ناشطة من دمشق: المشاركة بالإنتخابات تعطي شرعية للنظام

5 آذار، 2014

رفض القائد المعارض المعروف، معاذ الخطيب يوم الثلاثاء، دعوة ناشطين لترشيحه في الانتخابات ضد بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر حزيران المقبل. “أعلن رفضي المشاركة في أية انتخابات مزورة، فالمشاركة في التزوير هو عين العون على الظلم والباطل والفساد،” كتب معاذ الخطيب في صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك.

ملاحظة الخطيب جاءت بعد انتشار صفحة نقاش بين دوائر المعارضة بعد حملة الترشيح على موقع الفيسبوك التي تطالب بترشيح الخطيب في الحملة الرئاسية القادمة. الصفحة تحت أسم “معاً لترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسورية ضد الأسد،” جمعت ما يقارب الـ 70 ألف “إعجاب” خلال 24 ساعة من إنشائها. ولكن أيضاً أثارت غضب الآخرين الذين يشعرون أن أي ترشيح سيضفي الشرعية على عملية الانتخابات، وسينظر له مؤيدي النظام على أنه مهرجان ليس أكثر.

في ديسمبر الماضي، أكد نائب رئيس الوزراء السوري فيصل المقداد أن الأسد سيترشح لمدة السبع سنوات الثالثة له في عام 2014، بعد حصوله على 97% من الأصوات في انتخابات عام 2007.

سوزان أحمد، مواطنة صحفية من دمشق بعمر 28 عام، تحدثت مع مراسل سوريا على طول عبد الرحمن المصري حول أن ترشيح الخطيب سوف يعطي “الشرعية للنظام ولترشيح الأسد” في انتخابات ليس فيها أي تمثيل لإرادة الشعب. “قبل التحدث عن الانتخابات،” أصرت “يجب ان نتحدث عن وقف إطلاق النار وإرجاع النازحين الى منازلهم.”

س. ماهو رأيك حول حملة ترشيح معاذ الخطيب لرئاسة سوريا ضد الأسد؟

الحقيقة ان الثورة بحاجة لرموز وقادة حقيقين، وبغض النظر عن شخص السيد معاذ الخطيب إلا إن اقتراح اسم للترشيح بالانتخابات مقابل بشار الأسد يضفي الشرعية للنظام ولترشيح بشار الأسد… فالأصل ان من أرتكب كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري ان يكون في المحاكم لا أن يخوض انتخابات.

ويمكن ان اضيف ان النتيجة ستكون معروفة كما اعتدنا. فلا رقيب ولا ضابط لعملية الانتخاب وبالتالي سينجح بشار الاسد بنسبة 99،9%.

لقطة من مسلسل عودة غوار، وهو مسلسل كوميدي من فترة التسعينيات. أبو عنتر، سجين دكتاتوري، يخبر المساجين المقيمين معه بالمشاركة في انتخابات لرئاسة مهجع السجناء. “أنتخبوني، وبس،”  كُتبت على صندوق الاقتراع.

س. من قام بالحملة قالوا بأن “ليس هدف الحملة الاعتراف بنظام بشار الأسد” بل “نزع فرصة الأسد في تزوير إرادة الشعب من خلال مسرحيته الهزلية.. والإدعاء بأنه الوحيد القادر على حكم سوريا”؟

لم اتوصل لشيء رسمي يفيد بأن الاستاذ معاذ قائم على هذه الحملة الى الان. والحقيقة لو ان الهدف هو نزع فرصة تزوير ارادة الشعب إلا أنه لا  يوجد ادوات لتحقيق هذا الهدف. وأعتقد ان الأمر البديهي ليس بحاجة لإثبات، نظام قتل شعبه بكافة انواع الاسلحة ابتداء من الهاون مروراً بالكيماوي والسكود وآخرها الجوع والبراميل المتفجرة بالتأكيد لا شرعية له بكل المعايير … واسمح لي بان أتساءل هل عجز الشعب السوري عن انجاب رئيس او قائد جديد؟ ام هو قدر الشعوب المقموعة ان تبقى تحت سيطرة ديكتاتور منذ لحظة استلامه الحكم حتى يصل الى القبر؟

 س. على ماهو واضح، بأن الخطيب ليس من هو قائم على الحملة بل هم أنصاره. لكن برأيك اذا قام المجتمع الدولى بتبني هذه الحملة، أليست ستكون حل لإنهاء الازمة؟

المجتمع الدولي الذي فشل من خلال مؤتمر جنيف بفتح معابر انسانية وإيقاف قصف المدن وقتل المدنيين لا يدع مجالا للثقة بان تبنيه لهذه الحملة سيعمل على انهاء الازمة ببساطة لان المجتمع الدولي حتى الان لم يحدد آليات الزام النظام بأي قرار واعتقد انه لا يمتلك الارادة الحقيقة بعد للتخلص من النظام السوري وإيقاف القتل وإلا لكان فعل هذا قبل ان تبلغ الكارثة الانسانية في سوريا هذا الحد.

س. لكن كما قلتِ، بأن جنيف والحل السياسي لم يأتي بنتيجة، والحل العسكري بحسب محللين مستحيل. أليس الانتخابات اذا تمت برعاية دولية وفي جميع ارجاء العالم للسوريين ستكون حلاً لإيقاف الدماء؟

وما الذي يضمن ان الانتخابات ستكون نزيهة او حقيقة؟ المجتمع الدولي فشل في ادخال الطعام للمحاصرين وهو امر اسهل بكثير من ادارة ومراقبة عمليات الانتخابات، عدا عن ان الملايين مهجرة اما داخليا او خارجيا. هذه الملايين ما تزال تقبع تحت القصف. كيف نتكلم عن انتخابات في حال حرب حقيقية تستخدم فيها كافة انواع الاسلحة. اعتقد انه قبل الكلام عن الانتخابات يجب ان تكلم عن وقف اطلاق النار والقصف وإعادة النازحين والمهجرين الى منازلهم.

س. ما هو الحل البديل لإنهاء الأزمة الحالية في سوريا؟

ليس من السهل ان نطلب تدخلا عسكريا، ولكن اذا كان اي تدخل اجنبي بشكل عسكري من شانه ايقاف اراقة الدماء فليكن ذلك. علما بأنني متيقنة ان النظام العالمي والمجتمع الدولي لو أراد ايقاف بشار الأسد ومنعه من ارتكاب المزيد من المجازر لفعل ذلك. تماماً كما اجبره على تسليم السلاح الكيماوي.

للمزيد من سوريا على طول، تابعونا على فيسبوك أو تويتر.