشام في 26  شباط. تصوير مراسل جبهة تحرير سوريا.

ولم يتحرك مقاتلو جبهة تحرير سوريا حتى الآن للسيطرة على معبر باب الهوى، ومع وقت النشر بدا أن مقاتلي هيئة تحرير الشام يشنون هجوماً مضاداً في شمال إدلب وغرب حلب.

وكانت هيئة تحرير الشام، التحالف المتهم بالتشدد، الذي تقوده جبهة فتح الشام جبهة النصرة سابقاً، سيطرت في صيف 2017 على معظم محافظة إدلب بالإضافة إلى المناطق المجاورة التابعة للمعارضة في محافظتي حلب وحماة من الفصائل المنافسة لها بما فيهم أحرار الشام.

وفي ذلك الوقت، لم تقتصر هيئة تحرير الشام على تعزيز سيطرتها العسكرية على مدينة إدلب وغرب مدينة حلب فحسب بل شددت أيضاً قبضتها على الشؤون الإدارية والمدنية في شمال غرب سوريا التابع للمعارضة.

كما سيطرت هيئة تحرير الشام على مقر مجلس مدينة إدلب ومنعت التدخين في المدينة في شهر آب، وذلك بعد أن سيطرت على المدينة من منافسها أحرار الشام، وفقا لما ذكرته سوريا على طول في وقت سابق.

وفي الوقت نفسه، كانت حكومة الإنقاذ السورية، التي شُكلت في تشرين الثاني 2017، والمدعومة من قبل هيئة تحرير الشام، تحركت لاحتكار الحكم المحلي من الحكومة السورية المؤقتة التي تتخذ من تركيا مقراً لها في إدلب، مؤكدةً سيطرتها على الخدمات التعليمية والشؤون المدنية.

واليوم، بينما تقوم جبهة تحرير سوريا بطرد هيئة تحرير الشام من القرى والبلدات، تؤكد أن مقاتليها لا يقومون بتوسيع مناطق سيطرتهم في شمال غرب سوريا فحسب، بل يدعمون أيضاً ما تدعي أنه “انتفاضة شعبية”.

وقال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لجبهة تحرير سوريا، لسوريا على طول أن “ما يحدث الآن ليس حرب فصائل هي حرب بين الشعب والنصرة “.

وخلال الأسبوع الماضي تم الإبلاغ عن المظاهرات المدنية وكذلك حالات السكان والمقاتلين المحليين الذين شنوا هجمات على نقاط تفتيش هيئة تحرير سوريا لطردهم من عدة مدن في إدلب.

عضو هيئة تحرير الشام مع السكان غرب حلب يوم الإثنين. تصوير وكالة إباء للإعلام.

وقال محمد عبد الحميد، أحد أهالي معرة النعمان لسوريا على طول، يوم الثلاثاء إن المدنيين في جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، “أحرقوا حواجز للهيئة في جبل الزاوية”.

إلى ذلك، سيطرت جبهة تحرير سوريا على معرة النعمان، التي يقطنها حوالي ٨٠ ألف نسمة، في ٢٢ شباط، بحسب ما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت، وخرج سكان جنوب إدلب بمظاهرات ضد الهيئة والفصيل الرئيسي فيها، جبهة فتح الشام، بين عامي ٢٠١٦ و٢٠١٧.

ونشرت وكالة سمارت نيوز تسجيل فيديو، يوم الاثنين، يظهر العشرات من سكان مدينة كفر نبل في جبل الزاوية وهم يحرقون حاجزا تابعا للهيئة، بينما يلوحون بعلم الثورة السورية.

وقال عبد الحميد أنه وأهالي المنطقة يعبرون عن “استيائهم” من هيئة تحرير الشام.

وصرح مجاهد، الناطق باسم الهيئة، لسوريا على طول، يوم الأربعاء أن الهيئة “على تواصل مع وجهاء القرى والمدن ونتوصل معهم لحلول تساعدهم في عدم إلحاق الأذى بالأهالي”.

وفي دارة عزة، واحدة من أكبر المدن في ريف حلب الغربي، والتي استولى عليها مقاتلو جبهة تحرير سوريا من الهيئة يوم الاثنين، حمل “العديد من الشبان سلاحهم لطرد الهيئة ” وفقا لما قاله جعفر، عضو سابق في منظمة مجتمع مدني محلية، لسوريا على طول.

وطلب جعفر عدم الكشف عن هويته خوفا مما وصفه بـ”خلايا الهيئة” الموجودة في دارة عزة.

وقال عبد الحميد، أحد أهالي معرة النعمان “إن جبهة تحرير سوريا تستغل غليان الشارع من الهيئة وسياساتها وتحرك مظاهرات ضد الهيئة “.

 

ساهمت آلاء صفوان في إعداد هذا التقرير.

شارك هذا المقال