3 دقائق قراءة

نفاذ مركز علاج السرطان في الغوطة الشرقية من الأدوية: نخسر مرضانا أمام أعيننا

توفي أكثر من عشرة مرضى بالسرطان في الغوطة الشرقية، الواقعة […]


24 أغسطس 2017

توفي أكثر من عشرة مرضى بالسرطان في الغوطة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، خلال الشهر الماضي، إذ أن حصار الحكومة يحول دون وصول الأدوية المضادة للسرطان إلى المعقل الثوري المحاصر.

في منتصف تموز، تحدثت سوريا على طول مع د. وسام الرز، طبيبة متخصصة بعلاج الأورام الخبيثة، ومديرة مركز دار الرحمة، المنشأة الطبية الوحيدة لعلاج السرطان في الغوطة الشرقية،  وأوضحت أن بعد عدة شهور من انقطاع شحنات الأدوية المضادة للسرطان، لم يعد في المركز ما يكفي ليعالج المرضى البالغ عددهم نحو 600.

وقالت “الرز” لسوريا على طول، الشهر الماضي “بعد أن أصبحت الأمور على ماهي عليه، تدهورت الحالة الصحية لكثير من مرضانا” وأشارت إلى أن “الحصار يوصد أي أمل بحياة طويلة”.

ومنذ تحدثت الرز مع سوريا على طول،  سجلت دار الرحمة 13حالة وفاة من مرضاها، ومن ضمنهم أربعة أطفال دون العشرة شهور. فلم يعد المركز قادراً على تجديد مخزونه من الأدوية الهامة المضادة للسرطان. ومع تناقص الإمدادات، أصبح المركز يقنن في رصيده الدوائي المحدود.

وقالت “الرز” لسوريا على طول “لا يزال لدينا بعض الأدوية، ولكن فقدنا كثيراً من الأدوية المهمة بشكل كلّي، وهناك بروتوكولات علاجية كثيرة لم نستطع تطبيقها”.

 

داخل مركز دار الرحمة الطبي في الغوطة الشرقية. حقوق نشر الصورة لـ دار الرحمة.

 

ويعتمد المركز على جمع الأدوية المتاحة المضادة للسرطان لتقديم جرعة معالجة غير كاملة للمرضى لديه، وحين ينفد دواء ما من هذا المزيج، يصبح العلاج غير فعال.

وأوضحت الرز أن “الجرعة التي نعطيها للمريض تتكون من مجموعة أدوية، وعندما أصبح لدينا نقص في الأنواع لم نعد نستطع تطبيق البروتوكول الكامل للعلاج لعدم فعاليتها جزئياً، وهذا ماجعل الأنواع الأخرى تبقى لوقت أطول لكن دون جدوى”.

ورغم أن الشحنات الإغاثية المتقطعة من الهلال الأحمر العربي السوري تأتي بالإمدادات الطبية والغذائية للمنطقة الثورية المحاصرة، إلا أنها لا تحتوي على أدوية السرطان المستخدمة في دار الرحمة، وفق ما قالت الرز لسوريا على طول، الإثنين.

وقالت الرز “للأسف نحن نخسر مرضانا أمام أعيننا دون أن نستطع أن نقدم لهم العلاج الطبي المثالي، في ظل عدم استجابة أي جهة لمطالبنا بتحييد الملف الطبي عن الملف العسكري، وإدخال أدوية السرطان للغوطة”.

وتم إنشاء مركز دار الرحمة عام 2013، في نفس السنة التي طُوقت فيها الغوطة الشرقية لدمشق. ويؤمن المركز العلاج المجاني لمرضى السرطان في المنطقة.

 

مريض في مركز دار الرحمة. حقوق نشر الصورة لـ دار الرحمة.

 

وكان المركز يشتري مخزونه من العلاج الكيماوي والأدوية المقاومة للسرطان من السوق السوداء، ويدخلها للغوطة الشرقية عبر أنفاق التهريب وغيرها من المنافذ في طوق الحصار. 

وفي شباط الماضي، شنت الحكومة السورية حملة مفاجئة وأغلقت أنفاق التهريب الهامة والحيوية في الغوطة الشرقية، وقطعت بذلك عن دار الرحمة الطريق الوحيد لإعادة تعبئة مستودعاتها.

وحثت “الرز” الهلال الأحمر العربي السوري على إخلاء المرضى إلى دمشق، حيث يمكن أن يتلقوا العلاج المناسب. إلا أن الهلال الأحمر لم يستجب لأي من طلباتها إلى الآن.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تواصلت “الرز” مع الهلال الأحمر السوري لأجل الطفل كنان، ذي الستة شهور والمصاب بـ اللوكيميا، وكان يتعالج بمركز دار الرحمة.

وقالت “الرز” لسوريا على طول “تم تقديم طلب فوري للهلال الأحمر شعبة دوما، وهم بدورهم رفعوه إلى كافة الجهات من أجل العمل على إخراجه إلى دمشق، لكن الصمت كان الرد الوحيد، حيث تم تسويف الحالة (…) تأزمت حالة الطفل كنان، فحاولنا أن نبدأ له ببروتوكول بسيط، بحيث أننا نملك الدواء الذي يعطى أول أسبوعين فقط بهدف كسب الوقت وإنقاذ الطفل،  لكن الموت كان أسرع إليه”.

 

 

شارك هذا المقال