4 دقائق قراءة

مقتل عشرات المدنيين في أعنف قصف دموي من الغارات الجوية السورية والروسية على درعا

أسفرت الغارات الجوية الروسية والسورية على الأراضي الواقعة تحت سيطرة […]


29 يونيو 2018

أسفرت الغارات الجوية الروسية والسورية على الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة في جنوب غرب سوريا عن مقتل عشرات المدنيين في ال36 ساعة الماضية، فيما يعتبر بأعنف قصف دموي شهدته المنطقة منذ بدء الحملة التي قادتها دمشق ضد المعارضة هناك، وفقأ لما وصفته مصادر محلية لسوريا على طول.

وشهد اليومان الأخيران “أعنف” الضربات الجوية منذ أن شنت الحكومة السورية وحلفاؤها حملة جوية وبرية كبرى على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة في 15 حزيران، حسبما أكده أبو حسين شرف، مدير مكتب توثيق تجمع أحرار حوران، لسوريا على طول بعد ظهر يوم الخميس.

وأضاف شرف “إن وتيرة الضربات الجوية والبراميل المتفجرة ازدادت منذ صباح الأربعاء، وعدد القتلى والجرحى أيضاً”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الجوية الروسية قتلت 17 مدنياً وأصابت عدة أشخاص آخرين في بلدة المسيفرة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شرق مدينة درعا، صباح يوم الخميس.

وتظهر الصور، التي نشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الإجتماعي التابعة للمعارضة بعد ظهر يوم الخميس، ضحايا الغارات الجوية على المسيفرة، كما تبين جثث العديد من الأطفال بلا حراك وملطخة بالدماء في الجزء الخلفي من السيارة.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية عن عمليات القصف على بلدات وقرى عبر ريف درعا الشرقي والغربي طوال يوم الأربعاء.

ولم ينشر مركز الدفاع المدني في درعا، الذي يستجيب لنداءات الاستغاثة ويسجل عدد الضربات الجوية والقصف المدفعي في المحافظة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، إحصائيات محدثة عن عدد الضحايا بحلول وقت النشر يوم الخميس، لكن إحصاءات الدفاع المدني الرسمية قبل يوماً واحداً ذكرت أن 25 مدنياً قتلوا يوم الأربعاء.

وتمكن موقع سوريا على طول من التواصل مع المتحدث باسم الدفاع المدني في درعا صباح يوم الخميس، لكنه لم يكن متاحاً للتعليق على الفور.

وقال أفراد من تجمع أحرار حوران لسوريا على طول أن المئات من الغارات الجوية ضربت جنوب غرب سوريا خلال الـ 36 ساعة الماضية، مما أسفر عن مقتل 66 شخصاً، ولم تتمكن سوريا على طول من التأكد من عدد القتلى بشكل مستقل.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة أن ما يقارب 45 ألف شخصاً من سكان درعا، البالغ اجمالي عددهم  750 ألف نسمة، نزحوا بسبب الغارات الجوية والقتال البري منذ منتصف حزيران، في حين يقدر المسؤولون المحليون في المعارضة أن ما يصل إلى 120 ألف شخصاً من السكان قد فروا من منازلهم، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول.

ارتفاع الدخان في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة درعا يوم الأربعاء. تصوير محمد أبازيد.

وإلى جانب القصف المكثف، شنت القوات البرية الموالية  للأسد هجوماً على خطوط جبهة المعارضة، يوم الخميس، فيما وصفته القيادة العسكرية للمعارضة بمحاولة تقسيم وغزو الجنوب الغربي.

وقال أحد قادة المعارضة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول صباح يوم الخميس أن “النظام يواصل استراتيجيته في صنع فجوات بين جبهات قوات المعارضة، فهم يحاولون تقسيم الريف الشرقي”.

وسيطر الجيش العربي السوري والميليشيات المدعومة من إيران المتحالفة معه على مدينة الحراك، الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شمال شرق محافظة درعا، بعد ظهر يوم الخميس، وفقاً لما أكده قائدان عسكريان معارضان طلبا عدم ذكر اسميهما لأنهم غير مخولين بالحديث إلى الصحافة.

والحراك هي آخر مدينة سيطرت عليها القوات البرية الموالية لدمشق من المعارضة منذ بداية هجومها على مواقعهم في ريف درعا الشرقي هذا الشهر.

وسيطرت قوات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة معه يوم الثلاثاء على مدينة بصر الحرير، الواقعة على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحراك، مما أجبر مقاتلي المعارضة على الإنسحاب جنوباً باتجاه الحدود السورية الأردنية كما حاصرت بعضا منهم في منطقة اللجاة، وفقاً لما أوردته سوريا على طول في ذلك الوقت.

وفي ريف درعا الشرقي، اشتبك مقاتلوا المعارضة والقوات التي تقودها دمشق بالقرب من مدينة الشيخ مسكين الخاضعة لسيطرة الحكومة، على بعد حوالي 20 كيلومتراً شمال غرب مدينة درعا، بعد ظهر الخميس، وفقاً للقيادة الجنوبية الموحدة للمعارضة التي شكلت مؤخراً.

وتعد الحملة الحكومية الحالية أكبر هجوم على جنوب غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة منذ بدء سريان اتفاقية خفض التصعيد التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا والأردن في تموز 2017.

ويوم الثلاثاء، جاء في بيان نشر على حساب فيسبوك تابع لقاعدة حميميم الجوية الروسية، الواقعة في محافظة اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة السورية، أن اتفاق خفض التصعيد قد انتهى.

ومن جهتها، وكالة الإعلام الروسية الرسمية “تاس” نفت انسحاب موسكو من اتفاقية خفض التصعيد يوم الخميس، وأكدت أن قاعدة حميميم الجوية لا تملك أي حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال