4 دقائق قراءة

ناشطون في حمص يضربون عن الطعام تضامنا مع أهالي الوعر المحاصرين

في مطلع الشهر الماضي، بدأت مجموعة مكونة من 13 ناشطا، […]


5 يونيو 2016

في مطلع الشهر الماضي، بدأت مجموعة مكونة من 13 ناشطا، وعناصر من الجيش السوري الحر (FSA)، شمال حمص، إضرابا عن الطعام، احتجاجا على حصار النظام لحي الوعر الخاضع لسيطرة الثوار. وبعد 23 يوما، بقي ثمانية من المشاركين في الإضراب، بعد أن انسحب الآخرون لـ”أسباب صحية خطيرة”، وفقا لما قاله منظم الإضراب،  طارق بدرخان.

وقال بدرخان لمراسلة سوريا على طول بهيرة الزرير “من خلال هذا الإضراب، نقف متضامنين مع إخواننا في الوعر. كما أننا نعرف جيدا ما يعنيه أن تكون جائعا”.

وحاصر النظام السوري وحلفاؤه، ريف حمص الشمالي، الذي يسيطر عليه الثوار، لمدة أربع سنوات. في حين سمحت هدنة الشهر الماضي، بين المحكمة الشرعية التابعة للمعارضة، في حمص، وممثلو النظام، تحت إشراف روسي، بحرية حركة السلع إلى الريف الشمالي، بينما لاتزال الكثير من هذه المناطق تخضع للقصف الجوي.

“ليس هناك ضغوط تمارس على نظام الأسد، أو أي تداعيات”

وحاصرت قوات النظام الوعر، شمال غرب مدينة حمص، في عام 2014. وعلى الرغم من هدنة توسطت فيها الامم المتحدة، عام 2015، استمر الحصار من قبل النظام. ولمدة الشهرين ونصف الماضيين، لم يسمح للطعام أو الدواء بالدخول إلى الحي.

المضربون عن الطعام، في شمال حمص، احتجاجا على حصار النظام للوعر. تصوير: طارق بدرخان.

وفي يوم الأربعاء، 1 حزيران، سمح لبعض المساعدات، بالدخول الى الحي، وسط تقارير متضاربة حول كميتها. وذكرت وسائل الإعلام الموالية للنظام، أن العديد من قوافل المساعدات دخلت المدينة، في حين ذكر مراسل موقع عنب بلدي الإخباري، الموالي للمعارضة، أن “ما دخل كان عدد قليل من الشاحنات، التي تحمل كميات صغيرة من الخبز والأدوية”. كما ذكر المصدر نفسه، أن الخبز يكفي ليحصل كل فرد على قطعة واحدة فقط.

وبينما حمل الكثير من الشبان السلاح، قال بدرخان إن مصدر الإلهام لإضرابه عن الطعام لمدة ثلاثة أسابيع، جاء من ثقافة المقاومة الفلسطينية غير العنيفة.وأضاف “أنا لست مقاتلا، أنا ناشط، والكاميرا هي سلاحي”.

ماهي الغاية من الإضراب، ومن شارك به، ومتى بدأ؟

عدد الشباب المشاركين لحد الآن 13. وهم مجموعة من الناشطين وبعض عناصر الجيش الحر، بدأالإضراب بتاريخ 10/5/2016 وذلك  بتوجيه دعوة للناشطين، للإضراب عن الطعام، عبر صفحتي الشخصية، والحمد الله حدث تجاوب، وبدأنا في الإضراب.

والهدف منه التضامن مع أهلنا في حي الوعر، ولأننا عشنا تجربة حصار بحمص القديمة سنتين، فنعرف معنى الجوع، ونعلم  معنى ان طفل او مراه تبكي من الجوع و هم يموتون ببطىء أمامك دون أن تستطيع فعل شيء. مطلبنا الأساسي هو كسر الحصار عن حي الوعر وفتح المعابر الانسانية لـ100 الف مدني محاصر واضرابنا سيكون مفتوحا حتى تنفيذ مطالبنا.

الاضراب عن الطعام هو نوع من انواع المقاومة السلمية وطريقة من طرق التعبير عن ظلم او استبداد حاصل، وبالعرف الدولي بكون اضراب عن الطعام فقط وليس عن السوائل والمشروبات.

أطلقنا دعوات لكل السوريين للإضراب عن الطعام تضامنا مع المناطق المحاصرة في سوريا وتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات أمام أبواب السفارات.

كم يوم مضى على الاضراب؟

اليوم 2 حزيران،  دخلنا اليوم الـ 23 من الاضراب، تعبنا كثيرا، ولغاية الآن ليس هناك اي تجاوب من الأمم المتحدة، ولم يتحدث معنا أي شخص من الائتلاف، نوجه نداء استغاثة لكل المنظمات الانسانية والاغاثية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ داخل حي الوعر، وان يرحموا هذا الشعب رغم صموده.

إلى أين وصلتم، وماهي آخر المستجدات؟

نحنا بعد أيام من الاضراب انتقلنا لمرحلة ثانية في ظل عدم  تجاوب الأمم معنا، فوجهنا دعوات عامة للسوريين بكل دول العام عبر فيديو مصور دعيناهم للاضراب عن الطعام او تنظيم احتجاجات أمام السفارات استنكارا لسياسة الامم المتحدة بسكوتها عن جريمة تجويع المدنيين والحمد الله  حدث تجاوب.

ونحن في اليوم 23 الشباب يعانون من شحوب واصفرار بالوجه، انخفاض بالوزن بشكل كبير، ارهاق عام بالجسم.

والشباب المشاركين بالاضراب لم يستطيعوا جميعهم ان يتابعوا، لأسباب صحية، وبقي ثمانية فقط، وتضامن معنا شاب جديد من تركيا واضرب عن الطعام.

ماهي مطالبكم من الأمم المتحدة؟

جاء الإضراب استنكارا لسياسة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية، لسكوتها عن حصار حي الوعر بعد اعطاء تعهدات من قبل ممثلي الأمم المتحدة، السيدة خولة مطر والسيد يعقوب الحلو، والمطالبة بالالتزام بالاتفاقيات الانسانية وفتح المعابر بشكل دائم. اليوم  حي الوعر مهدد بكارثة انسانية تهدد 100 الف مدني، نتيجة فرض حصار خانق من قوات النظام وحملنا مسؤولية سلامة الناشطين المضربين عن الطعام للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حتى تنفيذ المطالب وفتح المعابر الإنسانية لحي الوعر المحاصر.

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أن الأمم المتحدة والائتلاف لم يستجيبوا لإضرابكم، ما تفاصيل ما يجري بالضبط؟

السيدة خولة مطر والسيد يعقوب الحلو، ممثلا الأمم المتحدة، تعهدا باستمرار فتح المعابر وإدخال المواد الغذائية والطبية، وإجلاء المصابين والحالات الحرجة.

ولكن النظام أطبق الحصار ليقوم بعملية تجويع بحق 100 ألف مدني على غرار ما حصل في مضايا ومخيم اليرموك ولم يصدر عن ممثلي الأمم المتحدة، السيدة خولة مطر والسيد يعقوب الحلو، اي إدانة أو ضغط على النظام لفتح المعابر الانسانية.

لماذا لجأتم إلى هذه الوسيلة؟ ألا ترى أنه من الأفضل مقاتلة النظام؟

لجأنا للإضراب لأنه  شئ جديد على الساحة السورية، وأول مرة يحدث في سوريا في ظل هذه الحرب، وكثرة الفصائل المتحاربة، فهذه الخطوة ستجعل العالم ينتبه مباشرة، وسيتم تسليط الضوء على حي الوعر بشكل أسرع بحيث نحقق ضغط أكبر. وأنا ناشط، سلاحي الكلمة والكاميرا، ولست مقاتلا.

من أين استوحيتم فكرة الإضراب عن الطعام؟

استوحينا الفكرة من إخواننا الأسرى الفلسطينيين عند الاحتلال الاسرائيلي، حيث قاموا بالإضراب عن الطعام متل سامر العيساوي، صاحب ثاني أطول إضراب بالعالم 225 يوما، وتحققت بالنهاية مطالبه وخرج من السجن، ومنذ عدة أيام خرج الاسير محمد القيق من سجون الاحتلال بعد 95 يوما من الاضراب الطعام.

فنحن اتخذنا اخواننا الفلسطينين نموذجا وقدوة لنا. وإضرابنا يحمل رسالة ضمنية نوجهها، بأن الأسد هو عدو محتل لسوريا، وسفاح القرن الواحد والعشرين.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال